تُسَلِّمُ عَلَيْكُمُ الصَّدِيقَةُ الْمُخْتَارَةُ التي في بَابِلَ، وَمَرْقُسُ ابْنِي. سَلِّمُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِقُبْلَةِ الْمَحَبَّةِ الْمُقدَّسَةِ. السَّلاَمُ لَكُمْ جَمِيعَاً أيهَا الَّذِينَ في الْمَسِيحِ يَسُوعَ.
( لا تُحِبُّوا العَالَمَ ولا الأشْيَاءَ التي في العَالَمِ، لأنَّ العَالَمَ يمْضِي وَشَهْوَتُهُ مَعَهُ، وأمَّا مَنْ يَعمل مَشِيئَةَ اللهِ فإنه يَثْبُت إلى الأبدِ. آمين. )
1 – نياحة البابا سيمون الثاني البطريرك الحادي والخمسون من بطاركة الكرازة المرقسية.
1 – في مثل هذا اليوم من سنة 547 للشهداء ( 831م )، تنيَّح البابا سيمون الثاني البطريرك الحادي والخمسون من بطاركة الكرازة المرقسية.
وُلِدَ هذا الأب بمدينة الإسكندرية، من أبوين مسيحيين من أكابر المدينة. فربياه على المبادىء القويمة، وأدباه بعلوم الكنيسة.
ولما كبر اختار لنفسه سيرة الرهبنة، فقصد برية شيهيت، وترَّهب في قلاية سلفه البابا يعقوب البطريرك الخمسين.
وتتلمذ على يديه عدة سنوات، أضنى فيها جسده بالنسك والعبادة.
ولما صار الأنبا مرقس الثاني بطريركاً، طلبه من أبيه يعقوب، لما له من العلم والسيرة الصالحة والتدبير الحسن. فمكث عنده إلى أن تنيَّح.
ولما صار أبوه الروحاني الأنبا يعقوب بطريركاً، جعله عنده، وكان ينتفع به كثيراً.
ولما تنيَّح الأنبا يعقوب أجمع الأساقفة والكهنة والأراخنة، على اختيار هذا الأب ليكون بطريركاً.
لما رأوه فيه مدة إقامته عند سَلَفيه، من التقوى والإيمان الصحيح. فرسموه بطريركاً يوم 21 أمشير سنة 546 للشهداء ( 830م ).
فسار سيرة ملائكية مرضية لله. وشاء الرب أن يريحه من أتعاب هذا العالم. فلم يقم على الكرسي سوى سبعة أشهر ونصف. وتنيَّح بسلام.
بركة صلواته فلتكن آمين.
2 – استشهاد القديسين أورسوس وبقطر من الفرقة الطيبية.
2 - وفيه أيضاً من سنة 19 للشهداء ( 303م )، استشهد القديسان أورسوس وبقطر من الفرقة الطيبية.
وُلِدَا هذان القديسان بمدينة طيبة، وانضما إلى الفرقة الطيبية، التي سافرت لإخماد ثورات القبائل في غرب أوربا بأمر من الإمبراطور دقلديانوس لمساعدة الإمبراطور مكسيميانوس،
وقد عسكرت كتيبة القديسين أورسوس وبقطر قرب مدينة سولوتورن بسويسرا.
ولقد رفض جميع أفراد الفرقة إطاعة أوامر الإمبراطور بتقديم الذبائح للآلهة، فأمر مكسيميانوس بقتل عُشر أفراد الفرقة لإرهاب البقية.
ولما وجد تمسُّك الجميع بالإيمان المسيحي، أمر بتعذيب وقتل جميع أفراد الفرقة.
وأحضر القديسان أورسوس وبقطر أمام والي سولوتورن، الذي عذبهما عذاباً شديداً، لأنهما تمسكا بالإيمان، وقد أجرى الله كثير من المعجزات أثناء تعذيبهما.
منها أن السلاسل الحديدية التي رُبطا بها انفكت. وعندما ألقوهما في النار أثناء تعذيبهما انطفأت ولم يحترقا.
وقد آمن كثير من المشاهدين وأعلنوا إيمانهم أمام الوالي. فاغتاظ الوالي وأمر بقطع رأسيهما.
فحمل كل منهما رأسه وسار بها مسافة ثم ركعا، ورقدا في الرب. وقد لمع جسداهما بنور وهَّاج فآمن عدد كبير وأعلنوا مسيحيتهم.
ودُفن القديسان بإكرام عظيم في مكان استشهادهما حيث أقيمت كنيسة باسم القديس بطرس الرسول.
وفي القرن العاشر أقيمت بمدينة سولوتورن كنيسة كبيرة باسم القديس أورسوس وإليها نُقل رفاته.
