وَلَنَا هذا الْكَنْزُ في أَوَانٍ خَزَفِيَّةٍ؛ لِكَيْ يَكُونَ فَضْلُ الْقُوَّةِ لِلَّهِ لا مِنَّا. مَحْزُونِينَ في كُلِّ شَيْءٍ، لكِنْ غَيْرَ مُتَضَايِقِينَ.
( لا تُحِبُّوا العَالَمَ ولا الأشْيَاءَ التي في العَالَمِ، لأنَّ العَالَمَ يمْضِي وَشَهْوَتُهُ مَعَهُ، وأمَّا مَنْ يَعمل مَشِيئَةَ اللهِ فإنه يَثْبُت إلى الأبدِ. آمين. )
في مثل هذا اليوم تُعيِّد الكنيسة بتذكار استشهاد القديس مكاريوس.
بركة صلواته فلتكن معنا. آمين.
2 - استشهاد الراهب القديس يوحنا القليوبي
وفيه أيضاً من سنة 1298 للشهداء ( 1582م ) استشهد الراهب القديس يوحنا القليوبي. كان من أهل قليوب.
وترَّهب بدير القديس الأنبا بيشوي بشيهيت، نزل إلى القاهرة فقبضوا عليه وأرادوا إرغامه على ترك دينه المسيحي.
فتمسّك بإيمانه، فحكموا عليه بحمله على جمل والمرور به في شوارع القاهرة، وغرسوا في يديه وأكتافه سكاكين حادة، كان يتحمل كل هذه العذابات بصبر.
ولما رأوا ثباته في الإيمان سمّروه على صليب إلى أن سَلَّم روحه في يد الرب، ونال إكليل الشهادة.
وأنزل المؤمنون جسده من على الخشبة وأحضروه إلى كنيسة القديسة بربارة بمصر القديمة.
وكفّنوه بأكفان فاخرة وصلُّوا عليه ودفنوه في الكنيسة المذكورة بحضور جمهور كبير من الشعب المسيحي.
بركة صلوات القديس يوحنا القليوبي فلتكن معنا آمين.
3 - نياحة القديس أكاكيوس بطريرك القسطنطينية
في مثل هذا اليوم تنيَّح القديس أكاكيوس بطريرك القسطنطينية، كان عالِماً خبيراً بالكتب المقدسة وتفاسيرها،
كرَّسوه قساً على كنيسة القسطنطينية، ولما اجتمع مجمع خلقيدونية، وأصدر قراراته لم يكن هذا الأب راضياً.
وقد حزن على ما جرى للقديس ديوسقوروس.
عندما تنيَّح أناطوليوس بطريرك القسطنطينية، اختاروا هذا الأب بطريركاً خلفاً له، على أمل إزالة ما حدث في الكنيسة من انشقاق،
لكن المرض كان قد اشتد عليه، فرأى أن يهتم بخلاص نفسه.
فأرسل رسالة إلى الأنبا بطرس الثالث البطريرك الإسكندري السابع والعشرين، يعترف له فيها بصحة إيمانه الذي ورثه عن القديسَيْن كيرلس وديوسقوروس،
وقد أتبعها بعدة رسائل، يسأله قبوله معه في الشَّرِكة. وقد رد عليه البابا بطرس برسالة جامعة، أرسلها مع ثلاثة أساقفة، دخلوا القسطنطينية متنكرين.
فاستقبلهم بفرح وقرأ الرسالة، واشتركوا جميعاً في القداس الإلهي. ولما عاد الأساقفة إلى مصر وقدّموا رسالة القديس أكاكيوس للبابا بطرس،
ففرح بها وأمر بذكر البطريرك أكاكيوس في القداسات. ولما سمع الأساقفة الخلقيدونيون بذلك نفوه بعيداً عن القسطنطينية. وظل في منفاه ثابتاً على الإيمان إلى أن تنيَّح بسلام.