( لا تُحِبُّوا العَالَمَ ولا الأشْيَاءَ التي في العَالَمِ، لأنَّ العَالَمَ يمْضِي وَشَهْوَتُهُ مَعَهُ، وأمَّا مَنْ يَعمل مَشِيئَةَ اللهِ فإنه يَثْبُت إلى الأبدِ. آمين. )
في هذا اليوم تُعيِّد الكنيسة بعيد ختان السيد المسيح له المجد، في اليوم الثامن من ميلاده حسب الناموس اليهودي، لكي يُكمل الوصية،
كما يقول معلمنا القديس بولس الرسول: " وأقول أن يسوع المسيح قد صار خادم الختان من أجل صدق الله حتى يثبت مواعيد الآباء " ( رومية 15: 8).
ثم أعطانا علامة العهد الجديد بالمعمودية كما قال معلمنا القديس بولس الرسول " وبه أيضاً خُتنتم ختاناً غير مصنوع بيد،
بخلع جسم خطايا البشرية، بختان المسيح، مدفونين معه في المعمودية، التي فيها أقمتم أيضاً معه بإيمان عمل الله الذي أقامه من الأموات.
وإذ كنتم أمواتاً في الخطايا، وغلف جسدكم أحياكم معه مسامحاً لكم بجميع الخطايا" ( كولوسى 2: 11- 13).
أي أننا في عهد النعمة نحفظ الختان الروحي القلبي بالتوبة عن الخطايا لنحيا للرب في البر والقداسة.
وعيد الختان هو أحد الأعياد السيدية السبعة الصغرى التي تُعيِّد فيها الكنيسة للسيد المسيح له المجد إلى الأبد آمين.
2 - تذكار صعود إيليا النبي إلى السماء حياً
وقد رتَّبت الكنيسة أن يكون هذا اليوم تذكاراً لصعود إيليا النبي إلى السماء حياً،
وذلك أنه لما علم إيليا بأمر صعوده ذهب مع تلميذه أليشع من الجلجال إلى بيت إيل حيث أعلم تلميذه أليشع بالأمر.
ثم ذهبا سوياً إلى نهر الأردن وضرب إيليا مياه النهر بردائه فانشقت المياه إلى نصفين فعبر كلاهما على اليابسة.
وبينما هما يسيران ويتكلمان إذا مركبة من نار وخيل من نار ففصلت بينهما فصعد إيليا في العاصفة إلى السماء،
وكان أليشع تلميذه يرى وهو يصرخ يا أبى يا أبى، يا مركبة إسرائيل وفرسانها، ولم يره بعد.
ورفع أليشع النبي رداء إيليا الذي سقط عنه ووقف على شاطىء نهر الأردن وضرب به الماء فانفلق إلى نصفين ومشى على اليابسة راجعاً إلى حيث كان ( 2ملوك 2: 1 – 15).
بركة إيليا النبي وتلميذه اليشع فلتكن معنا. آمين.
3 - استشهاد الأربعة أراخنة بإسنا
وفيه أيضاً من سنة 19 للشهداء ( 303م )، استشهد الأربعة أراخنة بإسنا،
ففي عودة الوالي إريانوس إلى إسنا للمرة الثانية، قابله الأربعة أراخنة أوسافيوس وسامان وهرواج وباخوش،
وقد كانوا من رؤساء إسنا وكتّابها والمشرفين على أمورها، وكانوا يعطون الفقراء والمساكين ويعولون الأرامل والأيتام،
فوقفوا أمام الوالي معترفين بإيمانهم بالسيد المسيح غير مبالين بالتهديد والتعذيب،
فأمر الوالي بتعذيبهم عذاباً وحشياً فلم يتزعزعوا عن إيمانهم. أخيراً أمر الوالي بقطع رؤوسهم فنالوا أكاليل الشهادة.
بركة صلواتهم فلتكن معنا آمين.
4 - نياحة البابا مركيانوس البطريرك الثامن من بطاركة الكرازة المرقسية
وفيه أيضاً من سنة 152م تنيَّح الأب القديس مركيانوس البطريرك الثامن من بطاركة الكرسي المرقسي.
وُلِدَ هذا القديس بالإسكندرية وتعلَّم بها، ولكثرة علمه جعلوه مديراً لمدرسة الإسكندرية اللاهوتية.
وقد اشتهر بالفضيلة، فلما خلا الكرسي المرقسي بنياحة الأنبا أومانيوس، انتخبوه بطريركاً سنة 141م،
فحقق آمال ناخبيه حيث اهتم بتعليم الشعب وحثهم على المثابرة أمام الاضطهاد الوثني
وبعد أن أقام على الكرسي عشر سنوات وشهرين تنيَّح بسلام ودُفن بالكنيسة المرقسية بالإسكندرية.
بركة صلواته فلتكن معنا. آمين.
5 - نياحة البابا مرقس البطريرك الثالث والسبعين من بطاركة الكرازة المرقسية
وفيه أيضاً من سنة 905 للشهداء ( 1189م ) تنيَّح البابا القديس مرقس الثالث البطريرك الثالث والسبعون من بطاركة الكرازة المرقسية.
