قراءات يوم الأربعاء الثالث من الصوم الكبير
قراءات يوم الأربعاء من الأسبوع الثالث من الصوم الكبير
قراءات يوم الأربعاء الثالث من الصوم الكبير
قراءات يوم الأربعاء من الأسبوع الثالث
النبوات
مِنْ سِفْرِ الْخُرُوجِ لِمُوسَى النَّبِيِّ بَرَكَتُهُ الْمُقدَّسَةُ فَلْتَكُنْ مَعَنَا آمِين. (٤: ١٩ - ٦: ١٣)
وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى فِي مِدْيَانَ: " اِمْضِ فَارْجِعْ إِلَى مِصْرَ، فَإِنَّهُ قَدْ مَاتَ جَمِيعُ الْقَوْمِ الَّذِينَ يَطْلُبُونَ نَفْسَكَ ". فَأَخَذَ مُوسَى اِمْرَأَتَهُ وَبَنِيهِ وَأَرْكَبَهُمْ عَلَى الْحَمِيرِ وَرَجَعَ إِلَى أَرْضِ مِصْرَ وَأَخَذَ مُوسَى عَصَا اللَّهِ بِيَدِهِ.
وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: " إِذَا مَضَيْتَ رَاجِعًا إِلَى مِصْرَ، فَانْظُرْ جَمِيعَ الْمُعْجِزَاتِ الَّتِي أَوْدَعْتُهَا فِي يَدِكَ تَضَعُهَا بَيْنَ يَدَيْ فِرْعَوْنَ. وَأَنَا أُقَسِّي قَلْبَهُ فَلَا يُطْلِقُ الشَّعْبَ. وَقُلْ لِفِرْعَوْنَ: كَذَا قَالَ الرَّبُّ إِسْرَائِيلُ ابْنِي الْبِكْرُ. قُلْتُ لَكَ: أَطْلِقَ ابْنِي لِيَعْبُدَنِي، وَإِنْ أَبَيْتَ أَنْ تُطْلِقَهُ. فَهَأَنَذَا قَاتِلْ ابْنَكَ الْبِكْرَ ".
وَلَمَّا كَانَ فِي الطَّرِيقِ فِي الْمَبِيتِ الْتَقَاهُ مَلَاكُ الرَّبِّ فَأَرَادَ قَتْلَهُ. فَأَخَذَتْ صِفُّورَةُ صَوَّانَةً وَقَطَعَتْ قُلْفَةَ ابْنِهَا وَمَسَّتْ رِجْلَيْهِ. وَقَالَتْ: " إِنَّكَ لِي عَرِيسُ دَمٍ ". فَكَفَّ عَنْهُ عِنْدَمَا قَالَتْ: " عَرِيسُ دَمٍ " مِنْ أَجْلِ الْخِتَانِ.
وَقَالَ الرَّبُّ لِهَارُونَ: " اِمْضِ لِلِقَاءِ مُوسَى فِي الْبَرِّيَّةِ ". فَمَضَى وَلَقِيَهُ فِي جَبَلِ اللَّهِ فَقَبَّلَهُ. فَأَخْبَرَ مُوسَى هَارُونَ بِجَمِيعِ كَلَامِ الرَّبِّ الَّذِي بَعَثَهُ بِهِ، وَجَمِيعِ الْآيَاتِ الَّتِي أَمَرَهُ بِهَا. فَمَضَى مُوسَى وَهَارُونُ وَجَمَعَ جَمِيعَ شُيُوخِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. وَخَاطَبَهُمْ هَارُونُ بِجَمِيعِ الْكَلَامِ الَّذِي كَلَّمَ الرَّبُّ بِهِ مُوسَى، وَصَنَعَ الْآيَاتِ عَلَى عُيُونِ الشَّعْبِ. فَآمَنَ الشَّعْبُ. وَإِذْ سَمِعُوا أَنَّ الرَّبَّ قَدِ افْتَقَدَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَنَظَرَ إِلَى مَذَلَّتِهِمْ، خَرُّوا وَسَجَدُوا.
وَبَعْدَ ذَلِكَ دَخَلَ مُوسَى وَهَارُونُ وَقَالَا لِفِرْعَوْنَ: " كَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: أَطْلِقَ شَعْبِي لِكَيْ يُعَيّدُوا لِي فِي الْبَرِّيَّةِ.". فَقَالَ فِرْعَوْنُ: " مَنْ هُوَ الرَّبُّ فَأَسْمَعَ لِقَوْلِهِ وَأُطْلِقَ إِسْرَائِيلَ؟ لَا أَعْرِفُ الرَّبَّ، وَلَا أُطْلِقُ إِسْرَائِيلَ ". قَالَا: " إِلهُ الْعِبْرَانِيِّينَ دَعَانَا، فَنَذْهَبُ مَسِيرَةَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْبَرِّيَّةِ وَنَذْبَحُ لِلرَّبِّ إِلَهِنَا، لِئَلَّا يُصِيبَنَا بِوَبَاءٍ أَوْ سَيْفَ ". فَقَالَ لَهُمَا مَلِكُ مِصْرَ: " لِمَاذَا يَا مُوسَى وَهَارُونُ تُعَطِّلَانِ الشَّعْبَ عَنْ أَعْمَالِهِمْ؟ إِذْهَبَا إِلَى أَثْقَالِكُمَا.". وَقَالَ فِرْعَوْنُ: " هُوَذَا قَدْ كَثُرَ شَعْبُ الْأَرْضِ فَكَيْفَ إِذَا أَرَحْتُمَاهُمْ مِنَ الْأَعْمَالِ ".
وَأَمَرَ فِرْعَوْنُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مُسَخِّرِي الشَّعْبِ وَمُدَبِرِيهِمْ قَائِلًا: " لَا تُعْطُوا الشَّعْبَ تِبْنَا بَعْدُ لِيَصْنَعُوا اللَّبْنَ مِثْلَ أَمْسِ فَمَا قَبْلُ بَلْ لِيَذْهَبُوا هُمْ وَيَجْمَعُوا لَهُمْ تِبْنَا وَمِقْدَارُ اللَّبْنِ الَّذِي كَانُوا يَصْنَعُونَهُ أَمْسِ فَمَا قَبْلُ إِفْرِضُوهُ عَلَيْهِمْ، وَلَا تُنْقِصُوا مِنْهُ شَيْئًا. لِأَنَّهُمْ مُتَرَفِّهُونَ، وَلِذَلِكَ هُمْ يَصْرُخُونَ وَيَقُولُونَ: نَمْضِي وَنَذْبَحْ لِإِلَهِنَا. لِيُثقَّلِ الْعَمَلُ عَلَى الشَّعْبِ فَيَشْتَغِلُوا بِهِ وَلَا يَلْتَفِتُوا إِلَى كَلَامِ الْكَذِبِ ". فَخَرَجَ مُسَخِّرُو الشَّعْبِ وَمُدَبِّرُوهُمْ وَخَاطَبُوا الشَّعْبَ، قَائِلِينَ: " كَذَا قَالَ فِرْعَوْنُ: لَسْتُ أُعْطِيكُمْ تِبْنَا اِمْضُوا أَنْتُمْ وَاجْمَعُوا لَكُمْ تِبْنَا مِنْ حَيْثُ تَجِدُونَ إِنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ عَمَلِكُمْ شَيْءٌ ".
