تُسَلِّمُ عَلَيْكُمُ الصَّدِيقَةُ الْمُخْتَارَةُ التي في بَابِلَ، وَمَرْقُسُ ابْنِي. سَلِّمُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِقُبْلَةِ الْمَحَبَّةِ الْمُقدَّسَةِ. السَّلاَمُ لَكُمْ جَمِيعَاً أيهَا الَّذِينَ في الْمَسِيحِ يَسُوعَ.
( لا تُحِبُّوا العَالَمَ ولا الأشْيَاءَ التي في العَالَمِ، لأنَّ العَالَمَ يمْضِي وَشَهْوَتُهُ مَعَهُ، وأمَّا مَنْ يَعمل مَشِيئَةَ اللهِ فإنه يَثْبُت إلى الأبدِ. آمين. )
في مثل هذا اليوم تُعيِّد الكنيسة بالتذكار الشهري لوالدة الإله القديسة مريم العذراء.
شفاعتها فلتكن معنا آمين.
2 - نياحة القديس غريغوريوس العجائبى
وفيه أيضاً من سنة 270م تنيَّح القديس غريغوريوس المعروف بصانع العجائب أسقف قيصرية الجديدة.
وُلِدَ هذا القديس في مدينة قيصرية الجديدة سنة 213م وكان اسمه ثيئودورس من أبوين وثنيين غنيين.
تعلم منذ صغره الحكمة والفلسفة. مضى إلى أثينا ودرس العلوم اليونانية واللاتينية ثم ذهب إلى قيصرية فلسطين، وتقابل هناك مع العلامة أوريجانوس،
حيث درس على يده الفلسفة المسيحية واللاهوت وتفسير الكتب المقدسة. وفي سنة 235م مضى إلى الإسكندرية حيث درس ما كان ينقصه من العلوم،
وفي سنة 237م عاد إلى بلدته قيصرية. وفي سنة 239م اصطبغ بالمعمودية. ثم انطلق إلى البرية وتفرغ للصلاة والعبادة.
وبعد أن خلا كرسي قيصرية الجديدة رأي فيديم أسقف أماسيا، بإعلان سماوي أن من يستحق رتبة الأسقفية هو ثيئودورس العابد.
ولما علم القديس بذلك كان يهرب من برية إلى برية، مما اضطر الأسقف فيديم أن أحضر إنجيلاً وصلى عليه ورسمه أسقفاً باسم غريغوريوس.
وأثناء هروبه رأي في رؤيا من يخبره بأن هذه الرسامة من الله. فرجع إلى قيصرية الجديدة، واستقبله الشعب بكرامة عظيمة، وكملوا تكريسه في سنة 244م.
وقد أظهر الله على يديه عجائب كثيرة حتى دُعي بالعجائبى، منها أنه كان لأخوين بحيرة سمك، واختلفا عليها، فذهبا إلى القديس ليفصل في الأمر،
فحكم أن يقسم محصولها مناصفة، ولما لم يقبلا حُكمه طلب إلى الله فجفَّ ماء البحيرة وصارت أرضاً يابسة.
أثناء اضطهاد ديسيوس سنة 250م اختبأ القديس. ولما عرفوا مكانه مضوا إلى هناك، ولكنهم لم يتبينوا إلا شجرتين بدلاً من الأسقف وشماسه.
هذا وقد حضر القديس مجمع سنة 262م لمحاكمة بولس الساموساطى. وبعد أن أكمل جهاده الصالح تنيَّح بسلام. ودُفن في الكنيسة التي بناها بقيصرية الجديدة.
بركة صلواته فلتكن معنا آمين.
3 - نياحة البابا قسما الثاني البطريرك الرابع والخمسين من بطاركة الكرازة المرقسية
وفيه أيضاً من سنة 575 للشهداء ( 859م ) تنيَّح البابا القديس قسما الثاني البطريرك الرابع والخمسون من بطاركة الكرازة المرقسية.
وُلِدَ هذا القديس بسمنود وترَّهب بدير القديس مكاريوس. سار هذا الأب سيرة فاضلة فانتخبوه بطريركاً ورسموه في 14 من أبيب سنة 567 للشهداء ( 851م ).
أرسل رسالة إلى أخيه بطريرك أنطاكية عبَّرت عن وحدة الإيمان الأرثوذكسي، فجاءه الرد بتأييد العقيدة الأرثوذكسية.
لحقت بهذا البابا وبشعبه بلايا كثيرة وأحزان شديدة خاصة بسبب الخلقيدونيين. لكنه في وسط كل هذا كان يداوم على تعليم الشعب وتثبيته على الإيمان القويم. وبعد أن أكمل سعيه تنيَّح بسلام.
بركة صلواته فلتكن معنا آمين.
4 - نياحة القديس يوحنا التبايسي بجبل أسيوط
وفيه أيضاً من سنة 494م تنيَّح القديس يوحنا التبايسي الشهير بيوحنا الأسيوطي.
وُلِدَ هذا القديس بأسيوط في أوائل القرن الرابع الميلادي، من أبوين مسيحيين ربياه على الآداب المسيحية.
مضى إلى برية شيهيت. ترَّهب على يد القديس إيسوذوروس وقضى هناك خمس سنوات في جهاد وعبادة.
ظهر له ملاك الرب وأرشده أن يمضى إلى جبل أسيوط وأقام هناك مغارة قضى فيها بقية حياته.