كان اسمه الشماس أبو الفرج بن أبى السعد، وهو من أصل سرياني ويعمل بالتجارة. واشتهر بالطهارة والبتولية والنسك.
واختير بطريركاً في سنة 1166 م، فلما جلس على الكرسي المرقسي خدم شعبه بكل طهارة وصلاة ودموع كثيرة بسبب الضيقات التي حدثت أثناء الحروب الصليبية.
ولما تولَّى صلاح الدين الأيوبي مقاليد الحكم بمصر، تحسنت أحوال الأقباط. فقام قداسته بجولة رعوية افتقد فيها شعبه في كل أنحاء مصر
وبعد أن جلس على السِّدة المرقسية اثنين وعشرين عاماً وسبعة أشهر تنيَّح بسلام ودُفن بدير القديس مكاريوس ببرية شيهيت.
بركة صلواته فلتكن معنا. آمين.
6 - نياحة البابا غبريال الثالث البطريرك السابع والسبعين من بطاركة الكرازة المرقسية
6 – وفيه أيضاً من سنة 987 للشهداء ( 1271م ) تنيَّح البابا غبريال الثالث البطريرك السابع والسبعون من بطاركة الكرازة المرقسية،
وقد قام بعمل الميرون المقدس في كنيسة العذراء – المعلقة – بمصر القديمة، واشترك معه الأساقفة،
وذلك خلال فترة حبريته التي لم تتجاوز السنتين، ثم تنيَّح بسلام ودُفن بكنيسة الشهيد مرقوريوس أبى سيفين بمصر القديمة.
بركة صلواته فلتكن معنا. آمين.
7 - نياحة القديس باسيليوس الكبير رئيس أساقفة قيصرية الكبادوك
7 – وفيه أيضاً من سنة 95 للشهداء ( 379م ) تنيَّح القديس العظيم باسيليوس الكبير رئيس أساقفة قيصرية الكبادوك.
وُلِدَ سنة 329م في سبسطية بالكبادوك من أسرة متدينة، وكان له أخوان هما غريغوريوس أسقف نيصص وبطرس أسقف سبسطية.
تعلَّم العلوم الفلسفية والطبيعية وعِلْم الخطابة في قيصرية فلسطين ثم في القسطنطينية وأثينا،
وكان صديقاً وزميل دراسة للقديس غريغوريوس الناطق بالإلهيات ( الثيئولوغوس ) ويوليانوس الذي صار بعد ذلك إمبراطوراً وجحد الإيمان بالسيد المسيح.
ذهب لتَلَقِّى العلم أيضاً في أنطاكية عند الفيلسوف ليبانيوس الأنطاكي واشتغل زماناً بمهنة المحاماة،
وفي سنة 358م هجر العالم وجاء إلى مصر وطاف في براريها يتعلم من رهبانها التقوى والفضيلة وحياة النسك ثم عاد واعتزل في برية بنطُس ومارس حياة النسك والعبادة.
فلما شاع خبر قداسته التف حوله كثيرون فأقام لهم ديراً ووضع لهم القوانين اللازمة لإرشادهم في طريق الكمال الإنجيلي، وهكذا صار هو المؤسس الأول للرهبنة في بلاد البنطس والكبادوك.
وفي سنة 362م نال درجة الكهنوت، وأخذ يعلِّم المؤمنين ويردّ الضالين ونظراً لقداسة سيرته وسمو علمه وفضيلته، اختاروه رئيساً لأساقفة الكبادوك سنة 370م.
فلاقى متاعب كثيرة من الإمبراطور فالنس الأريوسي احتملها بشكر، وقد أجرى الرب على يديه العديد من العجائب والمعجزات،
وهو الذي كتب القداس الباسيلي، الذي تستعمله كنيستنا القبطية. كما وضع العديد من الكتب الروحية والتفسيرية والنسكية والقوانين الكنسية.
ولما أكمل سعيه الصالح تنيَّح بسلام.
بركة صلواته فلتكن معنا. آمين.
8 - تكريس كنيسة الشهيد إسحاق الدفراوي
8 – وفيه أيضاً تذكار تكريس كنيسة القديس إسحاق الدفراوي الشهيد،
فبعد استشهاده ( تُعيِّد الكنيسة بتاريخ استشهاد القديس إسحاق الدفراوي في 6 بشنس) أخذ المؤمنون جسده الطاهر في أكفان نقية،
وأرسلوه إلى بلدته دفرة ( دفرة: قرية مازالت بنفس اسمها تابعة لمركز طنطا بمحافظة الغربية) حيث بُنيت له كنيسة في نفس المكان الذي كان يعيش فيه
وكرسها أسقف الإيبارشية في مثل هذا اليوم، ووضع فيها الجسد الطاهر. وقد أظهر الرب عجائب كثيرة في هذه الكنيسة
فكان كل الذين أصابتهم أمراض مستعصية يذهبون إليها وينالون الشفاء بمجرد دخولهم فيها والتبرُّك من جسد القديس.