آخر اخبار الدير أخبار أعياد الدير ألبوم الصور الوسائط رسامات أساقفة فيديو كتابات رهبانية مقالاات ملفات صوتية منتقلين

لماذا نؤمن أن المسيح هو الله ؟

لماذا نؤمن أن المسيح هو الله

بقلم الأنبا بيشوي

يتساءل البعض هل المسيح هو الله أم ابن الله؟ ونجيب على ذلك بأن السيد المسيح هو كلمة الله المتجسد، فهو الله من حيث الجوهر نفسه مع الآب والروح القدس من حيث لاهوته، وهو ابن الله من حيث أنه الابن الكلمة المولود من الآب قبل كل الدهور. وهو نفسه الذى تجسد من العذراء القديسة مريم فى ملء الزمان، وقد بدأ القديس يوحنا الإنجيلى بشارته فى الإنجيل فكتب:
“فى الأصل كان الكلمة والكلمة كان نحو الله وكان الكلمة الله” (يو 1: 1).
الكلمة هو صورة العقل غير المنظور. لأننا نعرف العقل بكلمته وبدون الكلمة يبقى العقل مجهولاً بالنسبة لنا.
لقد ظهر السيد المسيح قبل تجسده من العذراء مريم للآباء والأنبياء. وكل ظهورات الله فى العهد القديم كانت ظهورات للإبن الوحيد سابقة لتجسده. فقد ظهر لأبينا يعقوب فى صورة إنسان وصارعه حتى طلوع الفجر وعندها باركه وأعطاه إسماً جديداً. وقال يعقوب بعدها “لأَنِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْهاً لِوَجْهٍ وَنُجِّيَتْ نَفْسِي” (تك 32: 30).
وقبل ذلك ظهر السيد المسيح لإبراهيم ومعه ملاكين فى صورة ثلاثة رجال. وقال له الرب أنا آتى فى نحو زمان الحياة ويكون لسارة ابن. وقد ورد اسمه فى هذا الظهور فى سفر التكوين بإسم “يهوه” وهو الاسم الخاص لله الذى ذكره الرب لموسى النبى فى الجبل عندما سأله عن اسمه.
وقد ورد النص التالى فى سفر التكوين فى وصف جزء من قصة هذا الظهور للسيد المسيح مع الملاكين فى صورة ثلاثة رجال:
“وَقَالُوا لَهُ: “أَيْنَ سَارَةُ امْرَأَتُكَ؟” فَقَالَ: “هَا هِيَ فِي الْخَيْمَةِ”. فَقَالَ: “إِنِّي أَرْجِعُ إِلَيْكَ نَحْوَ زَمَانِ الْحَيَاةِ وَيَكُونُ لِسَارَةَ امْرَأَتِكَ ابْنٌ”. وَكَانَتْ سَارَةُ سَامِعَةً فِي بَابِ الْخَيْمَةِ وَهُوَ وَرَاءَهُ. وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ وَسَارَةُ شَيْخَيْنِ مُتَقَدِّمَيْنِ فِي الأَيَّامِ وَقَدِ انْقَطَعَ أَنْ يَكُونَ لِسَارَةَ عَادَةٌ كَالنِّسَاءِ. فَضَحِكَتْ سَارَةُ فِي بَاطِنِهَا قَائِلَةً: “أَبَعْدَ فَنَائِي يَكُونُ لِي تَنَعُّمٌ وَسَيِّدِي قَدْ شَاخَ!” فَقَالَ الرَّبُّ لإِبْرَاهِيمَ: “لِمَاذَا ضَحِكَتْ سَارَةُ قَائِلَةً: أََبِالْحَقِيقَةِ أَلِدُ وَأَنَا قَدْ شِخْتُ؟ هَلْ يَسْتَحِيلُ عَلَى الرَّبِّ شَيْءٌ؟ فِي الْمِيعَادِ أَرْجِعُ إِلَيْكَ نَحْوَ زَمَانِ الْحَيَاةِ وَيَكُونُ لِسَارَةَ ابْنٌ”. فَأَنْكَرَتْ سَارَةُ قَائِلَةً: “لَمْ أَضْحَكْ”. . فَقَالَ: “لاَ! بَلْ ضَحِكْتِ” (تك 18: 9-15).
نحن نؤمن أن المسيح هو الله: لأن بولس الرسول كتب يقول عن تجسد الله الكلمة “وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ” (1تى 3: 16).
ولأنه كتب أيضاً فى رسالته إلى العبرانيين مقتبساً من المزامير “وَعَنِ الْمَلاَئِكَةِ يَقُولُ: الصَّانِعُ مَلاَئِكَتَهُ رِيَاحاً وَخُدَّامَهُ لَهِيبَ نَارٍ. وَأَمَّا عَنْ الاِبْنِ: كُرْسِيُّكَ يَا أَللهُ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ. قَضِيبُ اسْتِقَامَةٍ قَضِيبُ مُلْكِكَ” (عب 1: 7-8)
