( لا تُحِبُّوا العَالَمَ ولا الأشْيَاءَ التي في العَالَمِ، لأنَّ العَالَمَ يمْضِي وَشَهْوَتُهُ مَعَهُ، وأمَّا مَنْ يَعمل مَشِيئَةَ اللهِ فإنه يَثْبُت إلى الأبدِ. آمين. )
في مثل هذا اليوم من سنة 391 للشهداء ( 675م ) تنيَّح القديس الأنبا يوأنس قمص برية شيهيت.
وُلِدَ هذا القديس سنة 585م ببلدة شبرا منصو التابعة لبلدة صا الحجر ( صا الحجر: هي الآن قرية تابعة لمركز بسيون محافظة الغربية) من أبوين مسيحيين ربياه في حياة التقوى والفضيلة وعلماه العلوم الكنسية.
ولما كبر اشتاق إلى الرهبنة فذهب وترَّهب في دير القديس مكاريوس ببرية شيهيت سنة 603م.
وبعد مدة رسموه قساً ثم قمصاً للبرية سنة 641م. فاستضاءت البرية بتعاليمه وصار أباً لكثيرين من القديسين منهم الأنبا أبرآم والأنبا جاورجى،
والأنبا مينا أسقف مدينة تمى، والأنبا زخارياس أسقف سخا، والأنبا إسحاق البطريرك 41، وكثيرون آخرون تتلمذوا على يديه.
ولعظم تقواه كان عندما يوزع الأسرار المقدسة يعرف المستحق من غير المستحق. ومرات كثيرة كان يرى السيد المسيح على المذبح والملائكة تحيط به.
وقع هذا القديس في أسر البربر ثلاث مرات، فاستعبدوه وأذلّوه، التقى في المرة الأخيرة بالقديس صموئيل المعترف رئيس دير جبل القلمون. وبنعمة الله عاد إلى ديره وإلى أولاده.
وعندما قرُبَت أيام هذا الكاهن البار عَلِمَ بساعة انتقاله بإعلان سماوي فجمع أبناءه الرهبان وأوصاهم بحفظ وصايا الله والسير في طريق الآباء القديسين
لينالوا معهم النصيب الصالح في فردوس النعيم. ثم مرض وأثناء مرضه رأى جماعة من القديسين قد حضروا لمرافقة روحه ففاضت روحه بيد الرب الذي أحبه،
وصلى عليه الآباء الرهبان ودفنوه بإكرام جزيل. ولشدة محبتهم له احتفظوا بقطع من ثيابه وكانت سبباً في شفاء مرضى كثيرين.
بركة صلواته فلتكن معنا. آمين.
2 - سجود المجوس للمخلص
وفيه أيضاً من السنة الثانية لميلاد المخلص وصل المجوس من بلاد المشرق وسجدوا له في بيت لحم وقدَّموا له هداياهم ذهباً ولباناً ومراً.
فالذهب يدل على أنه ملك، واللبان يدل على أنه إله يُقدَّم له البخور في الصلوات، والمر يدل على موته المحيى لأجل خلاص العالم.
ثم أوحى إليهم في حلم ألا يرجعوا إلى هيرودس لئلا يأتي ويقتل الصبي فانصرفوا في طريق أخرى إلى كورتهم ( مت 2: 9 – 12)،
مبشرين بظهور الإله متجسداً لأجل خلاص جنس البشر.
له المجد والكرامة إلى الأبد آمين.
3 - استشهاد القديس القمص ميخائيل الطوخي
وفيه أيضاً من سنة 1240 للشهداء ( 1524م ) استشهد القديس القمص ميخائيل الطوخي.
وكان من بلدة طوخ النصارى محافظة المنوفية. حفظ الكتب الإلهية وعلوم الكنيسة منذ صغره،
فصار شماساً، وبعد أن تزوج اختاره الشعب قساً، ثم صار قمصاً مدبراً لشعبه.
وشى به الأشرار إلى والى مصر، فأمر بالقبض عليه وأتوا به مُكبَّلاً بالحديد وأودعوه السجن،
ثم حفروا له حفرة في الأرض وصُلبَ فيها منكساً طول النهار.أما القديس فكان شاكراً ومُسبِّحاً الله.
ثم أمر الوالي بأن يطوفوا به في شوارع المدينة وهم يشتمونه.
ولما علم بذلك البابا الأنبا غبريال الخامس، مكث ثلاثة أيام يصلى ويطلب من القديسة العذراء مريم أن تساعده على إتمام جهاده.
فلما سمع القمص ميخائيل بصلاة البابا من أجله تعزّى وابتهجت نفسه. بعد ذلك عرض عليه الوالي إنكار الإيمان فرفض بشجاعة.
فأشعلوا ناراً عظيمة مثل أتون بابل وألقوا فيها القديس فلم تؤثّر ولا على ثيابه،
وكان يرى القديسة العذراء ومعها أربعة ملائكة يحيطون به. ثم طعنه جندي بحربة ففاضت روحه ونال إكليل الشهادة.
بركة صلواته فلتكن معنا. آمين.
4 - استشهاد الطفل زكريا ومن معه بأخميم
وفيه أيضاً من سنة 20 للشهداء ( 304م ) استشهد القديس زكريا الطفل ووالده القديس فاج، و604 آخرون.
وذلك أنه ثاني يوم المذبحة التي حدثت في مدينة أخميم وفي الوقت الذي كان الجنود يطرحون فيه بعض الشهداء في النار،
رأى الطفل زكريا ملائكة يحيطون بالشهداء ويضعون أكاليل بهية على رؤوسهم، فصرخ زكريا إلى أبيه وأعلمه بهذا المنظر.
ولما سمعت الجماهير صراخ الطفل أسرعوا نحوه يستفسرون منه عما رأى وإذ رأى الوالي الجموع تندفع نحو الطفل، سأل عن السبب، فعرَّفوه،
فاستدعى الطفل وأمر بقطع لسانه وهو على كتف والده. وللحال نزل رئيس الملائكة ميخائيل وشفي لسان الطفل فصار يتكلم ويتهلل.
فلما سمع الوالي بالمعجزة أمر بحرق الطفل ووالده. وبسببها آمن كثيرون وأعلنوا مسيحيتهم أمام الوالي الذي أمر بقتلهم بالسيوف والرماح