مُمَاتَاً في الْجَسَدِ وَلكِنْ مُحْيىً في الرُّوحِ، وَبِهذَا أيْضاً ذَهَبَ فَبَشَّرَ الأَرْوَاحَ التي في السِّجْنِ، التي عَصَتْ قَدِيمَاً، حِينَ كَانَتْ أَنَاةُ اللَّهِ تَنْتَظِرُ في أيامِ نُوحٍ،
( لا تُحِبُّوا العَالَمَ ولا الأشْيَاءَ التي في العَالَمِ، لأنَّ العَالَمَ يمْضِي وَشَهْوَتُهُ مَعَهُ، وأمَّا مَنْ يَعمل مَشِيئَةَ اللهِ فإنه يَثْبُت إلى الأبدِ. آمين. )
في مثل هذا اليوم من سنة ( 67 – 68م ) في عهد نيرون الطاغية، استشهد القديس العظيم لوقا الإنجيلي.
وُلِدَ في أنطاكية من أبوين وثنيين، ربياه وهذباه، وعلماه مهنة الطب وكان فصيحاً وكاتباً ورساماً وعاش بتولاً، اختاره الرب يسوع من جملة السبعين رسولاً ( لو 10: 1).
رافق القديس بولس الرسول – في رحلته التبشيرية الثانية من ترواس إلى فيلبى ( أع 16: 10 – 17) وفي رحلته الثالثة من فيلبى إلى أورشليم ( أع 20: 5 – الخ، 21: 1 – 18)،
كما كان مرافقاً له في روما عند الأسر ( أع 28: 30، 2تى 4: 11)، وأحبه القديس بولس كثيراً ودعاه الطبيب الحبيب ( كولوسى 4: 14)، والعامل معه.
كتب إنجيله بين عامي 60 – 63م باللغة اليونانية للأمميين، يقدم السيد المسيح كمخلِّص لجميع البشر ومتمم اشتياقات كل قلب.
ويُظهر المسيح الإنسان في ملء بشريته وإنه مثلنا في كل شيء ما خلا الخطية، ويصوِّره في كل البشارة بأنه محب الخطاة، شافي المرضى، معزِّى منكسرى القلوب، راعى الخروف الضال.
ويُرمَز لإنجيله بشكل ثور لأنه تكلم عن الذبائح وذبيحة السيد المسيح الكفارية.
( ترمز الكنيسة لإنجيل متى بوجه إنسان لأنه تكلم عن أنساب المسيح، ولإنجيل مرقس بوجه أسد لأنه يقدم المسيح القوى صانع العجائب،
ولإنجيل لوقا بشكل ثور لأنه يتكلم عن الذبائح، ولإنجيل يوحنا بوجه نسر لأنه يتكلم عن لاهوت المسيح ويحلق في الإلهيات)
وكتب كذلك سفر أعمال الرسل كتكملة لإنجيله بين عاميّ 63 – 64م أثناء إقامته مع الرسول بولس أثناء سجنه الأول في روما، ووجَّهه إلى نفس الشخص الذي وجَّه إليه الإنجيل وهو ( العزيز ثاؤفيلس ).
ويُرجَّح أن هذا الشخص كان من كبار الشخصيات في مدينة الإسكندرية.
وضمَّنه أخبار تأسيس الكنيسة الأولى بين اليهود في أورشليم بواسطة خدمة معلمنا القديس بطرس الرسول ( أع ص1 – ص12)، وبين الأمم بواسطة خدمة معلمنا القديس بولس الرسول ( أع ص13 – ص28).
وتقول بعض المصادر أن معلمنا القديس لوقا الطبيب قد بشَّر بالإنجيل في دلماطية وفرنسا وإيطاليا. واستشهد على يد نيرون وكان عمره أربع وثمانين سنة ونال إكليل الشهادة.
ووُضع جسده الطاهر في كيس شعر وأُلقى في البحر، وبتدبير الله قذفته الأمواج إلى جزيرة، فوجده رجل مؤمن فأخذه وكفَّنه بأكفان حسنة.
ونُقل الجسد في عهد الملك قسطنطينوس سنة 357م إلى القسطنطينية مع رفات القديس أندراوس، ثم نُقل بعد ذلك إلى إيطاليا سنة 1177 م.
بركة صلواته فلتكن معنا
ولربنا المجد دائماً أبدياً آمين.
المزمور
من مزامير أبينا داود النبي ( 95 : 1 ، 2 )
سَبِّحوا الرَّبَّ، وَبَارِكُوا اسْمَهُ، بَشِّرُوا مِنْ يَوْمٍ إلى يَوْمٍ بِخَلاصِهِ. أَخْبِرُوا في الأُمَمِ بِمَجْدِهِ. وَفي جَمِيعِ الشُّعُوبِ بِعَجَائِبِهِ. هللويا.