( لا تُحِبُّوا العَالَمَ ولا الأشْيَاءَ التي في العَالَمِ، لأنَّ العَالَمَ يمْضِي وَشَهْوَتُهُ مَعَهُ، وأمَّا مَنْ يَعمل مَشِيئَةَ اللهِ فإنه يَثْبُت إلى الأبدِ. آمين. )
تُعيِّد الكنيسة في هذا اليوم بالتذكار الشهري لوالدة الإله القديسة العذراء مريم.
شفاعتها فلتكن معنا آمين.
2 - نياحة يوئيل النبي
وفي هذا اليوم تحتفل الكنيسة بتذكار نياحة النبي العظيم يوئيل بن فثوئيل من سبط رأوبين، ويوئيل اسم عبري معناه يهوه هو الله، وهو أحد الاثنى عشر نبياً الصغار.
تنبأ في زمان آسا بن أَبِيَّا ملك يهوذا، وعاش قبل زمان إشعياء، كان هو يتنبأ في مملكة يهوذا وعاموس يتنبأ في مملكة إسرائيل في وقت واحد.
وقد ضَمَّن نبوته تحريضاً للشعب على تقديم توبة صادقة لكي يرفع الرب عنهم النكبات والتجارب ويُكْثِر لهم الخير والبركات الروحية والمادية.
كما تنبأ عن حلول الروح القدس على التلاميذ يوم الخمسين ( يوئيل 2: 28 – 32)، وعن بداية البشارة بالإنجيل من أورشليم ( يوئيل: 3: 18)،
وعن موضع الدينونة العامة عند المجيء الثاني للسيد المسيح ( يوئيل 3: 2، 12، 16). ولما أكمل سعيه الصالح تنيَّح بسلام بشيخوخة صالحة ودُفن في حقله بأورشليم.
بركة صلواته فلتكن معنا آمين.
3 - نقل جسد لعازر حبيب الرب
وفيه أيضاً تُعيِّد الكنيسة بتذكار نقل جسد لعازر حبيب الرب، الذي أقامه من بين الأموات وقد رُسم أسقفاً على قبرص، حيث وضع عليه الرسولان بولس وبرنابا اليد لرعاية شعب هذه الجزيرة.
وقد تنيَّح سنة 76م ودُفن جسده الطاهر في كتيون وهي كتيم القديمة ( تك 10: 4)، وتسمى حالياً لارنكا على الساحل الشرقى لجزيرة قبرص.
ولما سمع الملك ليون السادس ( 886 – 912م ) بوجود جسد القديس لعازر في جزيرة قبرص، أرسل بعض الكهنة فأحضروه إلى القسطنطينية داخل تابوت من رخام،
ثم بنى له كنيسة ووضع الجسد الطاهر فيها بإكرام واحترام. أما الرأس فما يزال في لارنكا بقبرص حتى الآن.
ولكن نُقل الجسد فيما بعد إلى مارسيليا بفرنسا حيث استقر في كنيسة هناك إلى هذا اليوم.
بركته المقدسة تكون معنا آمين.
4 - نياحة القديس الأنبا رويس
وفيه أيضاً من سنة 1121 للشهداء ( 1405م ) تنيَّح القديس العظيم الأنبا فريج الشهير بالأنبا رويس الذي كان معاصراً للقديس الأنبا متاؤس الأول،
نشأ هذا القديس في قرية صغيرة بمحافظة الغربية اسمها منية بيمين. وكان اسم أبيه إسحاق وأمه المباركة سارة، فربياه تربية خشنة كفلاحين فقراء.
وكان أحياناً يساعد والده في الفلاحة وأخرى يبيع الملح على جمل صغير. وأحبه الناس بسبب تواضعه وأمانته.
ولما بلغ سن العشرين سافر إلى القاهرة ومنها إلى الوجه القبلي حيث غيَّر اسمه من فريج إلى رويس ( رويس: تصغير كلمة رأس) على اسم جمله الصغير إمعاناً في الاتضاع وإنكار الذات.
وكان يتنقل من مكان لآخر ولم يكن له بيت أو مأوى ولا قنية، وكان قليل الكلام، كثير الصوم والسهر، لا يأكل إلا قليلاً من الأطعمة البسيطة،
مواظباً على التناول من الأسرار المقدسة باستعداد قلبي كامل، وبخوف ورعدة،
وكان يقول " إنه لا يستحق التناول من هذه الأسرار المقدسة إلا من كان جوفه طاهراً نقياً كأحشاء سيدتنا الطاهرة مريم التي استحقت أن تحمل السيد المسيح في أحشائها ".
وكان يرى مجد الله حالاً على الأسرار المقدسة على المذبح. وقد وصل الأنبا رويس إلى درجة روحية سامية فكان ينتقل من مكان لآخر إذ وصل إلى درجة السياحة،
ووهبه الله معرفة الأسرار الخفية، ولذلك أعطته الكنيسة لقب ( ثيئوفانيوس ) أي من يظهر له الله.
وتآمر عليه الأشرار ذات مرة بحسد الشيطان، فسلَّموه إلى الأمير سودون بعد أن ضربوه ضرباً مبرحاً، ولما سأله الأمير عن سبب القبض عليه لم يتكلم، فأمر الأمير بضربه حتى تهرّأ جسده وسال دمه،
وأمر أن يطوفوا به في الشوارع، فطافوا يستهزئون به ويضربونه ومعه أحد تلاميذه فنالا من التعذيب في ذلك اليوم ما لا يوصف، وأدخلوهما السجن، فرفع عينيه وصلى،
فحضر البابا متاؤس وأخرجه هو وتلميذه من السجن، وأخذه عنده ليعالجه من جراحاته، فمكث زماناً حتى شُفي. وطلب منه البابا أن يبقى معه في الدار البطريركية فلم يوافق، وواصل تنقلاته كعادته.
وكان الأنبا رويس كثير الرحمة والشفقة على الأرامل والأيتام ويعامل الكل بلطف وإشفاق، وأعطاه الله موهبة النبوة، فأخبر بأمور آتية.
وفي أواخر حياة هذا القديس مرض مرضاً شديداً فرقد تسع سنوات كاملة في بيت أحد تلاميذه ويُدعى ميخائيل البنا، وكان في مرضه متعزياً صابراً شاكراً الرب.
ولما قَربت ساعة نياحته، جاءت إليه القديسة العذراء مريم التي كان يحبها كثيراً لتشجعه وتعزيه، ورشم ذاته بعلامة الصليب وفاضت روحه الطاهرة بيد الرب
ودُفن جسده بدير الخندق ( دير الخندق: أنشىء في القرن العاشر وكان به عشرة كنائس، ولما دُفن فيه الأنبا رويس تسمى باسمه.
شُيدت به سنة 1968م كاتدرائية مار مرقس الجديدة في عهد البابا كيرلس السادس وقد نَقل البابا شنوده الثالث المقر البابوي من الأزبكية إلى هذه المنطقة سنة 1971م) الذي تَسمى بعد ذلك باسمه.