كتابات الأنبا شنوده رئيس المتوحدين

عظة إني أتعجب للأنبا شنوده رئيس المتوحدين

عظة إني أتعجب

 
عطه إني اتعجب
عن الأصل القبطي الصعيدي
 
مقدمة
كتب الأنبا شنوده رئيس المتوحدين هذه العظة حوالي عام ٤٤٥م، في حبرية البابا ديسقورس الأول (٤٤ ٤- ٤٥٤)، في وقت احتدم فيه ما يسمى بالصراع الأوريجيني، نسبة للعلامة أوريجينوس، وتعد هذه العظة من أهم عظات الأنبا شنوده، نظرا لأنها تقدم دليلا هاما على معرفة الأنبا شنوده بالهرطقات التي كانت منتشرة في عصره، ومدى استيعابه لأبعادها، وتنفي ما كان يدعيه البعض أن الأنبا شنوده كان جاهلا بالأمور اللاهوتية. كذلك يتبين لنا مدى تأثره بكتابات أثناسيوس الرسولي وكيرلس الكبير في مقاومته لهذه الهرطقات، وتحتوي هذه العظة على أفكار كثيرة حتى إنها تحتاج إلى دراسة منفردة.
وكان عالم القبطيات الايطالي Orlandi  Tito قد نشر دراسة على هذا النص باللغة الإنجليزية عام ١٩٨٢ م. وفي عام ١٩٨٥ م قام بنشر النص القبطي الصعيدي مع ترجمة إيطالية. وفي عام ١٩٩٩ م قام Foat Michael بنشر ترجمة إنجليزية للنص القبطي الذي
نشره Orlandi عام ١٩٨٥ م . ثم قامت Timbie Janet بنشر مقال هام قامت فيه بتصحيح بعض الإضافات التي قام بها Orlandi في النص القبطي. وفي عام ٢٠٠٨ م قام Davis Stephen بترجمة بعض أجزاء من هذه العظة
أما هذه الترجمة العربية فهي تشمل كل النصوص القبطية التي تنتمي لهذه العظة، التي نشرت منها والتي لم تنشر بعد، وهذه الأخيرة قمنا بترجمتها مباشرة عن المخطوطات القبطية. وبهذا، تكون هذه الترجمة العربية هي الترجمة الوحيدة الكاملة لهذه العظة حتى الآن.
أما تقسيم نص العظة إلى فقرات مرقمة فلا أصل له في النص القبطي ولا في أي ترجمة، إنما قمنا بوضعه للتيسير على القارئ، ولتسهيل الإشارة إلى فقرات بعينها من العظة
 
 
أني اتعجب
العظة
١- الذي خلقته بأمر الآب”. وأيضا: “كل ما هو كائن في السماء وعلى الأرض أنا الذي خلقته كله بأمر الآب”. وكذلك: “أما الإنسان فقد خلقناه نحن الاثنان (معا). وأيضا: “جسدي والنفس هما لي، ونسمة الروح هي للآب”. ثم: “قد أخذنا جزءا من السماء وأقمناه، وخلطناه بجزء من الأرض وجبلنا الانسان”.
 
٢- أنصتوا لكي تعرفوا أن من يكتبون الأبوكريفا هم عميان، وأن من يقرأونها ويؤمنون بها فاقدي البصر، ساقطين معا في فخاخ. وقال أيضا: “قد قال الابن: “حدث أنه لما أتم الآب خلق الاثني عشر عالما، هذه التي لا يعرفها أحد من الملائكة، أنه خلق بعد ذلك سبعة عوالم أخرى. وبداخل الاثني عشر عالما يوجد الصالحون غير الموصوفين. وخارج السبعة خلق خمسة عوالم أخرى، وبداخلها أرواح القوة. أما خارج الخمسة أيضا فقد خلق ثلاثة عوالم أخرى”. وادعوا أنها “مكان الملائكة”، وأن السبعة وعشرين عالما تقع كلها خارج هذه السماء وهذه الأرض.
 
٣ – إذا، كثيرة هي الكلمات الخادعة، وكثيرون هم الذين انخدعوا بها وخدعوا آخرين. أم إنكم لا ترون أنهم لا يعرفون ما يقولون؟
 لأنه إن كانت توجد عوالم أخرى لا تعرفها الملائكة؛ لأنه لم يخبرهم عنها، فكيف يعرفونها هم؟ أو كيف سيخبرهم عنها؟
لأنه مكتوب: “الرب لن يصنع أمرا لم يعلنه لعبيده الأنبياء”، فكم بالأولى لملائكته؟
فمن أين فهموا هم هذه الأشياء؟
كما أنه أيضا مكتوب هكذا: “في البدء خلق الله السماء والأرض””. لم يقل الأراضي كما إنه يثبت ذلك شواهد (كتابية) عديدة. لأن الرب تكلم هكذا، مخاطبا أبيه: “مجدني بالمجد الذي كان لي عند ذاتك قبل (كون) العالم)
 
٤ – لأنه قال: “السموات تحدث بمجد الله، والفلك يخبر بعمل يديه”””. لم يقل “الأفلاك”. اسمعوا أيضا: “ملكوت السموات وأيضا “اعطيك مفاتيح ملكوت السموات””. فلم يقل “ملكوت الأكوان”. ولا يوجد مكان آخر سمي في الكتاب المقدس سوى هذا فقط. فمن أين يفهم أولئك الجهلاء أنه يوجد عالم آخر؟
 ويقولون: إن أماكن الراحة التي في ملكوت السموات متعددة “”؟
 الأمر واضح. أين يوجد بيت الآب؟ في “سماء السماء” وسموات السموات ، وليس في عوالم”.
 
