تُسَلِّمُ عَلَيْكُمُ الصَّدِيقَةُ الْمُخْتَارَةُ التي في بَابِلَ، وَمَرْقُسُ ابْنِي. سَلِّمُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِقُبْلَةِ الْمَحَبَّةِ الْمُقدَّسَةِ. ا
لسَّلاَمُ لَكُمْ جَمِيعَاً أيهَا الَّذِينَ في الْمَسِيحِ يَسُوعَ.
( لا تُحِبُّوا العَالَمَ ولا الأشْيَاءَ التي في العَالَمِ، لأنَّ العَالَمَ يمْضِي وَشَهْوَتُهُ مَعَهُ، وأمَّا مَنْ يَعمل مَشِيئَةَ اللهِ فإنه يَثْبُت إلى الأبدِ. آمين. )
في مثل هذا اليوم من سنة 134 للشهداء ( 418م ) تنيَّح القديس العظيم الأنبا بولا الطموهي.
وقد وُلِدَ هذا القديس ببلدة طموه ( طموه إحدى قرى محافظة الجيزة على شاطىء النيل وهي قريبة من مدينة الجيزة)،
ومنذ حداثته مال إلى العبادة والانفراد، فذهب مع تلميذه حزقيال إلى جبل أنصنا
( أنصنا مكانها حالياً قرية الشيخ عبادة على الشاطىء الشرقي للنيل مقابل ملوي.
وسُميت الشيخ عبادة نسبة إلى أسقفها الشهيد الأنبا أباديون ذي الشيخوخة الصالحة، الذي استشهد في عصر دقلديانوس).
ومن عظم محبته للمسيح أضنى جسده بكثرة النسك والأصوام،حتى ظهر له الرب يسوع المسيح قائلاً: كفاك تعباً يا حبيبي بولا.
فقال له في اتضاع: " دعني يا سيدي أُتعِب جسدي من أجلك كما تعبت أنت من أجل جنس البشر وأنت الإله الحقيقي مُتَ عنا نحن الخطاة غير المستحقين " فعزاه الرب وقواه ثم صعد إلى السماء.
ثم مضى البار الأنبا بيشوي إلى جبل أنصنا بعد غارة البربر الأولى على برية شيهيت سنة 407م، واستقبله القديس بولا بفرح.
لأن ملاك الرب كان قد ظهر له وقال له: " إن جسدك سيكون مع جسد الأنبا بيشوي ".
وقد تم قول الملاك، إذ تنيَّح الأنبا بيشوي في 7 أبيب 133 للشهداء ( 417م ) ودُفن جسده هناك وبعده بثلاثة شهور تنيَّح القديس الأنبا بولا ووضعوا جسده بجوار جسد الأنبا بيشوي.
وفي زمان بطريركية البابا يوساب الأول في الفترة من سنة 830م إلى سنة 849م، أراد هذا البابا نقل جسد الأنبا بيشوي إلى ديره بشيهيت ليكون بين أولاده.
ولما قام المكلَّفون بهذه المهمة، بوضع جسد الأنبا بيشوي في السفينة، تعطلت عن المسير.
وكان هناك شيخ قديس يُدعى أرميا، أخبرهم أن المركب لن تستطيع المسير بجسد الأنبا بيشوي وحده
لأنه كان يوجد عهد بين القديسين الأنبا بيشوي والأنبا بولا من قبل الله، أن يظلا غير مفترقَيْن في أيام غربتهما على الأرض وبعد نياحتهما.
فرجعوا وحملوا جسد الأنبا بولا ووضعوه في السفينة، بجوار جسد صديقه الأنبا بيشوي، فسارت السفينة بسلام، فسبحوا الله ومجدوا القديسين العظيمَيْن.
ولما وصلوا بهما إلى دير الأنبا بيشوي ببرية شيهيت، وضعوهما في صندوق واحد مع بعضهما داخل كنيسة الأنبا بيشوي.
وما زالا يرقدان معاً داخل مقصورة جميلة تظهر منها بعض المعجزات والأشفية.