( لا تُحِبُّوا العَالَمَ ولا الأشْيَاءَ التي في العَالَمِ، لأنَّ العَالَمَ يمْضِي وَشَهْوَتُهُ مَعَهُ، وأمَّا مَنْ يَعمل مَشِيئَةَ اللهِ فإنه يَثْبُت إلى الأبدِ. آمين. )
في مثل هذا اليوم، تنيَّح القديس العظيم مرتينوس أسقف ثراكي باليونان.
كان هذا القديس ناسكاً عابداً، قاوم أتباع أريوس زماناً، فأرادوا قتْله، فسكن في مغارة قرب ساحل البحر الأبيض المتوسط.
فلما ذاع صيت فضائله، انتخبوه أسقفاً لمدينة ثراكي، فسار سيرة رسولية، وقد شرفه الله بعمل آيات كثيرة،
منها أنه أبصر إنساناً أوقف جنازة ميت ومنع أهله من دفنه، مدعياً أن له عليه دين كبير، فطُلب إليه أن يترك الجنازة تسير لدفن الميت، فرفض،
فصلى القديس إلى الله لكي يُظهر الحقيقة، فقام الميت وبكّت ذلك الرجل مُظهراً كذبه أمام جميع الحاضرين،
وفي الحال مات ذلك الرجل الظالم، أما الذي كان ميتاً فعاد إلى بيته حياً وعاش سنيناً كثيرة. أما القديس مرتينوس فبعد أن أكمل جهاده الحسن تنيَّح بسلام.
بركة صلواته فلتكن معنا آمين.
2 - استشهاد الضابط فاروس ومعلّميه
وفيه أيضاً استشهد الضابط فاروس والآباء الستة النساك بجبل طيبة.
كان هذا الضابط قائداً كبيراً في جيش الإمبراطور دقلديانوس في أوائل القرن الرابع، حيث كان الاضطهاد يتصاعد ضد المسيحيين، وكان الوالي كولسيان يبطش بهم بقسوة ووحشية.
أرسل الوالي جنوده، فقبضوا على ستة من النساك المتوحدين وألقوهم في السجن فذهب إليهم الضابط فاروس ليلاً وفكّ قيودهم
وقال لهم: " اطلبوا من الرب عنى يا آبائي أن يجعلني شريكاً لكم في الاستشهاد.
لأنني ضابط كبير ولكني أخاف من الاعتراف بالسيد المسيح لشدة التعذيب " فصلّوا لأجله.
قاد الجنود النساك الستة إلى الوالي. وحاول الوالي إرغامهم أن يبخروا للأصنام، لكنهم رفضوا.
وهنا اندفع الضابط فاروس يعترف بالسيد المسيح ويدافع عن النساك، فلاطفه الوالي ثم أمر بتعذيبه بعذابات شديدة إلى أن تمزق جسده ونال إكليل الشهادة.
أما الستة نساك، فبعد تعذيبهم كثيراً، أمر بقطع رؤوسهم، فنالوا أكاليل الشهادة.
ثم أمر الوالي جنوده أن يحملوا أجساد الشهداء خارج المدينة لتأكلها الوحوش، لكنها لم تقترب إليها.
فجاء المؤمنون وحملوا هذه الأجساد إلى الكنيسة وصلُّوا عليها ودفنوها بإكرام جزيل.