قراءات يوم الإثنين الرابع من الصوم الكبير
#image_title
قراءات يوم الإثنين من الأسبوع الرابع من الصوم الكبير
قراءات يوم الإثنين الرابع من الصوم الكبير
قراءات يوم الإثنين من الأسبوع الرابع
النبوات
مِنْ سِفْرِ الْتَّكْوِينِ لِمُوسَى النَّبِيِّ بَرَكَتُهُ الْمُقَدَّسَةُ فَلْتَكُنْ مَعَنَا. آمين. (٢٧: ١ - ٤١)
وَحَدَثَ لَمَّا شَاحَ إِسْحَاقُ وَكَلَّتْ عَيْنَاهُ عَنِ النَّظَرِ، أَنَّهُ دَعَا عِيسُوَ ابْنَهُ الْأَكْبَرَ وَقَالَ لَهُ: يَا بُنَيَّ. قَالَ: هَأَنَذَا. فَقَالَ: هُوَذَا أَنَا قَدْ شِخْتُ وَلَا أَعْلَمُ يَوْمَ مَوْتِي. وَالْآنَ خُذْ عُدَّتَكَ وَجَعْبَتَكَ وَقَوْسَكَ، وَاخْرُجْ إِلَى الصَّحْرَاءِ وَصِدْ لِي صَيْدًا، وَأَصْلِحْهُ لِي أَلْوَانًا كَمَا أُحِبُّ، وَأُتِنِي بِهِ فَآكُلَ لِكَيْ تُبَارِكَكَ نَفْسِي قَبْلَ أَنْ أَمُوتَ.
وَكَانَتْ رِفْقَةُ سَامِعَةً حِينَ كَلَّمَ إِسْحَاقُ عِيسُوَ ابْنَهُ. فَمَضَى عِيسُو إِلَى الصَّحْرَاءِ لِيَصِيدَ صَيْدًا وَيَأْتِيَ بِهِ فَكَلَّمَتْ رِفْقَةُ يَعْقُوبَ ابْنَهَا قَائِلَةً: إِنِّي قَدْ سَمِعْتُ أَبَاكِ يُكَلِّمُ عِيسُوَ أَخَاكَ قَائِلًا: إِئْتِنِي بِصَيْدٍ وَأَصْلِحْ لِي أَلْوَانًا فَآكُلَ مِنْهَا وَأُبَارِكَكَ أَمَامَ الرَّبِّ قَبْلَ مَوْتِي وَالْآنَ يَا بُنَيَّ اسْمَعْ لِقَوْلِي فِي مَا آمُرُكَ بِهِ اِمْضِ إِلَى الْغَنَمِ وَخُذْ لِي مِنْ ثَمَّ جَدْيَيْنِ مِنَ الْمَعِزِ جَيْدَيْنِ ، فَأَصْلِحَهُمَا أَلْوَانَّا لِأَبِيكَ كَمَا يُحِبُّ ، فَتُحْضِرَهَا إِلَى أَبِيكَ وَيَأْكُل لِكَي يُبَارِكَكَ قَبْلَ مَوْتِهِ. فَقَالَ يَعْقُوبَ لِرِفْقَةَ أَمِهِ: إِنَّ عِيسُوَ أَخِي رَجُلٌ أَشْعَرُ وَأَنَا رَجُلٌ أَمْلَسُ. فَلَعَلَّ أَبِي يَجُسُّنِي فَأَكُونَ عِنْدَهُ كَالسَّاخِرِ مِنْهُ، وَأَجْلُبُ عَلَى نَفْسِي لَعْنَةً لَا بَرَكَةً. فَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ عَلَيَّ لَعْنَتُكَ يَا بُنَيَّ، إِنَّمَا اسْمَعْ لِقَوْلِي وَامْضِ وَخُذْ لِي ذَلِكَ. فَمَضَى وَأَخَذَ ذَلِكَ وَأَحْضَرَهُ لِأُمِّهِ، فَأَصْلَحَتْهُ أُمُّهُ أَلْوَانًا عَلَى مَا يُحِبُّ أَبُوهُ. وَأَخَذَتْ رِفْقَةً ثِيَابَ عِيسُوَ ابْنِهَا الْأَكْبَرِ الْفَاخِرَةَ الَّتِي عِنْدَهَا فِي الْبَيْتِ فَأَلْبَسَتْهَا يَعْقُوبَ ابْنَهَا الْأَصْغَرَ. وَكَسَتْ يَدَيْهِ وَمَلَاسَةَ عُنْقِهِ بِجِلْدِ الْمَعِزِ. وَدَفَعَتْ إِلَى يَعْقُوبَ ابْنِهَا مَا صَنَعَتْهُ مِنَ الْأَلْوَانِ وَالْخُبْزِ.