اشتهر بالنسك الشديد ورغم ذلك كان يقابل زائريه ببشاشة. وكان يقصده الكثيرون لطلب المشورة.
واشتهر أيضاً بالتنبؤ بأشياء قبل حدوثها. واشتهر بعمل المعجزات. كان هذا القديس يحفظ السكون في المغارة لفترات طويلة.
وعلى الرغم من هذا فإنه كان يقابل من يأتي إليه طلباً للمشورة أو للشفاء وكان يشجع الزائرين له على الاهتمام بالفقراء والمساكين
ودفْع العشور التي كان يُقسِّمها ثلاثة أجزاء، الأول للإكليروس والثاني لعمارة الكنائس والثالث للفقراء.
كتب هذا القديس مؤلفات عديدة وتفاسير للعهد الجديد وأقوال روحية نافعة. ولما أدرك قرب نياحته، التمس أن لا يطلبه أحد مدة ثلاثة أيام صرفها مصلياً ثم تنيَّح بسلام.
وفيه أيضاً تُعيِّد الكنيسة بتذكار القديسين حلفا وزكا ورومانوس ويوحنا الشهداء. وتذكار القديسين توما وبقطر وإسحاق من الأشمونين.
وقد كان زكا قصير القامة كزكا المذكور في الإنجيل وكان شماس كنيسة جدرا في فلسطين.
سيق للمحاكمة بعدما ثارت موجة من الاضطهاد على المسيحيين في زمن دقلديانوس. كان العسكر قد جعلوا في عنقه سلسلة حديدية ثقيلة.
اعترف بالرب يسوع المسيح بكل جرأة فانهالوا عليه بالسياط ونزعوا أظافره وعذَّبوه وسحقوا قدميه بملزمة.
وكان حلفا معه وهو من بيسان، وقد واجه نفس المصير. وفي اليوم التالي قطع الجلادون رأسيّ المجاهدين بحد السيف سنة 303م ونالا إكليل الشهادة.
أما القديس رومانوس فهو من أصل أنطاكي أو ربما فلسطيني. وكان شماساً في الكنيسة. كان في أنطاكية وقت الاضطهاد على المسيحيين في زمن الإمبراطور دقلديانوس.
وإذ دبت فيه الغيرة الإلهية شرع يطوف على المؤمنين في بيوتهم ومتاجرهم يقويهم ويشدّد عزائمهم. فوصل خَبره إلى الحاكم فأمر بإلقاء القبض عليه.
وفيما كان الجنود يبحثون عنه، إذ به يعترض الحاكم في طريقه إلى هيكل الأوثان لتقديم ذبائحه، فبُهتَ الحاكم من جسارته.
فهمس أحد الجنود في أذن الحاكم بأنه هو الشخص المطلوب بتهمة تحريض المسيحيين على عصيان الأوامر الملكية، فأمر في الحال بإلقاء القبض عليه.
وأمر الحاكم جنوده بأن يجلدوه فجلدوه بعنف ومزّقوا جسده بأمشاط من حديد.
ولما رأى الحاكم إصراره وثباته على الإيمان المسيحي أمر بنزع لسانه وألقاه في السجن وكسر الجنود ساقيه وأخيراً خنقوه ونال إكليل الشهادة.
وتُعيِّد له الكنيسة مع الشهداء الآخرين يوحنا وشهداء الأشمونين توما وبقطر وإسحاق.
بركة صلواتهم جميعاً فلتكن معنا. آمين.
6 - نقل جسد القديس الأنبا يحنس كاما من ديره إلى دير السريان
وفيه أيضاً من سنة 1232 للشهداء ( 1515م ) تم نقل جسد القديس العظيم الأنبا يحنس كاما القس من ديره الكائن ببِركة الأديرة والتي تبعد عن دير القديس الأنبا بيشوي بحوالي ثلاثة كيلومترات إلى ناحية الجنوب الشرقي
( وقد وُجِدَ هذا الخبر في حاشية بمخطوطة سنكسار جزء أول ( من توت إلى أمشير ) بمكتبة دير البرموس العامر تحت رقم 6 / 221.)
وكان يوجد بها:
@ دير القديس العظيم الأنبا يحنس القصير وهو أكبرها.
@ دير القديس العظيم الأنبا يحنس كاما القس.
@ دير الحَبَش.
@ دير الأرمن.
@ كذلك جبّانة ( طافوس ) الآباء الرهبان.
وقد تخرَّبت هذه الأديرة في أواخر القرن الخامس عشر وأوائل القرن السادس عشر بسبب تناقص عدد رهبانها جداً وهجوم النمل الأبيض على أخشابها،
وعدم مقدرة الرهبان القليلين جداً والفقراء جداً على تجديدها. ومازالت أطلال هذه الأديرة باقية وظاهرة حتى الآن.
جاء ما تبقَّى من رهبان دير الأنبا يحنس كاما إلى دير السيدة العذراء ( السريان ) ومعهم رفات أبيهم الأنبا يحنس كاما في أنبوبة خشبية ووضعوه في مقصورة بالدير،
ومعهم كذلك الحجر الرخامي المدون عليه باللغة القبطية تاريخ نياحة هذا القديس 25 كيهك سنة 575 للشهداء ( 859م )
وثبّتوه في حائط الخورس الأول بكنيسة السيدة العذراء السريان ومازال موجوداً بها للآن.
بركة هذا القديس العظيم فلتكن معنا، ولربنا المجد دائماً أبدياً آمين.