ونؤمن أن المسيح هو الله: لأن الرب فى سفر إشعياء النبى يقول “أَنَا أَنَا الرَّبُّ (يهوه) وَلَيْسَ غَيْرِي مُخَلِّصٌ… وَأَنْتُمْ شُهُودِي يَقُولُ الرَّبُّ (يهوه) وَأَنَا اللَّهُ” (اش 43: 11-12).
ويتضح من كلام إشعياء النبى أن الله هو المخلص وملاك الرب الذى ظهر للرعاة فى ليلة ميلاد السيد المسيح قال لهم “وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ” (لو 2: 11).
والسيد المسيح قال لتلاميذه “وَمَتَى جَاءَ الْمُعَزِّي الَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ مِنَ الآبِ رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي مِنْ عِنْدِ الآبِ يَنْبَثِقُ فَهُوَ يَشْهَدُ لِي. وَتَشْهَدُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً لأَنَّكُمْ مَعِي مِنَ الاِبْتِدَاءِ” (يو 15: 26-27)
وقال لهم أيضاً “وَتَكُونُونَ لِي شُهُوداً فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ” (أع 1: 8).
كذلك فإن يهوه الله يقول فى سفر إشعياء لشعبه “أَنْتُمْ شُهُودِي” (إش 43: 12) والمسيح هو الذى قال ذلك لتلاميذه بعد إتمام الفداء أن يكونوا شهوداً له لأنه هو الله المخلص.
فالمسيح هو الله وهو المخلص وهو يهوه.
وقال عنه الملاك “وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ (يهوشوع) لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ” (مت 1: 21). أى أن سبب تسميته يسوع هو أن معنى هذا الاسم (يهوشوع) هو يهوه خلّص أى الرب صنع الخلاص.
وقد تغنى إشعياء النبى بهذا الخلاص فقال “هُوَذَا اللَّهُ خَلاَصِي فَأَطْمَئِنُّ وَلاَ أَرْتَعِبُ لأَنَّ يَاهَ يَهْوَهَ قُوَّتِي وَتَرْنِيمَتِي وَقَدْ صَارَ لِي خَلاَصاً” (إش 12: 2).
ففى هذه الأنشودة الموحى بها من الله يقول أن الله يهوه ليس فقط هو المخلّص بل هو الخلاص نفسه.
ويمكننا أن نضع جنباً إلى جنب عبارة “صَارَ لِي خَلاَصاً” (إش 12: 2) مع عبارة “الْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً” (يو 1: 14). ونرى ما بينهما من تطابق المعانى.
كما أن سمعان الشيخ حمل الطفل المولود يسوع على ذراعيه وبارك الله قائلاً “الآنَ تُطْلِقُ عَبْدَكَ يَا سَيِّدُ حَسَبَ قَوْلِكَ بِسَلاَمٍ. لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ أَبْصَرَتَا خَلاَصَكَ. الَّذِي أَعْدَدْتَهُ قُدَّامَ وَجْهِ جَمِيعِ الشُّعُوبِ. نُورَ إِعْلاَنٍ لِلأُمَمِ وَمَجْداً لِشَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ” (لو 2: 29-32).
ونؤمن أن المسيح هو الله: لأنه هو الوحيد الذى استطاع أن يخرج الشياطين منذ سقوط البشرية تحت سلطان إبليس، بعد سقوط أبوينا الأولين. فحتى داود النبى نفسه بمزاميره المملوءة من النبوات لم يمكنه أن يخرج شيطاناً من شاول الملك. وأقصى شئ فعله هو أنه كان يعزف مرنماً بالمزامير فيهدئه فقط.
ونؤمن أن المسيح هو الله: لأنه هو الوحيد الذى خلق للمولود أعمى أعيناً كقول الكتاب “مُنْذُ الدَّهْرِ لَمْ يُسْمَعْ أَنَّ أَحَداً فَتَحَ عَيْنَيْ مَوْلُودٍ أَعْمَى” (يو 9: 32). وقد خلق له عينان بعدما تفل على الأرض وصنع من التفل طيناً وطلى به عينى المولود أعمى. تماماً مثلما خلق هو نفسه جسد آدم من التراب فى بداية خلق البشرية.
