( لا تُحِبُّوا العَالَمَ ولا الأشْيَاءَ التي في العَالَمِ، لأنَّ العَالَمَ يمْضِي وَشَهْوَتُهُ مَعَهُ، وأمَّا مَنْ يَعمل مَشِيئَةَ اللهِ فإنه يَثْبُت إلى الأبدِ. آمين. )
في مثل هذا اليوم من سنة 520 ق. م. تنيَّح الصديق العظيم حَجِّي.
وُلِدَ في بابل وصعد إلى بلاد يهوذا مع زربابل في الرجوع الأول من السبي 536 ق. م. وهو من نسل هارون الكاهن من سبط لاوي، أحد الاثنى عشر نبياً الصغار.
وقد وجّه هذا النبي نبوته بأمر الله إلى زربابل ثم يهوشع الكاهن العظيم مُحرِّضاً اليهود على إتمام تجديد بناء الهيكل الذي كانوا قد بدأوا في تشييده بعد رجوعهم من السبي،
ثم انصرفوا عنه لبناء بيوتهم الخاصة. فبكّتهم ( حجى 1: 1 – إلخ) النبي على سُكناهم في بيوت مزّينة بينما بيت الله خراب. فسمع أبرار الشعب قوله،
وخافوا من التهديد وبنوا الهيكل كما ينبغي. وأعلن هذا النبي للشعب بعد الفراغ من بناء الهيكل أن الرب قد سُرَّ بذلك.
كما تنبأ عن كنيسة العهد الجديد ( حجى 2: 1 – 9) التي تُبنى على أساس مشتهي الأمم أي الرب يسوع المسيح، ويكون مجدها الروحي فائقاً.
عاش هذا النبي أكثر من سبعين سنة ثم تنيَّح بسلام ودُفن في مقابر الكهنة بأورشليم.
بركة صلواته فلتكن معنا. آمين.
2 - استشهاد الأنبا إيلياس أسقف دير المحرق والقوصية
وفيه أيضاً من سنة 20 للشهداء ( 304م ) استشهد القديس الأنبا إيلياس أسقف دير المحرق والقوصية،
كان هذا القديس يجاهد كثيراً في الصلوات ويسير سيرة حسنة وذات يوم حضر إليه رجل فقير يبكي لأن كاتب القوصية ظلمه،
فذهب إليه القديس ووبخه قائلاً: " الله ينتقم سريعاً للمساكين، فهو أب الأيتام وقاضى الأرامل، فاهتم يا ابني بخلاص نفسك ".
فبكى الكاتب وندم وخرَّ عند قدميّ القديس، وأعاد لذلك المسكين كل ما أخذه منه، وصار بعد ذلك متضعاً رحوماً محباً للفقراء والمساكين.
سمع إريانوس الوالي بالقديس إيلياس وما يصنعه من الآيات والعجائب، فاستدعاه ووعده بكرامات كثيرة إذا بخر للأوثان،
فقال له القديس: " أنا لا أسجد للشياطين، وأنت يا إريانوس سوف تستشهد على اسم المسيح ".
فغضب الوالي وعذّبه عذابات كثيرة، ثم أمر بقطع رأسه فنال إكليل الشهادة.