فَتَفَرَّقَ الشَّعْبُ فِي جَمِيعِ أَرْضِ مِصْرَ لِيَجْمَعُوا قَشَّاً عِوَضَ التِّبْنِ وَالْمُسَخِرُونَ يَلُحُونَ عَلَيْهِمْ قَائِلِينَ: " أَكْمِلُوا أَعْمَالَكُمْ، فَرِيضَةَ كُلَّ يَوْمٍ فِي يَوْمِهَا، كَمَا كَانَ وَقْتَ إِعْطَاءِ التِّبْنِ ". وَضُرِبَ مُدَبِّرُو بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ وَلَّاهُمْ عَلَيْهِمْ مُسَخِّرُو فِرْعَوْنَ، وَقِيلَ لَهُمْ: " مَا بَالُكُمْ لَمْ تُكَمِلُوا فَرِيضَتَكُمْ مِنْ عَمَلِ اللَّبْنِ أَمْسِ وَالْيَوْمَ مِثْلَ أَمْسِ فَمَا قَبْلُ؟ ". فَجَاءَ مُدَبِّرُو بَنِي إِسْرَائِيلَ وَصَرَحُوا إِلَى فِرْعَوْنَ قَائِلِينَ: " لِمَاذَا تَصْنَعُ بِعَبِيدِكَ هَكَذَا؟ إِنَّهُ لَا يُعْطَى لِعَبِيدِكَ تِبْنٌ، وَهُمْ يَقُولُونَ لَنَا: اِعْمَلُوا لِبْنَا وَهَا إِنَّ عَبِيدَكَ يُضْرَبُونَ، وَشَعْبُكَ يُعَامَلُونَ كَمُذْنِبِينَ ". فَقَالَ: " إِنَّمَا أَنْتُمْ مُتَرَفِّهُونَ، وَلِذَلِكَ تَقُولُونَ: نَمْضِي وَنَذْبَحْ لِلرَّبِّ. وَالْآنَ فَامْضُوا اعْمَلُوا وَتِبْنْ لَا يُعْطَى لَكُمْ وَمِقْدَارُ اللَّبْنِ تُقَدِّمُونَهُ.
فَرَأَى مُدَبِّرُو بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْفُسَهُمْ فِي شَقَاءٍ إِذْ قِيلَ لَهُمْ لَا تُنْقِصُوا مِنْ لِبْنِكُمْ شَيْئًا بَلْ فَرِيضَةً كُلَّ يَوْمٍ فِي يَوْمِهَا. وَصَادَفُوا مُوسَى وَهَارُونَ وَهُمَا وَاقِفَانِ لِلِقَائِهِمْ عِنْدَ خُرُوجِهِمْ مِنْ عِنْدِ فِرْعَوْنَ. فَقَالُوا لَهُمَا: " يَنْظُرُ الرَّبُّ وَيَحْكُمُ عَلَيْكُمَا، لِأَنَّكُمَا أَنْتَنْتُمَا رَائِحَتَنَا فِي عَيْنَي فِرْعَوْنَ وَفِي عُيُونِ عَبِيدِهِ وَجَعَلْتُمَا فِي أَيْدِيهِمْ سَيْفًا لِيَقْتُلُونَا ".
فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى الرَّبِّ وَقَالَ: " يَا رَبُّ، لِمَاذَا ابْتَلَيْتَ هَذَا الشَّعْبَ؟ لِمَاذَا بَعَثْتَنِي؟ فَإِنِّي مُنْذُ دَخَلْتُ عَلَى فِرْعَوْنَ لِأَتَكَلَّمَ بِاسْمِكَ، أَسَاءَ إِلَى هَذَا الشَّعْبِ. وَأَنْتَ لَمْ تُنْقِذْ شَعْبَكَ ".
فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: " الْآنَ تَرَى مَا أَصْنَعُ بِفِرْعَوْنَ إِنَّهُ بِيَدٍ قَدِيرَةٍ سَيُطْلِقُهُمْ، وَبِيَدٍ قَدِيرَةٍ سَيَطْرُدُهُمْ مِنْ أَرْضِهِ ".
وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى وَقَالَ لَهُ: " أَنَا الرَّبُّ. أَنَا الَّذِي تَجَلَّيْتُ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ (إِلَهَا قَادِرًا عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. وَأَمَّا اسْمِي يَهْوَهُ فَلَمْ أُعْلِنُهُ لَهُمْ). وَأَقَمْتُ مَعَهُمْ عَهْدِي أَنْ أُعْطِيَهُمْ أَرْضَ كَنْعَانَ أَرْضَ غُرْبَتِهِم الَّتِي نَزَلُوا بِهَا. وَأَيْضًا قَدْ سَمِعْتُ أَنِينَ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ اسْتَعْبَدَهُمُ الْمِصْرِيُّونَ، فَذَكَرْتُ عَهْدِي لِذَلِكَ قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَنَا الرَّبُّ. لَأُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ تَحْتِ أَثْقَالِ الْمِصْرِيِّينَ وَأُخَلِصُكُمْ مِنْ عُبُودِيَّتِهِمْ وَأَفْدِيكُمْ بِذِرَاعٍ مَبْسُوطَةٍ وَأَحْكَامٍ عَظِيمَةٍ، وَأَتَّخِذُكُمْ لِي شَعْبًا، وَأَكُونُ لَكُمْ إِلَهَا. وَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمُ الَّذِي يُخْرِجُكُمْ مِنْ تَحْتِ أَثْقَالِ الْمِصْرِيِّينَ، وَسَأُدْخِلُكُمُ الْأَرْضَ الَّتِي رَفَعْتُ يَدِي مُقْسِمًا أَنْ أُعْطِيهَا لِإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ. فَأُعْطِيَهَا لَكُمْ مِيرَاثًا. أَنَا الرَّبُّ ". فَكَلَّمَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِذَلِكَ، فَلَمْ يَسْمَعُوا لِمُوسَى لِضِيقِ أَرْوَاحِهِمْ، وَعُبُودِيَّتِهِم الشَّاقَّةِ.
فَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلًا: " أَدْخُلْ قُلِ لِفِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ أَنْ يُطْلِقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِهِ ". فَتَكَلَّمَ مُوسَى بَيْنَ يَدَيِ الرَّبِّ قَائِلًا: " إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمْ يَسْمَعُوا لِي، فَكَيْفَ يَسْمَعُ لِي فِرْعَوْنُ وَأَنَا أَغْلَفُ الشَّفَتَيْنِ؟ " فَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى وَهَارُونَ، وأَمَرهُما أَنْ يَمْضِيَا إِلَى فِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ لِيُخْرِجَ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ.
(مَجْدًا لِلثّالُوثِ القُدُّوسِ إِلَهِنَا إِلَى الأَبَدِ وَإِلَى أَبَدِ الْآبَادِ كُلَّهَا. آمِينَ)
مِنْ سِفْرِ يُوئِيلَ النَّبِيِّ بَرَكَتْهُ الْمُقدَّسَةُ فَلْتَكُنْ مَعَنَا. آمين. (۲: ۲۱ - ۲۷)
لَا تَخَافِي أَيَّتُهَا الْأَرْضُ ابْتَهِجِي وَافْرَحِي فَإِنَّ الرَّبَّ قَدْ تَعَاظَمَ فِي عَمَلِهِ. لَا تَخَافِي يَا بَهَائِمَ الصَّحْرَاءِ، فَإِنَّ مَرَاتِعَ الْبَرِّيَّةِ قَدْ نَبَتَتْ، وَالشَّجَرُ أَنْشَأَ ثَمَرَهُ، وَالتِّينَةُ وَالْكَرْمَةُ بَذَلَا قُوَّتَهُمَا وَأَنْتُمْ يَا بَنِي صِهْيَوْنَ، ابْتَهِجُوا وَافْرَحُوا بِالرَّبِّ إِلَهِكُمْ، لِأَنَّهُ قَدْ أَعْطَاكُمْ مُشْتَرَعَ الْعَدْلِ، وَأَنْزَلَ لَكُمُ الْمَطَرَ الْمُبَكِّرَ والْمُتَأْخِرَ فِي أَوَّلِ أَوَانِهِ، فَتَمْتَلِيُّ الْبَيَادِرُ حِنْطَةٌ، وَتَفِيضُ الْمَعَاصِرُ نَبِيذًا وَزَيْتًا. وَأُعَوِّضُ لَكُمْ عَنِ السِّنِينَ الَّتِي أَكَلَهَا الْجَرَادُ وَالْجُنْدَبُ وَالدُّبَى وَالزَّحَافُ، جَيْشِيَ الْعَظِيمُ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ عَلَيْكُمْ. فَتَأْكُلُونَ أَكْلًا وَتَشْبَعُونَ وَتُسَبِّحُونَ اسْمَ الرَّبِّ إِلَهِكُمُ الَّذِي صَنَعَ مَعَكُمُ الْعَجَائِبَ، وَلَا يَخْزَى شَعْبِي إِلَى الْأَبَدِ. فَتَعْلَمُونَ أَنِّي فِي وَسَطِ إِسْرَائِيلَ، وَأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ وَلَيْسَ غَيْرِي. وَلَا يَخْزَى شَعْبِي إِلَى الْأَبَدِ.
(مَجْدًا لِلثَّالُوثِ القُدُّوسِ إِلَهِنَا إِلَى الأَبَدِ وَإِلَى أَبَدِ الْآبَادِ كُلِّهَا. آمِينَ.)
مِنْ سِفْرِ إِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ بَرَكَتُهُ الْمُقَدَّسَةُ فَلْتَكُنْ مَعَنَا آمِين. (۹: ٩ - ١٠: ١ - ٤)
وَسَيَعْلَمُ الشَّعْبُ كُلُّهُ، أَفْرَايِمُ وَسُكَّانُ السَّامِرَةِ، الْقَائِلُونَ بِزَهْوٍ وَقَلْبٍ مُسْتَكْبِرٍ: قَدْ سَقَطَ اللَّبْنُ لَكِنَّنَا سَنَبْنِي بِحِجَارَةٍ مَنْحُوتَةٍ. الْجُمَّيْزُ قُطِعَ لَكِنَّنَا نَعْتَاضُ عَنْهُ الْأَرْزَ. وَنَبْنِي لَنَا بُرْجًا سَيُنْهِضُ الرَّبُّ عَلَيْهِ أَضْدَادَ رَصِينَ وَيُهَيِّجُ أَعْدَاءَهُ: أَرَامَ مِنَ الشَّرْقِ وَفِلَسْطِينَ مِنَ الْغَرْبِ، فَيَأْكُلُونَ إِسْرَائِيلَ بِكُلِّ أَفْوَاهِهِمْ. مَعَ هَذَا كُلِّهِ لَمْ يَرْتَدَّ غَضَبُهُ، وَلَمْ تَزَلْ يَدُهُ مَمْدُودَةً.
وَالشَّعْبُ لَمْ يَتُبْ حَتَّى أُصِيبَ بِالْعَذَابِ وَلَمْ يَلْتَمِسُوا رَبَّ الْجُنُودِ. فَسَيَقْطَعُ الرَّبُّ مِنْ إِسْرَائِيلَ الرَّأْسَ وَالذَّنَبَ، الْكَبِيرَ وَالصَّغِيرَ، فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ. الشَّيْخُ وَالْوَجِيهُ هُوَ الرَّأْسُ، وَالنَّبِيُّ الَّذِي يُعَلِّمُ بِالْكَذِبِ هُوَ الذَّنَبُ وَالْمُرْشِدُونَ لِهَذَا الشَّعْبِ هُمْ يُضِلُّونَهُ لِكَيْ يُبيدُوهُ فَلِذَلِكَ لَا يَفْرَحُ السَّيِّدُ بِشُبَّانِهِ، وَلَا يَرْحَمُ أَيْتَامَهُمْ وَلَا أَرَامِلَهُمْ، لِأَنَّ الْجَمِيعَ عُصَاةٌ وَفَاعِلُو شَرِّ، وَكُلُّ فَمٍ يَنْطِقُ بِالسَّفَهِ. وَمَعَ هَذَا كُلِّهِ لَمْ يَرْتَدَّ غَضَبُهُ، وَلَمْ تَزَلْ يَدُهُ مَمْدُودَةً.
