( لا تُحِبُّوا العَالَمَ ولا الأشْيَاءَ التي في العَالَمِ، لأنَّ العَالَمَ يمْضِي وَشَهْوَتُهُ مَعَهُ، وأمَّا مَنْ يَعمل مَشِيئَةَ اللهِ فإنه يَثْبُت إلى الأبدِ. آمين. )
استشهاد القديس صرابامون أسقف نيقيوس ( نيقيوس: حالياً زاوية رزين بمركز منوف محافظة المنوفية وهي غير نيقية التي انعقد فيها المجمع المسكونى الأول).
في مثل هذا اليوم استشهد القديس الأنبا صرابامون أسقف نيقيوس، في عهد الإمبراطور دقلديانوس.
وُلِدَ هذا القديس بأورشليم باسم سمعان وكان يهودياً ينتسب إلى عائلة القديس إسطفانوس رئيس الشمامسة وأول الشهداء.
توفي والده واشتهي سمعان أن يصير مسيحياً فأرشده الرب أن يمضي إلى الأنبا يوحنا أسقف أورشليم.
فعرَّفه حقائق الإيمان وسر التجسد والفداء والقيامة والصعود. وبإرشاد من الله مضى إلى الإسكندرية وقصد البابا ثاؤنا البطريرك السادس عشر.
ولما اطمأن إلى إيمانه عمَّده. ثم انفرد للعبادة فترة إلى أن استدعاه البابا القديس بطرس خاتم الشهداء، بعد أن سمع عن تقواه وعلمه، واستبقاه معه ليساعده في الخدمة.
ولما خلا كرسي نيقيوس، رسمه البابا بطرس أسقفاً عليها. ففرحت به رعيته كثيراً.
وأظهر الرب على يديه آيات وعجائب كثيرة. منها أنه كان بجانب مدينته برابي لعبادة الأوثان فتوسل إلى الرب بصلاة حارة حتى تهدمت البرابي وغطاها الماء.
وبذلك انتهت عبادة الأصنام من كرسيه. كما أنه استأصل بدعة سابليوس الصعيدي من الإيبارشية.
ولما وصل إلى الإمبراطور دقلديانوس، أن القديس أبطل عبادة الأوثان، وأنه ساهرٌ على تعليم شعبه، أمر بإحضاره إليه إلى أنطاكية.
وفي الإسكندرية قابله البابا بطرس وجماعة من الكهنة، قبل سفره، وسلَّموا عليه، ووجدوه هادئاً يتمتع بسلام داخلي ووجهه مثل وجه ملاك.
ولما وصل إلى أنطاكية أمر الملك بتعذيبه بعذابات شديدة، وبسبب احتماله وصبره وشجاعته أثناء العذاب، دخل كثيرون إلى الإيمان المسيحي.
مما جعل الإمبراطور يأمر بالتخلُّص منه وإرساله إلى إريانوس والى أنصنا بصعيد مصر ليعذبه هناك ويقطع رأسه بالسيف، إن لم يرجع عن رأيه.
وعند وصوله إلى الإسكندرية، كان إريانوس موجوداً بها، فأخذه معه في مركب.
وعند مرورهم على نيقيوس مقر كرسيه، وقفت المركب، ولم يقدروا أن يحركوها من مكانها. فأنزلوه إلى بحري المدينة وقطعوا رأسه. فنال إكليل الشهادة.