فَدَخَلَ عَلَى أَبِيهِ وَقَالَ: " يَا أَبَتِ "، فَقَالَ: " هَأَنَذَا، مَنْ أَنْتَ يا بُنَيَّ؟ ". فَقَالَ يَعْقُوبُ لِأَبِيهِ أَنَا عِيسُو بِكْرُكَ. قَدْ صَنَعْتُ كَمَا أَمَرْتَنِي، قُمْ فَاجْلِسْ وَكُلْ مِنْ صَيدِي لِكَي تُبَارِكَنِي نَفْسُكَ. فَقَالَ إِسْحَاقُ لِابْنِهِ: مَا أَسْرَعَ مَا أَصَبْتَ يَا بُنَيَّ! فَقَالَ: إِنَّ الرَّبَّ إِلَهَكَ قَدْ يَسَّرَ لِي. فَقَالَ إِسْحَاقُ لِيَعْقُوبَ: " تَقَدَّمْ حَتَّى أَجُسَّكَ يَا بُنَيَّ، هَلْ أَنْتَ ابْنِي عِيسُو أَمْ لَا؟ ". فَتَقَدَّمَ يَعْقُوبُ إِلَى إِسْحَاقَ أَبِيهِ، فَجَسَّهُ وَقَالَ: الصَّوْتُ صَوْتُ يَعْقُوبَ، وَلَكِنَّ الْيَدَيْنِ يَدَا عِيسُوَ وَلَمْ يُثْبِتْهُ لِأَنَّ يَدَيْهِ كَانَتَا مُشْعِرَتَيْنِ كَيَدَي عِيسُوَ أَخِيهِ، فَبَارَكَهُ. وَقَالَ: " هَلْ أَنْتَ ابْنَي عِيسُو؟ " قَالَ: " أَنَا هُوَ ". فَقَالَ قَدِمْ لِيْ حَتَّى أَكُلَ مِنْ صَيْدِ ابْنِي لِكَي تُبَارِكَكَ نَفْسِي فَقَدَّمَ لَهُ فَأَكَلَ، وَأَتَاهُ بِخَمْرٍ فَشَرِبَ. ثُمَّ قَالَ لَهُ إِسْحَاقُ أَبُوهُ: " تَقَدَّمْ قَبِّلْنِي يَا بُنَيَّ.". فَتَقَدَّمَ وَقَبَّلَهُ، فَاشْتَمَّ رَائِحَةَ ثِيَابِهِ وَبَارَكَهُ. وَقَالَ: " هَا هِيَ رَائِحَةُ ابْنِي كَرَائِحَةِ حَقْلٍ قَدْ بَارَكَهُ الرَّبُّ. يُعْطِيكَ الرَّبُّ مِنْ نَدَى السَّمَاءِ، وَمِنْ دَسَمِ الْأَرْضِ، وَيُكَثِّرُ لَكَ الْحِنْطَةَ وَالْخَمْرَ. وَتَخْدِمُكَ الْأُمَمُ، وَتَسْجُدُ لَكَ الْقَبَائِلُ، سَيِّدًا تَكُونُ لإخْوَتِكَ، وَلَكَ بَنُو أُمِّكَ يَسْجُدُونَ، لَاعِنُكَ مَلْعُونٌ، وَمُبَارِكُكَ مُبَارَك".
وَلَمَّا فَرَغَ إِسْحَاقُ مِنْ بَرَكَتِهِ لِيَعْقُوبَ، وَخَرَجَ يَعْقُوبُ مِنْ بَيْنِ يَدَي إِسْحَاقَ أَبِيهِ، إِذَا عِيسُو أَخُوهُ قَدْ أَقْبَلَ مِنْ صَيْدِهِ. فَصَنَعَ هُوَ أَيْضًا أَلْوَانًا وَأَتَى بِهَا أَبَاهُ وَقَالَ لأَبِيهِ: " لِيَقُمْ أَبِي وَيَأْكُلْ مِنْ صَيْدِ ابْنِهِ لِكَي تُبارِكَنِي نَفْسُكَ ". فَقَالَ لَهُ إِسْحَاقُ أَبُوهُ: " مَنْ أَنْتَ؟ " قَالَ: " أَنَا ابْنُكَ بِكْرُكَ عِيسُو ". فَارْتَعَشَ إِسْحَاقُ ارْتِعَاشًا شَدِيدًا جِدًا، وَقَالَ: " فَمَنْ ذَاكَ الَّذِي صَادَ صَيْدًا فَأَتَانِي بِهِ وَأَكَلْتُ مِنْهُ قَبْلَ أَنْ تَجِيءَ وَبَارَكْتُهُ؟ نَعَمْ، وَمُبَارَكًا يَكُونُ ". فَلَمَّا سَمِعَ عِيسُو كَلَامَ أَبِيهِ صَرَخَ صَرْخَةً عَظِيمَةً وَمُرَّةً جِدًّا، وَقَالَ لِأَبِيهِ: " بَارِكْنِي أَنَا أَيْضًا يَا أَبَتِ.". فَقَالَ: " قَدْ جَاءَ أَخُوكَ بِمَكْرٍ وَأَخَذَ بَرَكَتَكَ ". فَقَالَ: " أَلأَنَّهُ سُمِّيَ يَعْقُوبَ، قَدْ تَعَقَبَّنِي مَرَّتَيْنِ. أَخَذَ بَكُويَتِي، وَهَا هُوَذَا الْآنَ أَخَذَ بَرَكَتِي. ثُمَّ قَالَ: أَمَا أَبْقَيْتَ لِي بَرَكَةً؟ ". فَأَجَابَ إِسْحَاقُ وَقَالَ لِعِيسُوَ: " هَأَنَذَا قَدْ جَعَلْتُهُ سَيّدًا لَكَ، وَدَفَعْتُ إِلَيْهِ جَمِيعَ إِخْوَتِهِ عَبِيدًا وَبِالْحِنْطَةِ وَالْخَمْرِ أَمْدَدْتُهُ، فَمَاذَا أَصْنَعُ لَكَ يَا بُنَيَّ؟ " فَقَالَ عِيسُو لِأَبِيهِ: " أَبَرَكَةً وَاحِدَةً لَكَ يَا أَبَتِ؟ بَارِكْنِي أَنَا أَيْضًا يَا أَبَتِ ". وَرَفَعَ عِيسُو صَوْتَهُ وَبَكَى فَأَجَابَهُ إِسْحَاقُ أَبُوهُ وَقَالَ لَهُ: " بِمَعْزِلٍ عَنْ دَسَمِ الْأَرْضِ يَكُونُ مَسْكِنُكَ، وَعَنْ ظِلَّ السَّمَاءِ مِنَ الْعُلُو، بِسَيْفِكَ تَعِيشُ، وَأَخَاكَ تَخْدِمُ، وَيَكُونُ أَنَّكَ إِذَا قَوِيْتَ تَكْسِرُ نِيرَهُ عَنْ عُنُقِكَ ". وَحَقَدَ عِيسُو عَلَى يَعْقُوبَ بِسَبَبِ الْبَرَكَةِ الَّتِي بَارَكَهُ أَبُوهُ بِهَا.