إِنَّ النِّفَاقَ يُحْرِقُ كَالنَّارِ، يَأْكُلُ الشَّوْكَ وَالْحَسَكَ، وَيَشْتَعِلُ فِي أَغْصَانِ الْغَابَةِ فَيَأْكُلُ كُلَّ مَا يُحِيطُ بِالْأَكَامِ بِسَخَطِ رَبِّ الْجُنُودِ تَضْطَرِمُ الْأَرْضُ، فَيَكُونُ الشَّعْبُ مِثْلَ وَقُودِ النَّارِ. لَا يُشْفِقُ الْإِنْسَانُ عَلَى أَخِيهِ. فَيَنْهَشُ ذَاتَ الْيَمِينِ وَلَا يَزَالُ جَائِعًا، وَيَأْكُلُ ذَاتَ الشِّمَالِ وَلَا يَشْبَعُ يَأْكُلُونَ كُلُّ وَاحِدٍ لَحْمَ ذِرَاعِهِ. مَنَسَّى يَأْكُلُ أَفْرَايمَ، وَأَفْرَايِمُ يَأْكُلُ مَنَسَّى، وَكِلَاهُمَا يَقُومَانٍ عَلَى يَهُوذَا مَعَ هَذَا كُلِّهِ لَمْ يَرْتَدَّ غَضَبُهُ، وَلَمْ تَزَلْ يَدُهُ مَمْدُودَةً.
وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَشْتَرِعُونَ شَرَائِعَ الظُّلْمِ، وَالَّذِينَ يَكْتُبُونَ كِتَابَةَ الْجَوْرِ لِيُحَرِّفُوا حُكْمَ الْمَسَاكِينِ، وَيَسْلُبُوا حَقَّ بَائِسِي شَعْبِي، لِتَكُونَ الْأَرَامِلُ غَنِيمَةً لَهُمْ وَيَنْهَبُوا الْيَتَامَى فَمَاذَا تَصْنَعُونَ فِي يَوْمِ الْاِفْتِقَادِ، وَفِي الْهَلَاكِ الْآتِي مِنْ بَعِيدٍ؟ وَإِلَى مَنْ تَلْجَأُونَ لِلنُّصْرَةِ، وَأَيْنَ تُخَلَّفُونَ ثَرْوَتَكُمْ؟ إِنَّهُمْ يُدَلُّونَ بَيْنَ الْأَسْرَى أَوْ يَسْقُطُونَ بَيْنَ الْقَتْلَى مَعَ هَذَا كُلِهِ لَمْ يَرْتَدَّ غَضَبُهُ، وَلَمْ تَزَلْ يَدُهُ مَمْدُودَةً.
(مَجْدًا لِلثَالُوثِ القُدُّوسِ إِلَهِنَا إِلَى الأَبَدِ وَإِلَى أَبَدِ الْآبَادِ كُلَّهَا. آمِينُ.)
مِنْ سِفْرٍ أَيُّوبَ الْصِدِيقِ بَرَكَتُهُ الْمُقَدَّسَةُ فَلْتَكُنْ مَعَنَا. آمین. (۱۲، ۱۳، ١٤)
فَأَجَابَ أَيُّوبُ وَقَالَ: أَلَا إِنَّكُمْ رِجَالٌ فِي الْحَقِيقَةِ وَفِي مَوْتِكُمْ تَمُوتُ الْحِكْمَةُ! غَيْرَ أَنَّ لِي عَقْلًا كَمَا لَكُمْ لَا أُقَصِرُ عَنْكُمْ فِي شَيْءٍ. وَمَنِ الَّذِي يَفُوتُهُ مِثْلُ هَذِهِ؟ أَفَأَصْبَحْتُ هُزُوًا لِأَخِلَّائِي، وَأَنَا أَدْعُو اللَّهَ فَيَسْتَجِيبُنِي؟ أَهْزُءًا يَكُونُ الصِّدِّيقُ السَّلِيمُ؟ حَقُّ الْبَائِسِ فِي رَأْي السَّعِيدِ إِهَانَةٌ، فَهِيَ مُعَدَّةٌ لِمَنْ زَلَّتْ قَدَمُهُ. أَخْبِيَةُ اللصوص فِي سَلَامٍ، وَالطُّمَأْنِينَةُ لِمُسْخِطِي اللَّهِ، لِكُلِّ مَنْ أَغْنَى اللَّهُ يَدَهُ.
وَلَكِنِ اسْأَلِ الْبَهَائِمَ فَتُعَلّمَكَ، وَطُيُورَ السَّمَاءِ فَتُخْبِرَكَ اسْتَفْهِمِ الْأَرْضَ فَتْلَقِنَكَ، وَأَسْمَاكُ الْبَحْرِ تُحَدِّثُكَ. فَأَيُّ لَا يَعْلَمُ أَنَّ ذَلِكَ إِنَّمَا صَنَعَتُهُ يَدُ الرَّبِّ. الَّذِي فِي يَدِهِ نَفْسُ كُلّ حَيّ وَأَرْوَاحُ الْبَشَرِ أَجْمَعِينَ. أَلَيْسَتِ الْأُذُنُ تَخْتَبِرُ الْأَقْوَالَ، كَمَا يَذُوقُ الْحَنَكُ الطَّعَامَ؟ وَإِنَّمَا الْحِكْمَةُ عِنْدَ الْأَشْيَبِ، وَالْفِطْنَةُ فِي طُولِ الأَيَّام.
