( لا تُحِبُّوا العَالَمَ ولا الأشْيَاءَ التي في العَالَمِ، لأنَّ العَالَمَ يمْضِي وَشَهْوَتُهُ مَعَهُ، وأمَّا مَنْ يَعمل مَشِيئَةَ اللهِ فإنه يَثْبُت إلى الأبدِ. آمين. )
في مثل هذا اليوم استشهد القديس بالاريانوس وأخوه تيبورينوس في عهد الإمبراطور دقلديانوس.
كان القديس بالاريانوس من أهل رومية ابناً لوالدين وثنيين. خطب ابنة رجل من أكابر المدينة اسمها كيليكية، وكانت مسيحية.
أوضحت لخطيبها أنها تريد أن تكون عروساً للمسيح وتحتفظ ببتوليتها وكلَّمته عن الإيمان بالسيد المسيح والحياة الأبدية وحياة القداسة والعفة.
فتحرك قلبه وآمن على يديها واعتمد. ولما استنار بالنعمة شرح لأخيه حقائق الإيمان المسيحي، فآمن هو أيضاً واعتمد.
ولما أثار دقلديانوس الاضطهاد على المسيحيين، كان القديسان يحملان أجساد الشهداء ويُكفِّناها.
فسعى بعض الأشرار لدى طرسيوس حاجب الملك، فاستحضرهما، وسألهما عن معتقدهما.
فأقرّا أنهما مسيحيان. فحاول معهما بالوعد والوعيد أن يثنيهما عن إيمانهما.
ولما رفضا كلامه أمر بقطع رأسيهما. حينئذ شاهد الحاجب بنفسه الملائكة يحملون نفسيهما إلى السماء، فآمن في الحال بالسيد المسيح.
وحبسوه ثلاثة أيام. وفي اليوم الرابع قطعوا رأسه مع كيليكية زوجة بالاريانوس. ونال الجميع أكاليل الشهادة.
بركة صلواتهم فلتكن معنا آمين.
2 - نياحة القديس غريغوريوس النيصي أسقف نيصص
وفيه أيضاً من سنة 112 للشهداء ( 396م ) تنيَّح الأب القديس غريغوريوس أسقف نيصص.
وُلِدَ هذا القديس في كبادوكية سنة 330م، في أسرة مباركة. فأخته القديسة ماكرينا، وأخوه القديس باسيليوس الكبير رئيس أساقفة الكبادوك، والقديس بطرس أسقف سبسطية.
اهتم بتربيته بعد وفاة والده، كل من أخته ماكرينا وأخيه باسيليوس. درَس علوم البلاغة وصار معلّماً لها.
تزوج من امرأة فاضلة كانت تعيش معه بأسلوب يتفق مع تعاليم الإنجيل وعاشا معاً في حياة بتولية كاملة.
نال هذا القديس درجة الأغنسطس وتدّرج إلى أن رُفع إلى درجة الكهنوت. وبعد ذلك تنيَّحت زوجته، فتفرغ لخدمة الكنيسة.
وبعد أن رُسم القديس باسيليوس في درجة رئيس أساقفة الكبادوك سنة 370 م، كان اختيار الله للقديس غريغوريوس ليكون أسقفاً على مدينة نيصص في سنة 372م.
خدم الكنيسة بعلمه وقلمه وعظاته وقدوته.
وقد لاقى هذا القديس شدائد كثيرة بسبب الأريوسيين، فنُفي في عهد الإمبراطور الأريوسى فالنس.
عاد القديس من المنفي سنة 378م بعد أن هَدَأت الأحوال. وفي سنة 381م حضر القديس مجمع القسطنطينية.
ولما أكمل سعيه الصالح تنيَّح بسلام. وقد ترك للكنيسة مؤلفات كثيرة نافعة.
بركة صلواته فلتكن معنا
ولربنا المجد دائماً أبدياً آمين.
المزمور
من مزامير أبينا داود النبي ( 65 : 11 ، 12 )
جُزْنا في النَّارِ وَالْمَاءِ، وَأَخْرَجْتَنَا إلى الرَّاحَةِ. أَدْخُلُ إلى بَيْتِكَ بِالْمُحْرَقَاتِ، وَأُوفِيكَ النُّذُورَ الَّتي نَطَقَتْ بِهَا شَفَتَايَ. هللويا.