( مَجْدًا لِلْثَّالُوثِ القُدُّوسِ إِلَهِنَا إِلَى الأَبَدِ وإِلَى أَبَدِ الْآبَادِ كُلَّهَا. آمِينَ .)
مِنْ سِفْرِ إِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ بَرَكَتُهُ الْمُقَدَّسَةُ فَلْتَكُنْ مَعَنَا آمين. (١٤: ٢٤ - ٣٢)
إِنَّ رَبَّ الْجُنُودِ قَدْ أَقْسَمَ قَائِلًا: الَّذِي نَوَيْتُهُ هُوَ سَيَكُونُ، وَالَّذِي نَوَيْتُهُ هُوَ سَيَتِمُّ، إِنِّي سَأُحَطِمُ أَشُورَ فِي أَرْضِي وَأَدُوسُهُ عَلَى جِبَالِي، فَيُزَالُ عَنْهُمْ نِيرُهُ، وَيُزَاحُ حِمْلُهُ عَنْ أَكْتَافِهِمْ. هَذَا هُوَ القَضَاءُ الَّذِي قَضَيْتُهُ عَلَى كُلِّ الْأَرْضِ، وَهَذِهِ هِيَ الْيَدُ الْمَمْدُودَةُ عَلَى كُلِّ الْأُمَمِ. فَإِنَّ رَبَّ الْجُنُودِ قَدْ قَضَى، فَمَنْ يَنْقُضُ؟ وَيَدُهُ مَمْدُودَةٌ، فَمَنْ يَرُدُّهَا؟
فِي السَّنَةِ الَّتِي مَاتَ فِيهَا الْمَلِكُ آحَازُ كَانَ هَذَا الْوَحْيُ: لَا تَفْرَحِي يَا فِلْسْطِينُ بِأَسْرِهَا، بِأَنَّ قَضِيبَ ضَارِبِكِ قَد انْكَسَرَ، فَإِنَّهُ مِنْ أَصْلِ الْحَيَّةِ يَخْرُجُ الْأَرْقَمُ، وَنَسْلُ هَذَا يَكُونُ ثُعْبَانًا مُسِمَّا طَيَّارًا وَسَيَرْعَى أَبْكَارَ الْبَائِسِينَ، وَيَرْبِضُ الْمَسَاكِينُ مُطْمَئِنِّيْنَ، فِيمَا أَنَا مُمِيتٌ أَصْلَكِ بِالْجُوعِ، وَبَقِيَّتُكِ تُقْتَلُ. وَلُولْ أَيُّهَا الْبَابُ. أَصْرُخِي أَيَّتِهَا الْمَدِينَةُ. قَدْ ذُبْتِ يَا فِلسطين بِأَسْرِكِ، لأَنَّ قَتَامًا وَافِدًا مِنَ الشَّمَالِ، وَلَيْسَ مَنْ يَنْفَرِدُ عَنْ عَصَائِبِهِ بِمَاذَا تُجَابُ رُسُلُ الْأُمَّةِ؟ إِنَّ الرَّبَّ قَدْ أَسَّسَ صِهْيَوْنَ، وَبِهَا يَعْتَصِمُ بَائِسُو شَعْبِهِ.
(مَجْدًا لِلْثَالُوثِ القُدُّوسِ إِلَهِنَا إِلَى الأَبَدِ وإِلَى أَبَدِ الْآبَادِ كُلَّهَا. آمِينُ .)
مِنْ سِفْرٍ أَيُّوبَ الْصِدِيقِ بَرَكَتُهُ الْمُقَدَّسَةُ فَلْتَكُنْ مَعَنَا آمِينَ (١٦، ١٧)
فَأَجَابَ أَيُّوبُ وَقَالَ: كَثِيرًا مَا سَمِعْتُ مِثْلَ هَذَا، إِنَّمَا أَنْتُمْ بِأَجْمَعِكُمْ مُعَزُونَ مُعَنِّتُونَ. وَأَنْتَ مَتَى يَنْتَهِي كَلَامُكَ الْفَارِغُ، وَمَا الَّذِي يُغْرِيكَ بِمُجَاوَبَتِي؟ لَقَدْ كَانَ لِي أَنْ أَخَاطِبَكُمْ كَمَا تُخَاطِبُونَنِي، لَوْ كَانَتْ أَنْفُسُكُمْ فِي مَوْضِعِ نَفْسِي، وَلَلَفَّقَتُ لَكُمْ أَقْوَالًا وَأَنْفَضْتُ إِلَيْكُمْ رَأْسِي وَلَشَجَّعْتُكُمْ بِكَلَامِ فَمِي، وَرَفَقْتُ بِكُمْ تَعْزِيَةً شَفَتَيَّ.