ونؤمن أن المسيح هو الله: لأنه هو وحده الذى استطاع أن ينقل البشر الذين ماتوا على رجاء الخلاص من الجحيم إلى الفردوس. وهو الوحيد الذى دمّر متاريس الجحيم، وأباد سلطان الموت وفتح الفردوس مرة أخرى.
ونؤمن أن المسيح هو الله: لأنه أقام لعازر من الموت بعد موته بأربعة أيام ولم يحدث هذا قبل السيد المسيح على الإطلاق. ولذلك قال المسيح “أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا. وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيّاً وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ” (يو11: 25-26). ويقصد أنه يقيم الأموات ويمنح الحياة الأبدية للمؤمنين باسمه حينما يقيمهم فى اليوم الأخير فلا يقوى عليهم الموت الأبدى.
ونؤمن أن المسيح هو الله: لأنه هو الديان الذى سيدين العالم كله فى اليوم الأخير.
بل قال لليهود أن “الآبَ لاَ يَدِينُ أَحَداً بَلْ قَدْ أَعْطَى كُلَّ الدَّيْنُونَةِ لِلاِبْنِ. لِكَيْ يُكْرِمَ الْجَمِيعُ الاِبْنَ كَمَا يُكْرِمُونَ الآبَ.” (يو 5: 22-23).
بمعنى أن الآب قد أخذ دور الديان على الصليب والإبن هو الذى أوفى الدين بآلامه، لذلك فسوف يأخذ دوره كديان فى اليوم الأخير؛ لكى لا يفتكر البعض عدم مساواته للآب فى المجد لأنه أخلى نفسه من المجد المنظور عندما تجسد وتألم من أجل خلاصنا. وبذلك يكرمون الابن كما يكرمون الآب.
ونؤمن أن المسيح هو الله: لأنه هو الذى خلق كل العالم كما هو واضح فى إنجيل يوحنا “كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ” (يو1: 3).
ونؤمن أن المسيح هو الله: لأنه “سَوْفَ يَأْتِي فِي مَجْدِ أَبِيهِ مَعَ مَلاَئِكَتِهِ” (مت 16: 27) فى اليوم الأخير. ولأن مجده هو نفسه مجد أبيه لذلك قال أيضاً أنه “وَمَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي مَجْدِهِ وَجَمِيعُ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَِ” (مت 25: 31). فهو مساو لأبيه فى المجد والكرامة والسلطة والربوبية.
ونؤمن أن المسيح هو الله: لأن له نفس ألقاب الآب التى لا يشاركه فيها أحد من الخليقة؛ مثل لقب “مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ”. فقد ورد هذا اللقب عن الآب فى رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس “إلَى ظُهُورِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الَّذِي سَيُبَيِّنُهُ فِي أوْقَاتِهِ الْمُبَارَكُ الْعَزِيزُ الْوَحِيدُ، مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ” (1 تي 6: 14-15).
وقيل عن الابن فى سفر الرؤيا “وَالْخَرُوفُ يَغْلِبُهُمْ، لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ” (رؤ 17: 14).
وأيضاً عن الابن فى سفر الرؤيا “وَلَهُ عَلَى ثَوْبِهِ وَعَلَى فَخْذِهِ اسْمٌ مَكْتُوبٌ مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ” (رؤ19: 16).
نؤمن أن المسيح هو الله لأسباب أخرى كثيرة سوف نتكلم عنها بالتفصيل فى مقالات قادمة بمشيئة الرب. كما سوف نوضح أن الآب والابن والروح القدس هم ثلاثة أقانيم لإله واحد بلا تقسيم فى الجوهر. نفس المجد نفس الطبيعة نفس الربوبية.

Related posts

رسامة ابونا فام وابونا ابادير في رتية الدياكون

beshoy ava shenouda

صور قديسين

beshoy ava shenouda

زيارة وفد الكنيسة الروسية لدير القديس العظيم الأنبا شنودة رئيس المتوحديين بسوهاج

beshoy ava shenouda