( لا تُحِبُّوا العَالَمَ ولا الأشْيَاءَ التي في العَالَمِ، لأنَّ العَالَمَ يمْضِي وَشَهْوَتُهُ مَعَهُ، وأمَّا مَنْ يَعمل مَشِيئَةَ اللهِ فإنه يَثْبُت إلى الأبدِ. آمين. )
في مثل هذا اليوم استشهد القديس ثاؤفيلس وزوجته بمدينة الفيوم في أيام دقلديانوس الكافر، وذلك أن بعض الناس وشوا بهما عند الوالي أنهما مسيحيان،
فأحضرهما الوالي وسألهما عن معتقدهما، فاعترفا بإيمانهما بالسيد المسيح، بكل شجاعة،
فأمر الوالي أن يُلقيَا في حفرة عميقة ثم يُرجَما حتى الموت، فتم ذلك ونالا إكليل الشهادة. ودُفنا في تلك الحفرة تحت الحجارة.
بركة صلواتهما فلتكن معنا آمين.
2 - عقد مجمع بأنطاكية لمحاكمة بولس الساموساطي
وفيه أيضاً من سنة 262م عُقد مجمع مقدس بأنطاكية لمحاكمة بولس الساموساطي بطريرك أنطاكية،
كان من أهل ساموساط ( ساموساط: مدينة صغيرة في بلاد ما بين النهرين) ثم رُسم بطريركاً على أنطاكية،
وقد غرس الشيطان في عقله الاعتقاد بأن السيد المسيح إنسان عادى خلقه الله ليخلص به البشر وأنه ابتدأ بولادته من العذراء مريم،
وأن اللاهوت لم يتحد به بل صحبه بالمشيئة، وأن الله أقنوم واحد. ولم يكن يؤمن بالابن ولا بالروح القدس.
فاجتمع بسببه هذا المجمع بأنطاكية في أيام بطريركية البابا ديونيسيوس البطريرك الرابع عشر للكرازة المرقسية، الذي دُعي لحضور المجمع ولكن لم يتمكن لضعف صحته،
فكتب رسالة أوضح فيها بأن السيد المسيح كلمة الله وابنه وأنه مساوٍ له في الجوهر وفي الألوهية والأزلية.
وأن الثالوث القدوس ثلاثة أقانيم في خواصها لاهوت واحد في طبيعته، وأن الأقنوم الثاني الذي هو الابن تجسد وصار إنساناً كاملاً، وأن ناسوته متحداً اتحاداً طبيعياً مع لاهوته،
واستشهد على ذلك بشهادات كثيرة من العهدين القديم والجديد. ثم أرسل الرسالة مع كاهنين من علماء الكنيسة.
اجتمع ثلاثة عشر أسقفاً والكاهنان المصريان وحضر بولس المذكور أمام المجمع فسألوه عن معتقده فأقرَّ به ولم ينكر.
فقرأوا عليه رسالة البابا ديونيسيوس وأسمعوه قول الرسول بولس عن السيد المسيح كلمة الله، أنه بهاء مجده ورسم أقنومه ( عب 1: 3).
وناقشوه كثيراً فلم يرجع عن ضلاله فحرموه وقطعوا كل من يقول بقوله ونفوه عن كرسيه، ووضع هؤلاء الآباء قوانين نافعة للكنيسة.