إِذَا نَطَقْتُ لَمْ يَسْكُنْ وَجَعِي، أَوْ صَمَتُ لَمْ يَبْرَحْنِي. لَقَدْ جَهَدَنِي الْيَوْمَ، قَدْ دَمَّرْتَ جَمَاعَتِي بِأَسْرِهَا يَا أَللَّهُ وَبَيْنَمَا أَنْتَ مُقَيِّدِي إِذَا بِشَاهِدٍ بِصَاحِبِ زُورٍ قَدْ قَامَ فَقَرَفَنِي فِي وَجْهِي. مَزَّقَنِي حَنَفًا وَخَتَلَنِي. صَرَفَ عَلَيَّ بِأَسْنَانِهِ. وَعَدُّوي حَدَّدَ عَيْنَيْهِ عَلَيَّ. فَغَرُوا عَلَيَّ أَفْوَاهَهُمْ وَلَطَمُوا خَدَّيَ تَعْيِيرًا وَتَمَا لَأُوا عَلَيَّ جُمْلَةً. دَفَعَنِي اللَّهُ إِلَى الْجَائِرِ، وَبَيْنَ أَيْدِي الْمُنَافِقِينَ أَلْقَانِي كُنْتُ فِي دَعَةٍ فَهَشَّمَنِي. أَخَذَ بِقَفَايَ فَحَطَّمَنِي، وَنَصَبَنِي هَدَفًا لَهُ. تَكْتَنِفُنِي سِهَامُهُ يَشْقُ بِهَا كُلْيَتَيَّ وَلَا يُشْفِقُ وَيُرِيقُ مَرَارَتِي عَلَى الْأَرْضِ يُثْخِنُنِي جِرَاحَةً عَلَى جِرَاحَةٍ. وَيَهْجُمُ عَلَيَّ هُجُومَ الْجَبَّارِ. لَقْدَ لَفَّقْتُ عَلَى جِلْدِي مِسْحًا، وَمَرَّغْتُ فِي التُّرَابِ قَرْنِي. كَوَى الْبُكَاءُ خَدَيَّ، وَغَشِيَتْ جَفْنَيَّ ظِلَالُ الْمَوْتِ. عَلَى أَنَّ يَدَيَّ لَا جَوْرَ فِيهِمَا، وَعِبَادَتِي زَكِيَةٌ.
أَيَّتُهَا الْأَرْضُ لَا تَسْتُرِي دَمِي، وَلَا يَكُنْ لِصُرَاخِي قَرَارٌ. إِنَّ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ نَفْسِهَا لِي شَاهِدًا فِي السَّمَاءِ، وَمُحَاكِمًا عَنِّي فِي الْأَعَالِي إِنَّ السَّاخِرِينَ مِنِّي هُمْ أَخِلَّائِي. وَلَكِنْ إِلَى اللَّهِ تَفِيضُ عَيْنَايَ. فَلْيَنْتَصِفْ لِرَجُلٍ أَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَلِابْنِ بَشَرٍ مِنْ خَلِيلِهِ. فَإِنَّ سَنَوَاتِيَ الْمَعْدُودَةَ تَنْقَضِي فَأَرْكَبُ طَرِيقًا لَا أَعُودُ مِنْهُ.
قَدِ اضْمَحَلَّتْ رُوحِي. وَانْطَفَأَتْ أَيَّامِي. وَإِنَّمَا لِيَ الْقُبُورُ.
لَا كَانَ عِنْدِي أُولَئِكَ الْهَازِئُونَ، الَّذِينَ تَسْهَرُ عَينِي عَلَى عَدَاوَاتِهِمْ. هَاتِ كَفِيلًا لِي لَدَيْكَ أَيُّهَا الْإِلَهُ. مَنِ الَّذِي يُصَفِّقُ عَلَى يَدِي؟ فَإِنَّكَ قَدْ حَجَبْتَ قُلُوبَهُمْ عَنِ الْفِطْنَةِ، لِذَلِكَ لَا تُعَزّهِمْ الَّذِي أَسْلَمَ الْأَخِلَّاءَ لِلسَّلْبِ، فَلْتُرْمَ أَعْيُنُ بَنِيهِ بِالْكِلَالِ. الَّذِي نَصَبَنِي لِلشُّعُوبِ مَثَلًا وَعَرَّضَ وَجْهِي لِلْبَاصِقِينَ حَتَّى كَلَّ طَرْفِي مِنَ الْكَآبَةِ، وَصَارَ كَيَانِي بِجُمْلَتِهِ ظِلَّا حِينَئِذٍ يَدْهَشُ الْمُسْتَقِيمُونَ عَجَبًا، وَيَنْهَضُ الزَّكِيُّ عَلَى الْمُنَافِقِ، وَيَلْزَمُ الصِّدِّيقُ طَرِيقَهُ، وَيَزْدَادُ النَّقِيُّ الْيَدَيْنِ قُوَّةً.
أَمَّا أَنْتُمْ فَارْجِعُوا، تَعَالَوْا بِأَجْمَعِكُمْ أَفَلَا أَجِدُ فِيكُمْ حَكِيمًا؟! أَيَّامِي قَدِ انْقَضَتْ. وَتَقَطَّعَتْ مَارِبِي الَّتِي هِيَ حَظٍّ قَلْبِي جُعِلَ لَيْلِي نَهَارًا، وَنُورِي يَكَادُ يَكُونُ ظَلَامًا. مَا رَجَائِي؟ إِنَّمَا الْهَاوِيَةُ بَيْتِي، وَفِي الظُّلَامِ مَهَّدْتُ مَضْجَعِي. قُلْتُ لِلْفَسَادِ: أَنْتَ أَبِي، وَلِلدِّيدَانِ: أَنْتِ أُمِّي وَأُخْتِي. إِذًا أَيْنَ رَجَائِي؟ رَجَائِي مَنْ يَرَاهُ؟ إِنَّهُ يَهْبِطُ إِلَى أَبْوابِ الْجَحِيمِ. لَا جُرْمَ، إِنَّ فِي التُّرَابِ لَرَاحَةً.
( مَجْدًا لِلْثّالُوثِ القُدُّوسِ إِلَهِنَا إِلَى الأَبَدِ وَإِلَى أَبَدِ الْآبَادِ كُلِّهَا. آمِينُ.)
باكر
المزمور
مِنْ مَزَامِيرِ أَبِينَا دَاوُدَ النَّبِيِّ (٥٤: ١، ١١:٢٦)
أَنْصِتْ يَا اللَّهُ لِصَلَاتِي، وَلَا تَغْفَلْ عَنْ تَضَرُّعِي اِرْحَمْنِي وَاسْتَجِبْ لِي، فَإِنَّ لَكَ قَالَ قَلْبِي هَلِلُويَا.
