( لا تُحِبُّوا العَالَمَ ولا الأشْيَاءَ التي في العَالَمِ، لأنَّ العَالَمَ يمْضِي وَشَهْوَتُهُ مَعَهُ، وأمَّا مَنْ يَعمل مَشِيئَةَ اللهِ فإنه يَثْبُت إلى الأبدِ. آمين. )
في مثل هذا اليوم استشهد القديس أسطاثيوس وولداه، كانا من وزراء مملكة الرومان، وكان في أول أمره لا يعرف الله،
ولكنه كان كثير الصدقة والرحمة، فلم يرد الرب أن يضيع تعبه سدى، إذ بينما كان يرصد صيد الوحوش في البرية ظهر له مثال صليب من بين قرون أيل مرتفعا إلي السماء،
فطارد الأيل في الجبال يريد صيده،، فخاطبه الرب وعرفه باسمه الجديد وهو أسطاثيوس، لأنه كان يسمى قبلا افلاكيدس وأمره أنه يتعمد باسم المسيح،
وأنذره بفقر يأتيه عاجلا، فلما سمع ذلك ترك الجبل، وتعمد هو وزوجته وولداه من أسقف المدينة، وغير اسمه إلى أسطاثيوس كما أمره الرب،
ثم وزع في الحال كل ما كان له من العبيد والجواري والموشى والأموال، وأخذ زوجته وولديه وخرج من مدينة رومية وركب مركبا، ولما لم يكن معه الأجرة أخذوا امرأته نظيرها،
فاخذ ولديه وسار إلى نهر، فعبره بأحدهما إلى الشاطئ الأخر، وعاد ليأخذ الثاني فلم يجده لأن أسدا أخذه، فرجع ليأخذ الأول فلم يجده أيضا لان ذئبا خطفه، فحزن حزنا عظيما على فقد زوجته وولديه،
وبقى مدة من الزمان يشتغل حارسا في بستان، إلى أن مات ملك رومية وملك آخر بدلا منه، فأرسل رسلا للبحث عن هذا القديس،
وحدث صدفة أن أحد الرسل دخل البستان الذي يحرسه القديس، فعرفا بعضهما ورجع به إلى الملك، فأكرمه وأعاده إلى مرتبته الأولى،
واتفق في ذلك الوقت حدوث حرب، فجمعوا من كل بلد رجلين للجندية، وكان ولدا هذا القديس قد تخلصا بمشيئة الله من الأسد والذئب وتربيا في بلد واحد، ولفراقهما مدة طويلة لا يعرف أحدهما الأخر،
فدبرت العناية الإلهة أن يجندا معا في ذلك البلد، وفى أحد الأيام وهما في الطريق وصلا إلى بستان فتحدثان فتعارفا أنهما أخوان،
وأما أمهما، فان الرجل الذي أخذها نظير الأجرة كان بربريا، وقد حرسها الله منه، وأبقاها في بستان شاءت العناية الإلهية أن يكون هو نفس البستان الذي اجتمع فيه ولداها،
وكانت محادثة ولديها بالقرب منها فعرفتهما، وتعين الولدان في حراسة خزانة والدهما ولم يعرفهما،
ولما أراد الرب جمع شمل هذه العائلة المباركة، دخلت الزوجة على زوجها فتعارفا وفرحا بهذا اللقاء الذي جاء على غير انتظار ثم تحدثت إليه أنها التقت بولديهما في البستان المذكور،
وفيما هي تعلمه بذلك دخل الولدان عليهما، فصاحت فرحة هاهما ولدانا، فتعانقا الجميع وذرفت عيونهم دموع الفرح، وشكروا الرب الذي أتم لهم ما وعد به وعاشوا في هناء وسلام،
وبعد قليل مات الملك وجلس على العرش أخو من عبدة الأوثان، فأحضر القديس أسطاثيوس وزوجته وولديه وأمرهم بعبادة الأوثان فرفضوا، فأمر بتعذيبهم بالنار، فلم يلحقهم ضرر،
وأخيرا أمر أن يوضعوا في قدر من النحاس، وتوقد تحتهم النار فأسلموا نفوسهم بيد الرب، ونالوا إكليل المجد من قبل ربنا ومخلصنا يسوع المسيح،
بركة صلواتهم فلتكن معنا،
ولربنا المجد دائماً أبدياً آمين.
المزمور من مزامير أبينا داود النبي ( 65 : 11 ، 12 )
جُزْنا في النَّارِ وَالْمَاءِ، وَأَخْرَجْتَنَا إلى الرَّاحَةِ. أَدْخُلُ إلى بَيْتِكَ بِالْمُحْرَقَاتِ، وَأُوفِيكَ النُّذُورَ الَّتي نَطَقَتْ بِهَا شَفَتَايَ. هللويا.