( لا تُحِبُّوا العَالَمَ ولا الأشْيَاءَ التي في العَالَمِ، لأنَّ العَالَمَ يمْضِي وَشَهْوَتُهُ مَعَهُ، وأمَّا مَنْ يَعمل مَشِيئَةَ اللهِ فإنه يَثْبُت إلى الأبدِ. آمين. )
في مثل هذا اليوم من سنة 22 للشهداء ( 306م ) استشهد القديسون قزمان ودميان وإخوتهما أنتيموس ولاونديوس وأبرابيوس وأمهم ثاؤذوتى.
كانت هذه الأسرة من بلدة من بلاد أرابيا بآسيا الصغرى. ترملت والدتهم وكانوا صغاراً، فرّبتهم وعلّمتهم مخافة الله.
تعلَّم قزمان ودميان مهنة الطب، أما إخوتهما الثلاثة فمضوا إلى البرية للعبادة.
استخدم قزمان ودميان مهنة الطب كوسيلة لجذب الوثنيين إلى الإيمان المسيحي. وكانا يعملان بلا أجر، واشتهرا أنهما يبغضان الفضة.
واعتمدا بالأكثر على الصلاة في شفاء المرضى. وبسبب أوامر دقلديانوس استدعاهما الوالي ليسياس وعرف أن لهما ثلاثة إخوة فأرسل واستدعى بقية الإخوة وأمهم.
وأمرهم أن يبخروا للأوثان فلم يطيعوا أمره فاستخدم معهم أسلوب الوعد ولما رأي ثباتهم عذَّبهم بطرحهم في مستوقد حمَّام،
ثم وضعهم في دواليب بارزة من الحديد حتى ترضضت عظامهم. ثم قيّدوهم بسلاسل وألقوهم في البحر،
فأرسل الله ملاكه، وحطّم السلاسل، ووقفوا على الشاطىء، فانذهل الجميع وآمن كثير من الجنود والشعب.
فازداد غضب الوالي ليسياس جداً، فأصابه مرض شديد، مما اضطره أن يستدعى القديسين ويتوسل إليهم طالباً العفو.
فصلُّوا من أجله فشفاه الله بصلواتهم، فظن الناس أنه سوف يطلقهم لكنه بعد فترة تنكر لعمل الله فيه. فأمر أن يُعلَّق الأخوان الكبيران على صليبين ويُرجما بالحجارة،
أما باقي الإخوة فيقيَّدون ويُضرَبون بالسهام. فكانت الحجارة والسهام ترتد وتصيب الضاربين.
بعد ذلك أمر الوالي بحل وثاقهم وطرحهم في أتون النار، ولما سمعت أمهم هذا الحكم أخذت تشجعهم وتثبتهم على الإيمان مما أثار غضب الوالي فأمر بقطع رأسها ونالت إكليل الشهادة.
وبقى جسدها مطروحاً لم يجسر أحد أن يدفنه. فصرخ القديس قزمان قائلاً: " يا أهل هذه المدينة أما يوجد أحد قلبه رحيم يتقدم ويستر جسد هذه الأرملة العجوز ويدفنها؟ ".
عندئذ تقدم القائد الشجاع بقطر بن رومانوس وأخذ الجسد وكفَّنه ودفنه. ولما علم الوالي بما صنعه القديس بقطر، أمر بنفيه إلى ديار مصر، حيث عُذب هناك واستشهد على اسم السيد المسيح.
لما رأي ليسياس عجزه أمام هؤلاء القديسين أمر بقطع رؤوسهم جميعاً، فساقوهم إلى مكان الاستشهاد، وكانوا هادئي البال مبتسمي الوجه مسبحين الله.
وأخيراً قطعوا رؤوسهم فنالوا أكاليل الشهادة. فتقدم بعض المؤمنين وحملوا الأجساد ودفنوها.
بركة صلواتهم فلتكن معنا،
ولربنا المجد دائماً أبدياً آمين.
المزمور
من مزامير أبينا داود النبي ( 65 : 11 ، 12 )
جُزْنا في النَّارِ وَالْمَاءِ، وَأَخْرَجْتَنَا إلى الرَّاحَةِ. أَدْخُلُ إلى بَيْتِكَ بِالْمُحْرَقَاتِ، وَأُوفِيكَ النُّذُورَ الَّتي نَطَقَتْ بِهَا شَفَتَايَ. هللويا.