الإنجيل
مِنْ إِنْجِيلِ مُعَلِّمِنَا لُوقا الْبَشِيرِ (١٤: ٧ - ١٥)
وَكَانَ يَقُولُ لِلْمَدْعُوِّينَ مَثَلًا، وَهُوَ يُلاحِظُ كَيْفَ كَانُوا يَخْتَارُونَ الْمُتَّكَآتِ الْأُولَى قَائِلًا: " مَتَى دَعَاكَ أَحَدٌ إِلَى عُرْسٍ فَلَا تَتَّكِئْ فِي الْمُتَّكَإ الْأَوَّلِ ، لِئَلَّا يَكُونَ وَاحِدٌ آخَرُ أَكْرَمُ مِنْكَ قَدْ دُعِيَ فَيَأْتِيَ الَّذِي دَعَاكَ مَعَهُ وَيَقُولَ لَكَ: دَعِ الْمَكَانَ لِهَذَا. فَحِينَئِذٍ تَبْتَدِئُ بِخَجَلٍ تَأْخُذُ الْمَوْضِعَ الْأَخِيرَ بَلْ مَتَى دُعِيتَ فَاذْهَبْ وَاتَّكِئْ فِي الْمَوْضِعِ الْأَخِيرِ ، حَتَّى إِذَا جَاءَ الَّذِي دَعَاكَ يَقُولُ لَكَ يَا صَدِيقِي ، انْتَقِلْ إِلَى فَوْقُ. حِينَئِذٍ يَكُونُ لَكَ مَجْدٌ أَمَامَ كُلِ الْمُتَّكِئِينَ مَعَكَ لِأَنَّ كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يَتَّضِعُ وَمَنْ يَضَعُ نَفْسَهُ يَرْتَفِعُ ".
وَكَانَ يَقُولُ لِلَّذِي دَعَاهُ: " إِذَا صَنَعْتَ غَدَاءً أَوْ عَشَاءً فَلَا تَدْعُ أَصْدِقَاءَكَ وَلَا إِخْوَتَكَ وَلَا أَقْرِبَاءَكَ وَلَا جِيرَانَكَ الْأَغْنِيَاءَ، لِئَلَّا يَدْعُوكَ أَنْتَ أَيْضًا، فَتَكَونَ لَكَ مُكَافَأَةٌ. بَلْ إِذَا صَنَعْتَ وَلِيمَةً فَادْعُ: الْمَسَاكِينَ وَالضُّعَفَاءَ وَالْعُرْجَ وَالْعُمْيَ، فَتَصِيرَ مَغْبُوطًا إِذْ لَيْسَ لَهُمْ ما يُكَافِئُونَكَ بِهِ، لِأَنَّكَ سَتُعْطَى الْمُكَافَأَةَ عَنْهُمْ فِي قِيَامَةِ الْأَبْرَارِ."
فَلَمَّا سَمِعَ هَذَا أَحَدُ الْمُتَّكِئِينَ مَعَهُ قَالَ: " طُوبَى لِمَنْ يَأْكُلُ خُبْزًا فِي مَلَكُوتِ الله ".
(وَالْمَجْدُ لِلَّهِ دَائِمًا)
القداس
الْبُولس
فَصْلٌ مِنْ رِسَالَةِ مُعَلِّمِنَا بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةً بَرَكَتُهُ عَلَيْنَا. آمين. (۸: ١٢ - ٢٦)
فَنَحْنُ إِذًا أَيُّهَا الْإِخْوَةُ لَا مِنَّةَ عَلَيْنَا لِلْجَسَدِ حَتَّى نَعِيشَ بِحَسَبِ الْجَسَدِ. لِأَنَّكُمْ إِنْ عِشْتُمْ بِحَسَبِ الْجَسَدِ تَمُوتُونَ، وَأَمَّا إِنْ أَمَتُّمْ بِالرُّوحِ أَعْمَالَ الْجَسَدِ فَتَحْيَوْنَ؛ لِأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللَّهِ، فَأُولئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللَّهِ، إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضًا لِلْخَوْفِ، بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِي الَّذِي بِهِ نَصْرُحُ: " يَا أَبَا الآبُ ". الرُّوحُ نَفْسُهُ أَيْضًا يَشْهَدُ لِأَرْوَاحِنَا أَنَّنَا أَوْلَادُ اللَّهِ. فَإِنْ كُنَّا أَوْلَادًا فَنَحْنُ وَرَثَةٌ أَيْضًا، وَوَرَثَةُ اللَّهِ وَشُرَكَاءُ الْمَسِيحِ فِي الْمِيرَاثِ إِنْ كُنَّا نَتَأَلَّمُ مَعَهُ لِكَيْ نَتَمَجَّدَ أَيْضًا مَعَهُ.
