( لا تُحِبُّوا العَالَمَ ولا الأشْيَاءَ التي في العَالَمِ، لأنَّ العَالَمَ يمْضِي وَشَهْوَتُهُ مَعَهُ، وأمَّا مَنْ يَعمل مَشِيئَةَ اللهِ فإنه يَثْبُت إلى الأبدِ. آمين. )
1 - نياحة البابا بطرس الثالث البطريرك السابع والعشرين من بطاركة الكرازة المرقسية
في مثل هذا اليوم من سنة 204 للشهداء ( 485م ) تنيَّح البابا بطرس الثالث البطريرك السابع والعشرون من بطاركة الكرازة المرقسية.
كان تلميذاً للبابا ديوسقوروس، فرسمه قساً بمدينة الإسكندرية. ولما جاء البابا تيموثاوس الثاني البطريرك السادس والعشرون، كان القس بطرس خير مساعد له في الخدمة.
بعد نياحة البابا تيموثاوس الثاني، تم اختياره ليكون بطريركاً يوم 4 توت سنة 194 للشهداء 477م.
وبعد جلوسه على الكرسي المرقسي وصلته رسالة من القديس أكاكيوس بطريرك القسطنطينية يعترف فيها بالطبيعة الواحدة للسيد المسيح كقول القديسين كيرلس وديوسقوروس.
وأنه لا يصح أن يقال بالطبيعتين بعد الإتحاد لئلا تبطل فائدة الاتحاد. فكتب إليه القديس بطرس رسالة بقبوله إيمانه وأرسلها مع ثلاثة من علماء الأساقفة،
فقبلهم البطريرك أكاكيوس، وشاركهم في القداس وقرأ الرسالة على شعبه. ثم كتب رسالة أخرى إلى البابا بطرس، وعند وصولها جمع الآباء الأساقفة وقرأها عليهم، وقَبِلُوه في شركة الكنيسة.
وقد لاقى هذا الأب شدائد كثيرة من المخالفين له في العقيدة، ونُفي من كرسيه بأمر الإمبراطور زينون.
فكان وهو في النفي يداوم على تعليم شعبه بالرسائل الرعوية وبعد خمس سنوات عاد إلى كرسيه وداوم على تعليم شعبه. وبعد أن أقام على الكرسي ثماني سنين وثلاثة أشهر تنيَّح بسلام.
بركة صلواته فلتكن معنا آمين.
2 - استشهاد القديس مقار الليـبي
وفيه أيضاً من سنة 250م في عهد الإمبراطور ديسيوس، استشهد القديس مقار الليـبي.
نشأ هذا القديس في إحدى الخمس مدن الغربية. ولما بلغ سن الشباب، اشتاق أن ينال بركة جسد القديس مار مرقس الإنجيلي بكنيسته بالإسكندرية، فأتى إليها، ونال البركة.
وقد تميز هذا القديس بالغيرة الشديدة على الإيمان، وبالشجاعة في تقوية وتدعيم إيمان المسجونين بسبب تمسكهم بالإيمان المسيحي.
ولما سمع به الإمبراطور ديسيوس، قبض عليه، وأمره أن يبخر للأوثان. لكنه رفض وظل ثابتاً على إيمانه. فأمر القاضي بإحراقه ونال إكليل الشهادة.
بركة صلواته فلتكن معنا آمين
3 - نياحة القديس أفراميوس الرهاوى
وفيه أيضاً من سنة 86 للشهداء ( 370م ) تنيَّح الأب القديس أفراميوس الرهاوي.
وُلِدَ هذا القديس سنة 300م في مدينة الرها ( إحدى مدن القديمة بالعراق)، من أبوين غنيين. تعلم على يد علماء أفاضل، لكي ينال مركزاً مرموقاً.
إلا إنه كان منذ حداثته يميل إلى اقتناء الفضائل المسيحية. وكان دائم التردد على الكنائس وقراءة الكتاب المقدس.
ولما أراد والداه أن يزوجاه، هجر بيت أبيه، وسكن في قلاية صغيرة خارج المدينة.
وظل فيها مداوماً على الصلاة والتأمل، حتى بلغ درجة سامية من الكمال، فقصده كثيرون لطلب المشورة والبركة.
وقد وقع اختيار أسقف الرها على هذا القديس ليكرز بالإيمان. فأخذه ورسمه قساً.
ولما أرسله للخدمة، بنى كنيسة وكان يقدم فيها القرابين والصلوات، طالباً من الله أن يُلَيّن قلب هذا الشعب.
ولما نجح في خدمته، هيج عليه الشيطان جماعة من الوثنيين فضربوه وأهانوه حتى تركوه بين حى وميت، فأقامه الله صحيحاً.
وظل يطلب إلى الله من أجلهم، حتى لان قلبهم، وبدأوا يستمعون إلى وعظه وإرشاده، حتى قبلوا الإيمان.
وبعد فترة من الخدمة، رجع إلى قلايته، وظل بها مواظباً على الصلاة والعبادة والنسك، والجهاد ضد الشياطين.