اللَّهُ عِنْدَهُ الحِكْمَةُ وَالْجَبَرُوتُ. وَلَهُ الْمَشُورَةُ وَالْفِطْنَةُ. مَا هَدَمَهُ لَا يُبْنَى وَمَنْ أَغْلَقَ عَلَيْهِ لَا يُفْتَحُ لَهُ. يَحْبِسُ الْمِيَاهَ فَتَجِفُ أَوْ يُطْلِقُهَا فَتُخَرِّبُ الْأَرْضَ عِنْدَهُ الْعِزَّةُ وَالْحَوْلُ. وَلَهُ الضَّالُ وَمَنْ يُضِلُّهُ. يُرْسِلُ الْمُشِيرِينَ أَسْرَى، وَيُسَفِّهُ الْقُضَاةَ. يَحُلُّ مَنَاطِقَ الْمُلُوكِ. وَيَجْعَلُ الْقُيُودَ مَنَاطِقَ عَلَى أَحْقَائِهِمْ يُرْسِلُ الْكَهَنَةَ أَسْرَى وَيُنَكِّسُ الرَّاسِخِينَ. يَقْطَعُ أَلْسِنَةَ الثَّقَاتِ، وَيَسْلُبُ ذَوْقَ الشُّيُوخِ. يَصَبُّ الْهَوَانَ عَلَى الْكُرَمَاءِ. وَيُرْخِي مَنَاطِقَ الْأَقْوِيَاءِ يُجَلِّي مِنَ الظُّلْمَةِ أَعْمَاقَهَا. وَيُبْرِزُ ظِلَالَ الْمَوْتِ إِلَى النُّورِ. يُنْمِي الْأُمَمَ ثُمَّ يَمْحَقُهَا. وَيَفْسَحُ لِلشُّعُوبِ ثُمَّ يَحْصُرُهُمْ. يَذْهَبُ بِأَلْبَابِ الَّذِينَ يَسُودُونَ شَعْبَ الْأَرْضِ. وَيَهِيمُهُمْ فِي تِيْهِ لَا طَرِيقَ فِيهِ. فَيَتَلَمَّسُونَ فِي الظُّلْمَةِ وَلَيْسَ نُورٌ، وَيَهِيمُهُمْ هَيَامُ السَّكْرَانِ.
ذَلِكَ كُلُّهُ قَدْ رَأَتْهُ عَيْنِي وَسَمِعَتْهُ أُذُنِي وَفَطِنْتُ لَهُ. وَمَا تَعْلَمُونَ فَإِنِّي أَنَا أَيْضًا أَعْلَمُهُ. لَا أُقَصِرُ عَنْكُمْ فِي شَيْءٍ. لَكِنِّي إِنَّمَا أَخَاطِبُ الْقَدِيرَ، وَأَوَدُّ أَنْ أَحَاجَ اللَّهَ أَمَّا أَنْتُمْ فَإِنَّمَا تُضَمِّدُونَ بِالْكَذِبِ. وَطِبُّكُمْ بَاطِلٌ مَنْ لِي بِأَنْ تَسْكُتُوا فَيَكُونَ لَكُمْ فِي ذَلِكَ حِكْمَةٌ اِسْمَعُوا حُجَجِي، وَأَصْغُوا إِلَى دَعَاوِي شَفَتَيَّ. أَلْأَجْلِ اللَّهِ تَتَكَلَّمُونَ ظُلْمًا، أَمْ لِأَجْلِهِ تَنْطِقُونَ بِالْبُهْتَانِ؟ أَلَعَلَّكُمْ تُجَاوِبُونَهُ أَمْ عَنِ اللَّهِ تُخَاصِمُونَ؟ أَيُحْمَدُ ذَلِكَ يَوْمَ يَفْحَصُكُمْ، أَمْ أَنْتُمْ تَخْدَعُونَهُ كَمَا يُخْدَعُ إِنْسَانٌ؟ بَلْ لِيُوَبِّخَنَّكُمْ عَلَى مُحَابَاتِكُمُ الْخَفِيَّةِ. وَلْيُرْعِبَنَّكُمْ جَلَالُهُ، وَيَقَعُ عَلَيْكُمْ ذُعْرُهُ إِنَّ مَا تَذْكُرُونَهُ أَمْثَالٌ مِنْ رَمَادٍ، وَحُصُونُكُمْ حُصُونٌ مِنْ طِينٍ.
أَسْكُتُوا عَنِّي فَأَتَكَلَّمَ مَهْمَا أَصَابَنِي لِمَاذَا أَخُذُ لَحْمِي بِأَسْنَانِي، وَأَجْعَلُ نَفْسِي فِي كَفِّي؟ إِنَّهُ وَلَوْ قَتَلَنِي أَبْقَى آمِلًا لَهُ غَيْرَ أَنِّي أَحْتَجُّ عَنْ طُرْقِي أَمَامَهُ. وَهُوَ يَكُونُ خَلَاصِي أَمَّا المُخَالِفُ فَلَا يَقُومُ أَمَامَهُ. فَاسْمَعُوا كَلَامِي وَمَا أُبَيِّنُهُ عَلَى مَسَامِعِكُمْ. فَإِنِّي قَدْ تَدَبَّرْتُ الدَّعْوَى. وَأَنَا عَالِمٌ بِأَنِّي سَأَكُونَ بَارًّا مَنِ الَّذِي يُحَاجِجُنِي؟ فَإِنِّي لا أَلْبَثُ أَنْ أَسْكُتَ وَتَفِيضَ رُوحِي.
أَمْرَيْنِ لَا تَفْعَلْ بِي، فَحِينَئِذٍ لَا أَتَوَارَى عَنْ وَجْهِكَ. أَزِلْ عَنِّي يَدَكَ، وَلَا تُرَوِّعْنِي هَيْبَتُكَ ادْعُ فَأَجِيبَ، أَوْ فَلْأُخَاطِبْكَ أنَا فَتُجَاوِبَنِي. مَا الَّذِي لِي مِنَ الْآَثَامِ وَالْخَطَايَا؟ أَعْلِمُنِي مَعْصِيَتِي وَخَطِيئَتِي لِمَاذَا تُوَارِي وَجْهَكَ، وَتَعُدُّنِي عَدُوًّا لَكَ؟ إِنَّمَا تُرَوِّعُ وَرَقَةٌ مَنْثُورَةً، وَتُرْهِقُ عُصَافَةً يَابِسَةٌ. فَإِنَّكَ تَكْتُبُ عَلَيَّ مُعَامَلَاتٍ عَنِيفَةٌ، وَتُلْحِقُ بِي آثَامَ صِبَايَ. وَتَجْعَلُ رِجْلَيَّ فِي مِقْطَرَةٍ، وَتُرَاقِبُ جَمِيعَ مَسَالِكِي، وَتَخُطُّ حَوْلَ بَاطِنِ قَدَمَيَّ. وَهَذَا الرَّجُلُ قَدْ نُخِرَ كَرُفَاتٍ مُتَسَوِّسَةٍ، وَكَثَوْبِ قَدْ أَكَلَهُ الْعُثْ.