لأنِّي أَظُنُّ أَنَّ آلَامَ هذَا الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لَا تُقَاسُ بِالْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُسْتَعْلَنَ فِينَا لِأَنَّ انْتِظَارَ الْخَلِيقَةِ يَتَوَقَّعُ اسْتِعَلَانَ أَبْنَاءِ اللَّهِ؛ لِأَنَّ الْخَلِيقَةَ قَدْ أُخْضِعَتْ لِلْبَاطِلِ، لَا عَن إِرَادَةٍ، بَلْ مِنْ أَجْلِ الَّذِي أَخْضَعَهَا عَلَى الرَّجَاءِ؛ لِأَنَّ الْخَلِيقَةَ نَفْسَهَا أَيْضًا سَتُعْتَقُ مِنْ عُبُودِيَّةِ الْفَسَادِ إِلَى حُرِّيَّةِ مَجْدِ أَوْلَادِ اللَّهِ. فَإِنَّنَا نَعْرِفُ أَنَّ كُلَّ الْخَلِيقَةِ تَئِنُّ وَتَتَمَخَّصُ مَعًا حَتَّى الآنَ وَلَيْسَ هِيَ فَقَط، بَلْ نَحْنُ أَيْضًا الَّذِينَ لَنَا بَاكُورَةُ الرُّوحِ، نَحْنُ أَنْفُسُنَا أَيْضًا نَئِنُّ فِي أَنْفُسِنَا، مُتَوَقِّعِينَ التَّبَنِّيَ فِدَاءَ أَجْسَادِنَا. لِأَنَّنَا بِالرَّجَاءِ خَلَصْنَا. وَلَكِنَّ الرَّجَاءَ الْمَنْظُورَ لَيْسَ رَجَاءَ، لِأَنْ كَيْفَ يَرْجُو أَحَدٌ ما يَنْظُرُهُ؟ وَلَكِنْ إِنْ كُنَّا نَرْجُو مَا لَسْنَا نَنْظُرُهُ فَإِنَّنَا نَتَوَقَّعُهُ بِالصَّبْرِ. وَكَذَلِكَ الرُّوحُ أَيْضًا يَعْضُدُ ضَعْفَنا، لِأَنَّنَا لَسْنَا نَعْلَمُ مَا نُصَلِّي لِأَجْلِهِ كَمَا يَنْبَغِي وَلَكِنَّ الرُّوحَ نَفْسَهُ يَشْفَعُ فِينَا بِتَنَهُدَاتٍ لَا يُنْطَقُ بِهَا.
(نِعْمَةُ اللَّهِ الآبِ فَلْتَحْلَّ عَلَى أَرْوَاحِنَا يَا آبَائِي وَإِخْوَتِي. آمِينُ.)
الْكَاثُولِيكُون
فَصْلٌ مِنْ رِسَالَةِ مُعَلِّمِنَا يَعْقُوبَ الرَّسُولِ بَرَكَتُهُ عَلَيْنَا. آمين. (٥: ١٦ - ٢٠)
اعْتَرِفُوا بِخَطَايَاكُمْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ، وَصَلُّوا بَعْضُكُمْ لِأَجْلِ بَعْضٍ، لِكِيمَا تُشْفَوْا وَصَلَاةُ البَارِ فِيهَا قُوَّةٌ عَظِيمَةٌ فَعَّالَةٌ. كَانَ إِيلِيَّا إِنْسَانًا تَحْتَ الْآلَامِ مِثْلَنَا، وَصَلَّى صَلَاةً كَيْ لَا تُمْطِرَ السَّمَاءُ، فَلَمْ تُمْطِرْ عَلَى الْأَرْضِ ثَلَاثَ سِنِينَ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ. وَصَلَّى أَيْضًا، فَأَعْطَتِ السَّمَاءُ الْمَطَرَ، وَالْأَرْضُ أَخْرَجَتْ ثَمَرَهَا.
يَا إِخْوَتِي، إِنْ ضَلَّ وَاحِدٌ مِنْكُمْ عَنْ سَبِيلِ الْحَقِّ وَرَدَّهُ وَاحِدٌ، فَلْيَعْلَمْ أَنَّ مَنْ يَرُدُّ الْخَاطِئَ عَنْ طَرِيقِ ضَلَالَتِهِ، فَإِنَّهُ يُخَلِصُ نَفْسَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَيَسْتُرُ خَطَايَا كَثِيرَةً.
(لَا تُحِبُّوا الْعَالَمَ وَلَا الأَشْيَاءَ الَّتِي فِي الْعَالَمِ، لأَنَّ الْعَالَمَ يَمْضِي وَشَهْوَتُهُ مَعَهُ، وَأَمَّا مَنْ يَعْمَلُ مَشِيئَةَ اللَّهِ فَإِنَّهُ يَثْبُتُ إِلَى الْأَبَدِ آمِينَ.)
الإِبْرَكْسِيس
فَصْلٌ مِنْ أَعْمَالِ آبَائِنَا الرُّسُلِ الْأَطْهَارِ الْمَشْمُولِينَ بِنِعْمَةِ الرُّوحِ الْقُدُسِ بَرَكَتُهُمُ الْمُقَدَّسَةُ فَلْتَكُنْ مَعَنَا آمِينَ. ( ١١: ٢- ١٨)
وَلَمَّا صَعِدَ بُطْرُسُ إِلَى أُورُشَلِيمَ ، خَاصَمَهُ الَّذِينَ مِنْ أَهْلِ الْخِتَانِ ، قَائِلِينَ: " إِنَّكَ دَخَلْتَ إِلَى رِجَالٍ غُلْفٍ وَأَكَلْتَ مَعَهُمْ.". فَابْتَدَأَ بُطْرُسُ يُخْبِرُهُمْ بِأَمْرِهِ قَائِلًا: " إِنِّي كُنْتُ فِي مَدِينَةِ يَافَا أَصَلِّي، فَرَأَيْتُ رُؤْيَا فِي غَيْبَةٍ: إِنَاءً نَازِلَّا مِثْلَ ثَوْبِ كَتَّانٍ عَظِيمٍ مُدَلَّيَّ مِنَ السَّمَاءِ بِأَطْرَافِهِ الْأَرْبَعَةِ، وَجَاءَ إِلَيَّ. فَهَذَا الْتَفَتُ إِلَيْهِ وَتَأَمَّلْتُ فِيهِ، فَرَأَيْتُ ذَوَاتِ الْأَرْبَعِ الَّتِي فِي الْأَرْضِ وَالْوُحُوش