تُسَلِّمُ عَلَيْكُمُ الصَّدِيقَةُ الْمُخْتَارَةُ التي في بَابِلَ، وَمَرْقُسُ ابْنِي. سَلِّمُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِقُبْلَةِ الْمَحَبَّةِ الْمُقدَّسَةِ.
السَّلاَمُ لَكُمْ جَمِيعَاً أيهَا الَّذِينَ في الْمَسِيحِ يَسُوعَ.
( لا تُحِبُّوا العَالَمَ ولا الأشْيَاءَ التي في العَالَمِ، لأنَّ العَالَمَ يمْضِي وَشَهْوَتُهُ مَعَهُ، وأمَّا مَنْ يَعمل مَشِيئَةَ اللهِ فإنه يَثْبُت إلى الأبدِ. آمين. )
في هذا اليوم تُعيِّد الكنيسة بتذكار الأربعة والعشرين قسيساً غير الجسدانيين، كهنة الحق،
وقد رآهم القديس يوحنا الرائي في رؤياه قائلاً: " وحول العرش أربعة وعشرون عرشاً.
ورأيت على العروش أربعة وعشرين قسيساً جالسين متسربلين بثياب بيض وعلى رؤوسهم أكاليل من ذهب ( رؤ 4: 4).
" وحينما تعطي الحيوانات مجداً وكرامة وشكراً للجالس على العرش الحي إلى أبد الآبدين. يخر الأربعة وعشرون قسيساً قدام الجالس على العرش ويسجدون للحي إلى أبد الآبدين
ويطرحون أكاليلهم أمام العرش قائلين أنت مستحق أيها الآب أن تأخذ المجد والكرامة والقدرة لأنك أنت خلقت كل الأشياء وهي بإرادتك كائنة وخُلقت " ( رؤ 4: 9 – 11). "
ولهم كل واحد قيثارات وجامات من ذهب مملوءة بخوراً هي صلوات القديسين. وهم يترنمون ترنيمة جديدة قائلين مستحق أنت أن تأخذ السِّفْر وتفتح ختومه " ( رؤ 5: 8 - 9).
فهُم كهنة نورانيون من الطغمات الروحانية المحيطة بالله، يشفعون في جنس البشر. ويقدمون له صلوات القديسين كبخور متصاعد أمام الله. ولهم كل واحد قيثارات يسبحون بها الله.
2 - استشهاد الأسقف نارسيس والقديسة تكلا
وفيه أيضاً من سنة 59 للشهداء ( 343م ) استشهد الأب القديس نارسيس أسقف سلوكية بالميصة فيما بين النهرين،
في عهد سابور الثاني ملك الفرس. واستشهدت أيضاً معه الشهيدة القديسة تكلا. ومعهم نحو عشرين شهيداً.
بركة صلواتهم فلتكن معنا آمين.
3 - نياحة البابا بروكلس بطريرك القسطنطينية
وفيه أيضاً من سنة 163 للشهداء ( 447م ) تنيَّح الأب القديس بروكلس بطريرك القسطنطينية.
وُلِدَ هذا القديس بالقسطنطينية نحو سنة 390م. نشأ على حياة التقوى ولعِلمه ومعرفته أحبَّه الشعب ورُسم كاهناً.
ثم رسمه الأب سيسينيوس بطريرك القسطنطينية أسقفاً، فكان يخدم وسط الشعب بزهد واتضاع.
ولما تنيَّح البابا سيسينيوس، تدخل الإمبراطور ثيئودوسيوس لإقامة نسطور بطريركاً خلفاً له.
وكان القديس بروكلس حاضراً مجمع أفسس سنة 431م الذي حرم نسطور.
ثم أقيم مكسيميانوس بطريركاً على القسطنطينية خلفاً لنسطور، ولم يدم طويلاً، إذ تنيَّح سنة 434م.
فأجمع الكل على اختيار بروكلس بطريركاً على القسطنطينية وجاءته رسائل تهنئة من البابا كيرلس الأول عمود الدين وبقية البطاركة.
استلم عمله الرعوي عقب الاضطرابات التي حدثت بعد قَطْع نسطور. فعالج الموقف بحكمة ووداعة واتضاع، فأثمرت خدمته جداً.
وقد حافظ هذا القديس على العقيدة وكان يكتب رسائل رعوية لشعبه، موضحاً لهم فيها حقائق العقيدة السليمة،
حاثاً إياهم على التمسك بكتابات القديسين باسيليوس الكبير وغريغوريوس النزينزي.
وقد مدح رسائل القديس كيرلس الكبير وقال عنها: " إنها تمثل دستوراً كاملاً لإيمان الكنيسة الجامعة ".
وقال عن شخصيته بأنه رجل مملوء تقوى متمرن بكمال في نظام الكنيسة وحافظ للقوانين بدقة.
قام أيضاً هذا القديس بنقل جسد القديس يوحنا ذهبي الفم من منفاه في كومانا إلى كنيسة الرسل بالقسطنطينية.
حدثت في أيامه زلازل أصابت بعض البلاد المجاورة له، وبأبوة حانية قدَّم لأهل تلك البلاد ما أمكن له من المساعدات، وأكثر من النسك والصلاة والصوم ليرفع الله غضبه.
كما ذهب بنفسه إلى تلك الأماكن، وكان يجول بين المنكوبين ويشاركهم في آلامهم، إلى أن رفع الله التجربة. وبعد أن أكمل جهاده الصالح تنيَّح بسلام.