( لا تُحِبُّوا العَالَمَ ولا الأشْيَاءَ التي في العَالَمِ، لأنَّ العَالَمَ يمْضِي وَشَهْوَتُهُ مَعَهُ، وأمَّا مَنْ يَعمل مَشِيئَةَ اللهِ فإنه يَثْبُت إلى الأبدِ. آمين. )
في مثل هذا اليوم من سنة 360 للشهداء ( 644م ) تُعيِّد الكنيسة بتذكار عودة رأس القديس مار مرقس الرسول.
كانت الرأس المقدسة محفوظة في كنيسة بوكاليا أو دار البقر، فدخل أحد البحارة العرب فوجد تابوتاً توهَّم أن به ذهباً
ولما وضع يده داخل التابوت أمسك بالرأس وأخذها ليلاً وأخفاها في السفينة.
ولما عزم القائد عمرو بن العاص على المسير أبحَرَت كل السفن ما عدا تلك السفينة التي بها الرأس
فأمر القائد بتفتيش السفينة فوجدوا الرأس مخبأة فيها فأخرجوها من السفينة بعدها تحركت السفينة.
استدعى القائد البحار فاعترف بجريمته فعاقبه. ثم سأل عمرو عن بابا الأقباط وهو الأنبا بنيامين الثامن والثلاثون وكان مختبئاً بأديرة الصعيد
فأرسل له خطاب أمان وطلب منه الحضور. فحضر البابا واستلم منه الرأس المقدس.
بركة القديس مار مرقس الرسول فلتكن معنا. آمين.
2 - نياحة البابا أندرونيقوس البطريرك السابع والثلاثين من بطاركة الكرازة المرقسية
وفيه أيضاً من سنة 339 للشهداء ( 623م ) تنيَّح البابا أندرونيقوس البطريرك السابع والثلاثون من بطاركة الكرازة المرقسية.
وُلِدَ هذا الأب بالإسكندرية من أبوين مسيحيين غنيين. تهذَّب ودَرَسَ الكتب المقدسة ونظراً لعلمه وتقواه رسموه شماساً،
فاهتم بخدمة الفقراء والمساكين وبعد نياحة البابا أنسطاسيوس اتفق الآباء الأساقفة والأراخنة على رسامته بطريركاً وتمت رسامته يوم 24 كيهك 332 للشهداء ( 616م ).
وقد نال هذا الأب شدائد كثيرة من الفُرس المستعمرين إذ خرَّبوا ستمائة دير عامر بالرهبان حول الإسكندرية وقتلوا مَنْ فيها من الرهبان،
كما قتلوا سبعمائة راهب كانوا في مغائر حول هذه الأديرة.
أما البابا القديس فكان يتنقل بين شعبه ليواسيه ويثبته على الإيمان والصبر. وبعد أن أكمل جهاده الحسن تنيَّح بسلام.
بركة صلواته فلتكن معنا. آمين.
3 - نياحة البابا بنيامين الأول البطريرك الثامن والثلاثين من بطاركة الكرازة المرقسية
وفيه أيضاً من سنة 378 للشهداء ( 662م ) تنيَّح البابا بنيامين الأول البطريرك الثامن والثلاثون من بطاركة الكرازة المرقسية.
وُلِدَ هذا الأب ببلدة بيرشوط ( بيرشوط: هي بلدة كفر مساعد التابعة لإيتاى البارود بمحافظة البحيرة) من أبوين مسيحيين غنيين فربيّاه تربية مسيحية
ولما كبر ترَّهب عند ناسك قديس يُدعى ثاؤنا بدير القديس قبريوس غربيّ الإسكندرية فنما في الفضيلة ودراسة الكتب المقدسة.
ورأى في رؤيا ملاكاً يُخبره أنه سيرعى قطيع السيد المسيح فأعلم أباه الروحي بالرؤيا فنصحه وحذَّره من الكبرياء ومن حرب العدو الشيطان وازداد في النسك والصلاة.
ولظروف معينة اضطر الناسك القديس ثاؤنا أن ينزل إلى الإسكندرية فأخذ معه تلميذه بنيامين وهناك ذهبا ليتباركا من البابا حيث روى له ما رآه بنيامين فأعجب به البابا واستبقاه معه ليساعده في العمل الرعوي.
ولما تنيَّح البابا أندرونيقوس اختاروا القس بنيامين بالإجماع بطريركاً ورُسم يوم 9 طوبه سنة 339 للشهداء ( 623م ).
نال هذا الأب شدائد كثيرة من المقوقس، الوالي والبطريرك الخلقيدوني في نفس الوقت،
وبإرشاد إلهي هرب البابا إلى برية شيهيت ورأى بنفسه ما حلَّ بالبرية من خراب على أيدي الفُرس.