وَالدَّوَابَّ وَطُيُورَ السَّمَاءِ. وَسَمِعْتُ صَوْتًا يَقُولُ لِي: قُمْ يَا بُطْرُسُ، إِذْبَحْ وَكُلْ فَقُلْتُ: حَاشَا لِي يَا رَبُّ! لِأَنَّهُ لَمْ يَدْخُلْ فَمِي قَطُّ شَيْءٌ نَجِسٌ أَوْ دَنِسٌ فَأَجَابَ الصَّوْتُ مَرَّةً ثَانِيَةً مِنَ السَّمَاءِ قَائِلًا: مَا طَهَّرَهُ اللَّهُ لَا تُنَجِّسْهُ أَنْتَ. وَكَانَ هَذَا عَلَى ثَلَاثِ مَرَّاتٍ. ثُمَّ رُفِعَ كُلُّ شَيْءٍ ثَانِيَةً إِلَى السَّمَاءِ أَيْضًا. وَإِذَا بِثَلَاثَةِ رِجَالٍ فِي الْحَالِ وَقَفُوا عَلَى بَابِ الْبَيْتِ الَّذِي كُنْتُ فِيهِ، مُرْسَلِينَ إِلَيَّ مِنْ قَيْصَرِيَّةَ. فَقَالَ لِيَ الرُّوحُ: انْطَلِقُ مَعَهُمْ غَيْرَ مُرْتَابٍ فِي شَيْءٍ وَجَاءَ مَعِي هؤُلَاءِ الْإِخْوَةُ السِّتَّةُ الْآخَرُونَ. فَدَخَلْنَا بَيْتَ الرَّجُلِ، فَأَخْبَرَنَا كَيْفَ رَأَى الْمَلَاكَ فِي بَيْتِهِ قَائِمًا وَقَائِلًا لَهُ: أَرْسِلْ إِلَى يَافَا وَاسْتَدْعِ سِمْعَانَ الَّذِي يُدْعَى بُطْرُسَ، وَهَذَا يُكَلِّمُكَ كَلَامًا بِهِ تَخْلُصُ أَنْتَ وَكُلُّ بَيْتِكَ. فَلَمَّا ابْتَدَأَتْ أَتَكَلَّمُ، حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْهِمْ كَمَا حَلَّ عَلَيْنَا نَحْنُ أَيْضًا فِي الْبَدْءِ. فَتَذَكَّرْتُ كَلَامَ الرَّبِّ كَيْفَ قَالَ: إِنَّ يُوحَنَّا عَمَّدَ بِمَاءٍ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَسَتَتَعَمَّدُونَ بِالرُّوحِ القُدُسِ فَإِنْ كَانَ اللَّهُ قَدْ أَعْطَاهُمُ الْمَوْهِبَةَ مِثْلَنَا نَحْنُ أَيْضًا إِذْ آمَنُوا بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، فَمَنْ أَنَا حَتَّى أَمْنَعَ اللَّهَ؟ فَلَمَّا سَمِعُوا ذَلِكَ سَكَتُوا، وَكَانُوا يُمَجِدُونَ اللَّهَ قَائِلِينَ: " إِذًا اللَّهُ قَدْ مَنَحَ الْأُمَمَ أَيْضًا التَّوْبَةَ لِلْحَيَاةِ. "!
( لَمْ تَزَلْ كَلِمَةُ الرَّبِّ تَنْمُو وتَكْثُرُ وتَعْتَزُّ وتَثْبُتُ فِي بِيعَةِ اللَّهِ الْمُقَدَّسَةِ. أَمِينُ.)
السنكسار
السنكسار
اليوم الثالث و العشرون من شهر برمهات المبارك
نياحة الصديق العظيم دانيال النبي
في مثل هذا اليوم من السنة الأخيرة لمُلكْ كورش ملك بابل، تنيَّح الصديق العظيم دانيال النبي أحد الأنبياء الكبار. وُلِدَ هذا النبي سنة 621 ق.م من سبط يهوذا بأورشليم، وسَلَكَ في سيرة فاضلة. سُبىَ إلى بابل وهو في السادسة عشرة من عمره، في زمن نبوخذنصر ملك بابل، وكان معه الثلاثة فتية، سدراك وميساك وأبدناغو، وقد جعل في قلبه أن لا يتنجس بأطايب الملك (دانيال 1: 8). وفي السنة الرابعة من السبي، أبصر نبوخذنصر رؤيا أفزعته (دا 2: 1 – الخ)، ولكنه عندما استيقظ لم يستطع أن يتذكرها. فجمع كل حكماء بابل وطلب منهم معرفة ما رآه وتفسيره، فلم يعرفوا. فأمر بقتلهم جميعاً، وكان من بينهم دانيال والثلاثة فتية، الذين رفعوا قلوبهم بصلاة إلى الله فكُشفت الرؤيا لدانيال وقصها على الملك وأعلمه عن الملوك الذين سيملكون بعده وما يحدث لهم. فاستحسن الملك قول دانيال، ومنحه عطايا جزيلة وجعله رئيساً على حكماء بابل. ورأى الملك حلماً آخر فسّره له أيضاً دانيال وعرفه أن الله لأجل تكبره سيطرده من بين البشر ويسكنه مع الوحوش سبع سنين يأكل فيها العشب مثل البهائم، ثم يعيده إلى ملكه. فتم هذا الأمر للملك نبوخذنصر (دا 4: 10 – 37).
ولما ملك بَيْلْشَاصَّرُ رأى في رؤيا كتابة " منا منا تقيل فرسين " ففسرها له دانيال قائلاً: " منا أي أحصى الله ملكوتك وأنهاه، وتقيل أي وُزنْتَ بالموازين فوُجدتَ ناقصاً، فرسين أي قُسِّمَتْ مملكتك وأُعطيَتْ لفارس ومادي ". وكان ذلك لأن الملك شرب خمراً في آنية بيت الرب (دا 5: 1 – الخ).