الْإِنْسَانُ مَوْلُودُ الْمَرْأَةِ، قَلِيلُ الْأَيَّامِ كَثِيرُ الشَقَاءِ كَزَهْرٍ يَنْبُتُ ثُمَّ يُقْطَعُ كَظِلَّ يَبْرَحُ وَلَا يَقِفُ إِنَّكَ عَلَى مِثْلِ هَذَا فَتَحْتَ عَيْنَيْكَ، وَإِيَّايَ نَافَذْتَ لِلتَّحَاكُمِ مَعَكَ. مَنْ يَأْتِي بِطَاهِرٍ مِنْ نَجِسٍ؟ لَا أَحَدَ فَإِذَا كَانَتْ أَيَّامُهُ مَحْدُودَةً، وَعَدَدُ شُهُورِهِ مُعَيَّنًا عِنْدَكَ، وَقَدْ قَضَيْتَ لَهُ أَجَلًا لَا يَتَعَدَّاهُ. فَاصْرِفْ طَرْفَكَ عَنْهُ لِيَسْتَرِيحَ، إِلَى أَنْ يَفِيَ نَهَارَهُ كَالْأَجِيرٍ.
الشَّجَرَةُ لَهَا رَجَاءُ فَإِنَّهَا إِذَا قُطِعَتْ تُخْلِفُ أَيْضًا وَفِرَاخُهَا لَا تَزُولُ. وَإِذَا تَعَتَّقَ فِي الْأَرْضِ أَصْلُهَا، وَمَاتَ فِي التُّرَابِ جَذْرُهَا. فَمِن اسْتِرْوَاحِ الْمَاءِ تُفَرِّخُ وَتُنْبِتُ فُرُوعًا كَالْغَرِيسَةِ. أَمَّا الرَّجُلُ فَإِذَا مَاتَ لَبِثَ هُنَاكَ، وَالْبَشَرُ مَتَى فَاضَتْ رُوحُهُ، فَأَيْنَ يُوجَدُ؟ الْبَحْرُ تَنْفَدُ مِيَاهُهُ، وَالنَّهْرُ يَنْضُبُ ويَجِفُّ. وَالْإِنْسَانُ يَضْطَجِعُ وَلَا يَقُومُ إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاوَاتُ لَا يَسْتَيْقِظُونَ وَلَا يَنْبَعِثُونَ مِنْ مَنَامِهِمْ.
لَيْتَكَ تُودِعُنِي وَتُوَارِينِي فِي الْهَاوِيَةِ، حَتَّى يَجْتَازَ غَضَبُكَ، وَأَنْ تَضْرِبَ لِي أَجَلًا ثُمَّ تَتَذَكَّرَنِي إِذَا مَاتَ الرَّجُلُ أَفَيَحْيَا؟ إِذًا لَانْتَظَرْتُ كُلَّ أَيَّامٍ تَجَنُّدِي حَتَّى يَحِينَ ابْتِدَالي. فَإِنَّكَ تَدْعُونِي فَأُجِيبُكَ. وَتَنْعَطِفُ إِلَى صُنْعِ يَدَيْكَ. أَمَّا الْآنَ فَإِنَّكَ تُحْصِي خَطَوَاتِي، وَتَرْصُدُ خَطَايَايَ تَخْتِمُ عَلَى مَعْصِيَتِي، وَتَسْتُرُ عَلَى إِثْمِي.
الْجَبَلُ يَخْسِفُ وَيَنْمَحِقُ، وَالصَّخْرُ يَتَزَحْزَحُ عَنْ مَكَانِهِ. وَالْحِجَارَةُ تَبْرِيهَا الْمِيَاهُ وَتَجْرُفُ سُيُولُهَا تُرَابَ الْأَرْضِ، وَأَنْتَ تُفْنِي رَجَاءَ الْإِنْسَانِ. تُرْهِقُهُ عَلَى الدَّوَامِ فَيَنْقَضِي. تُشَوِّهُ وَجْهَهُ ثُمَّ تَطْرُدُهُ أَيُكْرَمُ بَنُوهُ؟ لَا يَعْلَمُ. أَمْ يُهَانُونَ؟ لَا يَدْرِي لَكِنَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَجَّعُ جَسَدُهُ وَعَلَيْهِ تَنُوحُ رُوحُهُ.
(مَجْدًا لِلْثَالُوثِ القُدُّوسِ إِلَهِنَا إِلَى الأَبَدِ وَإِلَى أَبَدِ الْآبَادِ كُلِّهَا. آمِينَ)
باكر
المزمور
مِنْ مَزَامِيرٍ أَبِينَا دَاوُدَ النَّبِيِّ (٢٦: ٥)
وَاحِدَةً سَأَلْتُ مِنَ الرَّبِّ، وَإِيَّاهَا أَلْتَمِسُ، أَنْ أَسْكُنَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ، جَمِيعَ أَيَّامٍ حَيَاتِي هَلِّلُويَا.
الإنجيل
مِنْ إِنْجِيلِ مُعَلِّمِنَا لُوقا الْبَشِيرِ (۱۳: ۱۸ - ۲۲)
وَكَانَ يَقُولُ: " مَاذَا يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ؟ وَبِمَاذَا أُشَبِّهُهُ؟ إِنَّهُ يُشْبِهُ حَبَّةَ خَرْدَلٍ أَخَذَهَا إِنْسَانٌ وَأَلْقَاهَا فِي بُسْتَانِهِ، فَنَمَتْ وَصَارَتْ شَجَرَةً عَظِيمَةً، وَاسْتَظَلَّتْ طيُورُ السَّمَاءِ فِي أَغْصَانِهَا.