أما جسد القديس بقطر فنُقل في بداية القرن السادس إلى مدينة چنيف حيث أقيمت كنيسة باسمه.
بركة صلواته فلتكن معنا. آمين.
3 – استشهاد القديس يوحنا الجُندي الأشروبي
3 - وفيه أيضاً استشهد القديس العظيم يوحنا الجُندي الجوهري الأشروبي.
ومن أمره أنه وُلِدَ في قرية أشروبة بولاية البهنسا ( مازالت أشروبة باسمها القديم حتى الآن وهي إحدى قرى مركز بني مزار محافظة المنيا)
من والدين مسيحيين غنيين تقيين. كان والده يدعى تاؤدورس ووالدته صوفية.
ظلا بلا نسل مدة طويلة وكانا يصليان نهاراً وليلاً ليرزقهما الله نسلاً صالحاً.
ظهر الملاك لتاؤدورس يقول له ستنجب طفلاً مثل الجوهر الثمين، بعدها أنجبا طفلاً أسمياه يوحنا وكانا يدعوانه جوهري كما قال الملاك.
ولما كبر يوحنا الجوهري التحق بالجُندية حتى أصبح قائد مائة واتصف بالشجاعة والقوة والحكمة.
لما ارتد الإمبراطور دقلديانوس عن المسيحية وعبد الأوثان تبعه كثير من الولاة ومنهم قلقيانوس والي البهنسا،
ولما وصلت أوامر الملك بعبادة الأوثان والتبخير لها أرسل قلقيانوس لإحضار يوحنا الجُندي ليبخر للأصنام
ولما وجده في زيارة للإسكندرية أرسل إلى أرمانيوس والي الإسكندرية يطلب منه القبض على يوحنا الجُندي ويأمره أن يبخر للأصنام وإن رفض يعذبه بأشنع العذابات.
فلما وقف يوحنا أمام أرمانيوس اعترف أمامه بالمسيح، فغضب الوالي وأمر بتعذيبه
فعصروه بالهنبازين ووضعوه على سرير حديدي محمي بالنار ووضعوا مسامير محماة على جسده
ووضعوه في القار المغلي وخلعوا أظافره وطلوا مكانها بالخل والجير حتى تلتهب،
وكان يحتمل بصبر وشكر والرب يقويه ويقيمه سالماً معافى من كل ألم.
وحدثت معجزات كثيرة أثناء تعذيبه منها شفاء أرمانيوس نفسه من الخرس لـمَّا جدَّف على السيد المسيح.
لما تعب أرمانيوس من تعذيبه أرجعه بحراسة مشددة إلى قلقيانوس والي البهنسا الذي عذبه بدوره بسلسة طويلة ورهيبة من العذابات وهو يحتمل بصبر وشكر والرب يشفيه ويعزيه.
أخيراً أمر بقطع رأسه بحد السيف فنال إكليل الاستشهاد،
وقام ديوجانيوس الذي حضر معه من الإسكندرية، وهو أحد تلاميذ يوليوس الأقفهصي، بتكفينه بأكفان غالية ودفنه بإكرام جزيل وكتب سيرته المباركة منفعة للأجيال.
بركة صلواته فلتكن معنا. آمين.
4 – نياحة القديسة ثيئودورا الملكة.
4 – وفيه أيضاً من سنة 263 للشهداء ( 547م ) تنيَّحت القديسة ثيئودورا الملكة، زوجة الإمبراطور يوستنيان.
كان أبوها يدعى أكاكيوس، من رجال الإمبراطور يوستنيان. فرباها تربية حسنة، وأدبها بالآداب المسيحية.
ونظراً لجمالها الباهر. فقد تزوجها الملك يوستنيان.
فظهرت مواهبها الكثيرة. فأحبها الشعب وأطاعها، بسبب دورها الكبير في الإصلاحات الاجتماعية وبناء الكنائس والمستشفيات.
وكانت متمسكة بأرثوذكسيتها رغم أن زوجها كان خلقيدونياً.
لذلك كانت توقر القديس ساويرس بطريرك أنطاكية بسبب معتقده القويم، وقد ساعدته على الهروب إلى مصر حينما أراد زوجها أن يقتله.
كما كانت تسند الكنيسة المصرية والسريانية. هذا وقد نمت الكنيسة في عهدها نمواً عظيماً. ولما أكملت سعيها الصالح تنيَّحت بسلام.
بركة صلواتها فلتكن معنا،
ولربنا المجد دائماً أبديا آمين.
المزمور من مزامير أبينا داود النبي ( 72 : 17 ، 18 ، 21 )