وفي أيام داريوس، من مملكة مادي، كان دانيال أول الوزراء، الأمر الذي أثار حسد أعدائه وأرادوا التخلص منه، فطلبوا من الملك أن يصدر أمراً بأن لا تُقدَّم صلاة إلا للملك لمدة ثلاثين يوماً. وإن مَنْ لا ينفذ ذلك يُلقى في جب الأسود. إلا أن دانيال لم يُصلِّ إلا إلى إله السماء، فطُرح في جب الأسود. فأرسل الرب ملاكه وسد أفواه الأسود، وأتى الملك فوجده حياً ففرح وأمر بإصعاده من الجب.
ثم أنزل الملك الذين اشتكوا دانيال في جب الأسود فبطشت بهم في الحال (دا 6: 4 – 24). وقد صلى دانيال أمام الرب واعترف بخطايا شعبه، فأُعلنَتْ له رؤيا السبعين أسبوعاً ومسح قدوس القديسين (دا 9: 1 – الخ).
وتنبأ دانيال عن اليوم الأخير والدينونة بقوله " وكثيرون من الراقدين في تراب الأرض يستيقظون، هؤلاء إلى الحياة الأبدية، وهؤلاء إلى العار للازدراء الأبدي. والفاهمون يضيئون كضياء الجلَد، والذين ردّوا كثيرين إلى البر كالكواكب إلى أبد الدهور (دا 12: 2، 3)، ولما كملت أيام جهاده تنيَّح بسلام.
بركة هذا النبي العظيم فلتكن معنا.
ولربنا المجد دائماً أبدياً آمين.
المزمور
مِنْ مَزَامِيرِ أَبِينَا دَاوُدَ النَّبِيِّ (١٤:٥٤، ١٥)
أَنَا صَرَخْتُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّبُّ اِسْتَجَابَ لِي. أشكُو، فَيَسْمَعُ صَوْتِي هَلِّلُويَا.
الإنجيل
مِنْ إِنْجِيلِ مُعَلِّمِنَا لُوقا الْبَشِيرِ (١٦: ١ - ٩)
وَقَالَ أَيْضًا لِتَلَامِيذِهِ: "كَانَ إِنْسَانٌ غَنِيٌّ لَهُ وَكِيلٌ، فَوُشِيَ بِهِ إِلَيْهِ بِأَنَّهُ يُبَدِّرُ أَمْوَالَهُ. فَدَعَاهُ وَقَالَ لَهُ: مَا هَذَا الَّذِي أَسْمَعُهُ عَنْكَ؟ أَعْطِنِي حِسَابَ الْوَكَالَةِ لِأَنَّكَ لَا تَكُونُ وَكِيلًا بَعْدُ. فَقَالَ الْوَكِيلُ فِي نَفْسِهِ: مَاذَا أَفْعَلُ؟ سَيِّدِي يَأْخُذُ مِنِّي الْوَكَالَةَ. وَلَسْتُ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَنْقُبَ، وَأَسْتَحِي أَنْ أَسْأَلَ صَدَقَةً. قَدْ عَلِمْتُ مَاذَا أَصْنَعُ، حَتَّى إِذَا عُزِلْتُ عَنِ الْوَكَالَةِ يَقْبَلُونِي فِي بُيُوتِهِمْ. فَدَعَا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ مَدْيُونِي سَيِّدِهِ، وَقَالَ لِلأَوَّلِ: كَمْ عَلَيْكَ لِسَيّدِي؟ أَمَّا هُوَ فَقَالَ: مَائَةُ بَثَّ زَيْتٍ فَقَالَ: خُذْ صَكَكَ وَاجْلِسْ عَاجِلًا وَاكْتُبْ خَمْسِينَ. ثُمَّ قَالَ: لآخَرَ وَأَنْتَ كَمْ عَلَيْكَ؟ فَقَالَ: مَائَةً كُر قَمْحٍ. فَقَالَ لَهُ: خُذْ صَكَّكَ وَاكْتُبْ ثَمَانِينَ. فَمَدَحَ السَّيِّدُ وَكِيلَ الظُّلْمِ إِذْ بِحِكْمَةٍ صَنَعَ؛ لِأَنَّ أَبْنَاءَ هَذَا الدَّهْرِ أَحْكَمُ مِنْ أَبْنَاءِ النُّورِ فِي جِيلِهِمْ وَأَنَا أَ قُولُ لَكُمْ: إصْنَعُوا لَكُمْ أَصْدِقَاءَ بِمَالِ الظُّلْمِ؛ حَتَّى إِذَا فَنِيتُمْ يَقْبَلُونَكُمْ فِي الْمَظَالِّ الْأَبَدِيَّةِ.
(وَالْمَجْدُ لِلَّهِ دَائِمًا)
قطمارس الصوم الكبير طبعة عام 1922
قطمارس الصوم الكبير عربي اصدار دير الشهيد العظيم مار مينا مريوط
قطمارس الصوم الكبير عربي اصدار دير الشهيد العظيم مار مينا مريوطhttps://drive.google.com/file/d/1vBReXxR2QSFDNuiPG8E4fMyAt-IX4poa/view?usp=share_link
برنامج القطمارس موقع دير الانبا بيشوي برنامج القطمارس
برنامج القطمارس موقع دير الانبا بيشوي برنامج القطمارسhttp://katamars.avabishoy.com/Home/Katamars
السنكسار طبعة مكتبة المحبة الجزء الثاني عام 1951
السنكسار طبعة مكتبة المحبة الجزء الثاني https://drive.google.com/file/d/1cep1OObDSPjyt2w4xGwXwQeT-mGWkozX/view?usp=share_link
السنكسار منقح – جزءين – أصدار دير العذراء السريان 2012
السنكسار منقح – جزءين – أصدار دير العذراء السريانhttps://drive.google.com/file/d/1ceuF_ryOFzaI_E1RtzWX_zwDPmL32z9T/view?usp=share_link
صفحة الفيسبوك الخاصة بالدير
صفحة الفيسبوك الخاصة بالديرhttps://facebook.com/100068957185605