" وَقَالَ أَيْضًا: " بِمَاذَا أُشَبَهُ مَلَكُوتَ اللَّهِ؟ إِنَّهُ يُشْبِهُ خَمِيرَةً أَخَذَتْهَا امْرَأَةٌ وَخَبَّأَتْهَا فِي ثَلَاثَةِ أَكْيَالٍ دَقِيقِ حَتَّى اخْتَمَرَ الْجَمِيعُ.". وَكَانَ يَجْتَازُ فِي الْمُدُنِ وَالْقُرَى يُعَلِّمُ وَهُوَ سَائِرٌ إِلَى أُورُشَلِيمٍ
(وَالْمَجْدُ لِلَّهِ دَائِمًا)
القداس
الْبُولُس
فَصْلٌ مِنْ رِسَالَةِ مُعَلِّمِنَا بُولُسَ الرَّسُولِ الثَّانِيَةِ إِلَى أَهْل تَسَالُونِيكِي بَرَكَتُهُ عَلَيْنَا. آمین. (۲: ۹ - ۱۷)
الَّذِي مَجِيئُهُ بِعَمَلِ الشَّيْطَانِ، بِكُلِّ قُوَّةٍ، وَبِآيَاتٍ وَعَجَائِبَ كَاذِبَةٍ، وَبِكُلِّ خَدِيعَةِ الظُّلم، فِي الْهَالِكِينَ، لِأَنَّهُمْ لَمْ يَقْبَلُوا مَحَبَّةَ الْحَقِّ حَتَّى يَخْلُصُوا. وَلِأَجْلِ هَذَا سَيُرْسِلُ إِلَيْهِمُ اللَّهُ عَمَلَ الضَّلَالِ، حَتَّى يُصَدِّقُوا الْكَذِبَ، لِكَيْ يُدَانَ جَمِيعُ الَّذِينَ لَمْ يُصَدِّقُوا الْحَقَّ، بَلْ سُرُّوا بِالظُّلْمِ.
وَأَمَّا نَحْنُ فَيَنْبَغِي أَنْ نَشْكُرَ اللَّهَ كُلَّ حِينٍ لأَجْلِكُمْ أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْمَحْبُوبُونَ مِنَ الرَّبِّ، لأَنَّ اللَّهَ اخْتَارَكُمْ بَاكُورَةً لِلْخَلَاصِ، بِتَقْدِيسِ الرُّوحِ وَتَصْدِيقِ الْحَقِ. لِلَّذِي دَعَاكُمْ إِلَيْهِ بِإِنْجِيلِنَا، لِاقْتِنَاءِ مَجْدِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. فَاثْبُتُوا إِذًا أَيُّهَا الْإِخْوَةُ وَتَمَسَّكُوا بِالتَّقَالِيدِ الَّتِي تَعَلَّمْتُمُوهَا، سَوَاءٌ كَانَ بِالْكَلَامِ أَمْ بِرِسَالَتِنَا. وَرَبُّنَا نَفْسُهُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ، وَاللَّهُ أَبُونَا الَّذِي أَحَبَّنَا وَأَعْطَانَا عَزَاءً أَبَدِيًّا وَرَجَاءً صَالِحًا بِالنِّعْمَةِ، يُعَزِّي قُلُوبَكُمْ وَيُثَبِّتُكُمْ فِي كُلِّ عَمَلٍ وَكُلِّ كَلَامٍ صَالِحٍ.
(نِعْمَةُ اللَّهِ الآبِ فَلْتَحْلَّ عَلَى أرْوَاحِنَا يَا آبَائِي وَإِخْوَتِي. آمِينُ.)
الكاثوليكُون
فَصْلٌ مِنْ رِسَالَةِ مُعَلِّمِنَا بُطْرُسُ الرَّسُولِ الثَّانِيَةُ بَرَكَتُهُ عَلَيْنَا. آمين. (۲: ۹ - ١٥)
إِذًا يَعْلَمُ الرَّبُّ أَنْ يُنْقِذَ الأَتْقِيَاء مِنْ التَّجْرِبَةِ، وَيَحْفَظُ الْأَثَمَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ لِلْعَذَابِ، وَلَا سِيَّمَا الَّذِينَ يَتْبَعُونَ شَهَوَاتِ الْجَسَدِ النَّجِسَةَ، وَيَحْتَقِرُونَ السَّيَادَةَ. وَهُمْ ذَوُو وَقَاحَةٍ وَعُجْبٍ، لَا يَخْشَوْنَ أَنْ يُجَدِّفُوا عَلَى أَصْحَابِ الْجَلَالِ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ أَنْفُسَهُمْ مَعَ كَوْنِهِمْ أَعْظَمَ قُدْرَةً وَقُوَّةً لَا يَحْكُمُونَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ حُكْمَ افْتِرَاءٍ. أَمَّا هَؤُلَاءِ فَكَالْحَيَوَانَاتِ الْعُجْمِ، الَّتِي جُعِلَتْ مِنْ طَبْعِهَا لِلِاصْطِيَادِ وَالْهَلَاكِ، يُجَدِّفُونَ عَلَى مَا يَجْهَلُونَ، وَسَيَهْلِكُونَ فِي فَسَادِهِمْ آخِذِينَ أُجْرَةَ الْإِثْمِ. هَؤُلَاءِ يَحْسَبُونَ تَنَعُمَ يَوْمٍ لَذَّةً. وَإِنَّمَا هُمْ أَدْنَاسٌ وَفَضَائِحُ، يَتَنَعَّمُونَ وَيَرْغَدُونَ فِي الْمَآدِبِ مَعَكُمْ. لَهُمْ عُيُونٌ مَمْلُوءَةٌ فِسْقًا، لَا تَكَفُّ عَنِ الْخَطِيَّةِ، يَتَمَلَّقُونَ النُّفُوسَ غَيْرَ الثَّابِتَةِ. وَقُلُوبٌ مُرَوَّضَةٌ عَلَى الْحِرْصِ. فَهُمْ بَنُو اللَّعْنَةِ. وَقَدْ تَرَكُوا الطَّرِيقَ الْمُسْتَقِيمَ، وَضَلُّوا، وَاتَّبَعُوا طَرِيقَ بَلْعَامَ بْنِ بَعُورَ الَّذِي أَحَبَّ أَجْرَةَ الظُّلْمِ.
(لَا تُحِبُّوا الْعَالَمَ وَلَا الأَشْيَاءَ الَّتِي فِي الْعَالَمِ، لِأَنَّ الْعَالَمَ يَمْضِي وَشَهْوَتْهُ مَعَهُ، وَأَمَّا مَنْ يَعْمَلُ مَشِيئَةَ اللَّهِ فَإِنَّهُ يَثْبُتُ إِلَى الْأَبَدِ. آمِينَ)
الإِبْرَكْسِيس
فَصْلٌ مِنْ أَعْمَالِ آبَائِنَا الرُّسُلِ الْأَطْهَارِ الْمَشْمُولِينَ بِنِعْمَةِ الرُّوحِ الْقُدُسِ. بَرَكَتْهُمُ الْمُقدَّسَةُ فَلْتَكُنْ مَعَنَا آمِينَ. (28: 7 - 11)
وَكَانَ فِي نَوَاحِي ذَلِكَ الْمَكَانِ ضِيَاعٌ لِكَبِيرِ الْجَزِيرَةِ الْمُسَمَّى بُوبْلِيُوسَ الَّذِي قَبِلَنَا وَأَضَافَنَا بِلُطْفٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فَحَدَثَ أَنَّ أَبَا بُوبُلِيُوسَ كَانَ مُضْطَجِعًا قَدْ أَخَذَتْهُ الْحُمَّى وَالزُّحَارُ. فَدَخَلَ إِلَيْهِ بُولُسُ وَصَلَّى، وَوَضَعَ يَدِيهِ عَلَيْهِ فَأَبْرَأَهُ. وَبَعْدَ حُدُوثِ ذَلِكَ كَانَ سَائِرُ الَّذِينَ بِهِمْ أَمْرَاضٌ فِي الْجَزِيرَةِ يَأْتُونَ إِلَيْهِ وَيُشْفَوْنَ. فَأَكْرَمُونَا إِكْرَامًا جَزِيلًا وَعِنْدَ إِقْلَاعِنَا زَوَّدُونَا بِمَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ. وَبَعْدَ ثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ أَقْلَعْنَا.