ثم انطلق من شيهيت إلى الصعيد حيث عاش في أحد الأديرة وكَتَب من هناك رسائل باباوية يثبِّت فيها الشعب على الإيمان واحتمال الآلام وظَلَّ هناك ثلاث عشرة سنة.
عاد البابا بنيامين إلى مقر كرسيه بعد أن وصلته رسالة أمان من عمرو بن العاص واستلم منه أيضاً رأس القديس مار مرقس الرسول التي كان قد سرقها أحد البحَّارة.
واهتم البابا بافتقاد شعبه وتعمير الأديرة والكنائس التي تهدَّمت. ولما كانت الكنيسة المَلَكيّة الخلقيدونية قد أدخلت بعض التعاليم الغريبة في الأرثوذكسية،
اهتم هذا البابا بتوضيح العقيدة السليمة فرجع الكثيرون إلى حضن الكنيسة وأعلنوا توبتهم فقبلهم. واهتم أيضاً بالرعاية فرسم أساقفة وكهنة. وأراد الله أن يريحه من أتعاب هذا العالم فتنيَّح بسلام.
بركة صلواته فلتكن معنا. آمين.
4 - نياحة البابا غبريال الخامس البطريرك الثامن والثمانين من بطاركة الكرازة المرقسية
وفيه أيضاً من سنة 1143 للشهداء ( 1427م ) تنيَّح البابا غبريال الخامس البطريرك الثامن والثمانون من بطاركة الكرازة المرقسية.
كان هذا الأب من رهبان دير القديس العظيم الأنبا صموئيل المعترف وسار في حياة الرهبنة بسيرة فاضلة
حتى لقَّبه إخوته الرهبان باسم غبريال الأمجد وفاحت سيرته العطرة لذلك تنبَّأ عنه سلفه البابا متاؤس الأول أنه سيصير بطريركاً بعده،
وحينما اجتمع الأساقفة والأراخنة لاختيار بابا الإسكندرية تذكَّروا هذه النبوة فرسموه بطريركاً في 26 برموده سنة 1125 للشهداء ( 1409م ).
اشتهر هذا البابا بالبساطة والتقشف فكان يفتقد شعبه سيراً على الأقدام. وقد نالته شدائد كثيرة فبذل مجهوداً كبيراً في تثبيت الشعب على الإيمان واهتم بعمارة الكنائس التي تهدَّمت.
وكان هذا البابا رسول سلام بين سلطان مصر وملوك الحبشة. واهتم بالطقوس الكنسية ووضع لها كِتَاباً.
ولما أكمل جهاده الصالح تنيَّح بسلام ودُفن بإكرام في كنيسة القديسة العذراء ببابلون الدرج بمصر القديمة.
بركة صلواته فلتكن معنا. آمين.
5 - تذكار تكريس كنيسة القديس مكاريوس الكبير
وفيه أيضاً من سنة 371 للشهداء ( 655م ) تم تكريس كنيسة القديس مكاريوس الكبير بديره ببرية شيهيت على يد البابا بنيامين الأول البطريرك الثامن والثلاثين.
وأثناء تكريس المذبح بالميرون لاحظ البابا يد السيد المسيح تمسح المذبح معه كما شاهد شيخاً منيراً فقال في نفسه إن هذا الراهب يصلح للأسقفية
" فأتاه ملاك الرب وقال له: " هل تجعل هذا الشيخ أسقفاً وهو القديس مكاريوس أب البطاركة والأساقفة والرهبان وقد حضر اليوم ليفرح مع أولاده "
فإن حَفِظَ الرهبان وصاياه وأوامره يكونون معه في المجد. وإن خالفوا فليس لهم معه نصيب.
فأجاب القديس مكاريوس الملاك قائلاً " العنقود إذا بقيت فيه حبَّة واحدة فإن بركة الرب تكون فيه لأنه إذا بقيت المحبة فأنا أؤمن أن الرب لا يبعدهم عن ملكوته "
فتعجب البابا بنيامين من رحمة القديس مكاريوس.
بركة صلوات الجميع فلتكن معنا.
ولربنا المجد دائماً أبدياً آمين.
المزمور
من مزامير أبينا داود النبي ( 106 : 23 ، 31 )
فَلْيَرْفَعُوهُ في كَنِيسَةِ شَعْبِهِ، وَلْيُبَارِكُوهُ في مَجْلِسِ الشُّيوخِ. جَعَلَ أبوَّةً مِثْلَ الْخِرَافِ. يُبْصِرُ الْمُسْتَقِيمُونَ وَيَفْرَحُونَ. هللويا.