(لَمْ تَزَلْ كَلِمَةُ الرَّبِّ تَنْمُو وتَكْثُرُ وتَعْتَزُّ وتَثْبُتُ فِي بِيعَةِ اللَّهِ الْمُقَدَّسَةِ. آمِينَ)
السنكسار
السنكسار
اليوم ثامن عشر من شهر برمهات المبارك
استشهاد القديس إيسوذوروس رفيق سنا الجندي
في مثل هذا اليوم من سنة 21 للشهداء ( 305م )، استشهد القديس إيسوذوروس. وُلِدَ هذا القديس ببلدة دقناش (حالياً قرية مزورة بمركز سمسطا بمحافظة بنى سويف). وكان يعمل في صناعة الصوف، وكان له صديقاً جندياً اسمه سنا. وكانا يتصدقان على الفقراء والمساكين. وذات ليلة أبصر كل منهما في رؤيا أن فتاة عذراء بيدها إكليل تضعه على رأسيهما فلما استيقظا أعلَمَ كل منهما الآخر بالرؤيا وعرفا أن الرب دعاهما لنيل إكليل الشهادة.
انطلق الاثنان إلى والي الفرما واعترفا بالسيد المسيح، فأمر بسجنهما، فأرسل الرب ملاكه في رؤيا الليل وعزاهما. وفي الصباح أمر الوالي بإرسال سنا إلى الإسكندرية، وبقى إيسوذوروس سجيناً. وبعد قليل أُعيد سنا إلى السجن ففرح به صديقه، وقص كل منهما ما جرى له.
وبدأ الوالي في تعذيبهما، فألقى إيسوذوروس في أتون نار وهو يصلى طالباً من السيد المسيح أن يقبل روحه ونال إكليل الشهادة. وكانت والدة القديس سنا واقفة تبكي لحرمان ابنها من صديقه فرأت جماعة من الملائكة تصعد بروح القديس إيسوذوروس، فاهتمت بالجسد وكفنته ودفنته.
بركة صلوات القديس الشهيد إيسوذوروس فلتكن معنا.
ولربنا المجد دائماً أبدياً آمين.
المزمور
مِنْ مَزَامِيرٍ أَبِينَا دَاوُدَ النَّبِيِّ (٢٦: ١٠ - ١١)
اسْتَمِعْ يَا رَبُّ صَوْتِيَ الَّذِي بِهِ دَعَوْتُكَ ارْحَمْنِي وَاسْتَجِبْ لِي، فَإِنَّ لَكَ قَالَ قَلْبِي هَلِلُويَا.
الإنجيل
مِنْ إِنْجِيلِ مُعَلِّمِنَا لُوقا الْبَشِيرِ (١:٤ - ١٣)
أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الْأَرْدُنِ مُمْتَلِئًا مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَحَمَلَهُ الرُّوحُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا يُجَرِّبُهُ إِبْلِيسُ وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئًا فِي تِلْكَ الْأَيَّامِ. وَلَمَّا تَمَّتْ جَاعَ أَخِيرًا. وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: " إِنْ كُنْتَ أَنْتَ ابْنَ اللَّهِ، فَقُلْ لِهَذَا الْحَجَرِ أَنْ يَصِيرَ خُبْزًا ". فَأَجَابَهُ يَسُوعُ قَائِلًا: " مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الْإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللَّهِ ".
ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْمَسْكُونَةِ فِي لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَانِ. وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: " لَكَ أُعْطِي هَذَا السُّلْطَانَ كُلَّهُ وَمَجْدَهُ، لِأَنَّهُ إِلَيَّ قَدْ دُفِعَ، وَأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ. فَإِنْ أَنْتَ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ لَكَ جَمِيعُهُ ". فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: " إِذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ إِنَّهُ مَكْتُوبٌ لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ ".
ثُمَّ جَاءَ بِهِ أَيْضًا إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَأَقَامَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ وَقَالَ لَهُ: " إِنْ كُنْتَ أَنْتَ ابْنَ اللَّهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ مِنْ هُنَا إِلَى أَسْفَلَ، لِأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلَائِكَتَهُ بِكَ لِيَحْفَظُوكَ، وَأَنَّهُمْ عَلَى أَذْرُعِهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِئَلَّا تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ ". فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: " إِنَّهُ قَدْ قِيلَ: لَا تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ ". وَلَمَّا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ، انْصَرَفَ عَنْهُ إِلَى حِينٍ.
(وَالْمَجْدُ لِلَّهِ دَائِمًا)
قطمارس الصوم الكبير عربي اصدار دير الشهيد العظيم مار مينا مريوطhttps://drive.google.com/file/d/1vBReXxR2QSFDNuiPG8E4fMyAt-IX4poa/view?usp=share_link
برنامج القطمارس موقع دير الانبا بيشوي برنامج القطمارسhttp://katamars.avabishoy.com/Home/Katamars
السنكسار طبعة مكتبة المحبة الجزء الثاني عام 1951
السنكسار طبعة مكتبة المحبة الجزء الثاني عام 1951 https://drive.google.com/file/d/1cep1OObDSPjyt2w4xGwXwQeT-mGWkozX/view?usp=share_link
السنكسار منقح – جزءين – أصدار دير العذراء السريانhttps://drive.google.com/file/d/1ceuF_ryOFzaI_E1RtzWX_zwDPmL32z9T/view?usp=share_link
صفحة الفيسبوك الخاصة بالديرhttps://facebook.com/100068957185605