٥ – هل ترون أنه لا يليق أبدا الانشغال بالتكلم بكتب الأبوكريفا؟
ولكن كما كتبنا في موضع آخر، مهاجمين تضليل الذين يقولون: “يوجد عالم آخر أسفل هذا”. لأنهم لما سمعوا: “الذين تحت الأرض، لم يفهموا أنه يتكلم عن الأموات الذين سيخرجون من قبورهم، والمدفونين في كل بقاع الأرض أنهم سيقومون ويعترفون بالله. فلو كان هناك عالم آخر فوق هذا لكان مظلما؛ لأنه ليس مكتوبا: “الذي خلق شموسا وأقمارا حتى تنيره”، بل خلق شمسا (واحدة) وقمرا (واحدا)، كما هو مكتوب: “فخلق الله النـورين العظيمين أي فقط هذين اللذين ترونهما الشمس لحكم النهار، والقمر والنجوم لحكم الليل”
 
٦ – فأنتم ترون أن الذين يكتبون مثل ذلك الكلام يضلون، وينسبون للقديسين غير ما سلموه لنا. فمن ذا الذي سيقول أن هناك إنجيلا آخر غير أربعة الأناجيل، ولا ترفضه الكنيسة كمهرطق؟
فهو” لا يقول: “ليس هو آخر، غير أنه يوجد قوم يزعجونكم ويريدون أن يحولوا إنجيل المسيح”. فإن كان (بولس) يقول: “إن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما بشرناكم به فليكن محروما، ثم نقبل نحن كتب أبوكريفا لا نعرف لمن هي، فلماذا لم يقبلها كل الآباء القديسين، ولا سيما أبينا الأنبا أثناسوس رئيس الأساقفة، صاحب المعرفة الحقيقية، إنما رفضها بشدة؟
٧ – وما “إنجيل يسوع ابن الله، نسل الملائكة”؟
 هو إذا واحد كالملائكة؟
 مجدفين ومشبهين الخالق بمن خلقهم. من الذي خلقهم ملائكة روحيين وخدامه لهيب نار”؟
أ ليس هو وأبوه؟
 ربما كل الذين صنعوا الشر عثروا بواسطة هذا الكلام، قائلين: “هو أيضا كالمخلوقات”، أو “ابن الله مخلوق” أو أ لم يكن صبيا؟”، وندان بهذه الكلمات: “لأنه إن كان الآتي يكرز بيسوع آخر لم نكرز به، أو كنتم تأخذون روحا آخر لم تأخذوه، أو إنجيلا آخر لم تقبلوه” أي هذا المهرطق الذي لا يتعق مع بولس الرسول في قوله إنه لا يوجد إنجيل أخر لم تقبلوه.
 
٨ – ما الذي قصر فيه الرسل والأنبياء وكل القديسين؟
ما الذي يوجد في الكتاب المقدس ليس من الروح القدس الناطق فيهم حتى ننتظر الأبوكريفا؟
أ لا ترون أنها أعمال شيطانية؟
 
٩ – هذه كلمات قالها قوم: “لقد كرز الآب بالبصخة في السموات، وفي كل العوالم، حتى تصنع البصخة ستة أيام، متحدثين عن البصخة التي نصنعها على الأرض، مشبهين إياها أيضا بكمال (ستة الأيام) التي جبل الله فيها كافة الخليقة، أي أنه متى بلغ الآب والملائكة والأرواح هذا اليوم من كل سنة، فإنهم يصنعون (البصخة).
 
١٠ – هل يوجد تجديف أعظم من أن يقال إن الله يصنع بصخة أو يقبل الألم””؟ وإنه حتى الاثني عشر عالما يصنعونها أيضا في هذا الوقت من كل سنة، وإنهم سيظلون يصنعونها حتى ينحل العالم؛ إذ إنها صارت من أجله ومن أجل الحزن. أ توجد عوالم أخرى تصنع فيها البصخة سوى في هذا العالم فقط؟
 
١١ – لقد قلت ذات مرة إنه لو لم يكن هذا الكلام (منتشرا) في كل الأرض لما قلت إنه يجب على كل إنسان ألا يسمعه. لأنه في أي وقت صنع الرب الفصح سوى فقط في الزمان الذي تأنس فيه بين الناس، وقبل الآلام عنا، وصام، وصلى، وصار مجربا مثلنا في كل شيء بلا خطية “؟ .
من سيقول إن الله الملك ضابط الكل قبل ألما أو إنه عمل فصحا يكون جاهلا بكلمات ذلك الصوت: إن الله الأبدي لن يجوع ولن يتألم، بل هو الذي يعطي قوة للجوعى وراحة للمتألمين من أجله.
 
١٢ – من أجل ذلك، من يقول: آنا أفهم”؛ لأنه يقرا الأبوكريفا، هو جاهل جدا، ومن يفتكر في نفسه أنه معلم ويقبل الأبوكريفا هو أكثر جهلا. لأنه بسبب المعرفة المظلمة، وهذا الرأي، وهذا الفكر، قد ضل كل الهراطقة. لأنه كما أن كل الحيوانات، حتى المتناهية الصغر، التي تعيش في الظلمة، من الضروري أن تكون (الظلمة) عندها مفضلة على النور، هكذا الذين يثقون بالأبوكريفا، ومهوسون بقراءتها عن (قراءة) الأسفار الحقيقية ونبع الحياة. لأن المعلم العظيم للإيمان، الأنبا أثناسيوس، قال في مؤلفاته: “لقد كتبت هذا بسبب الهرطقات، ولا سيما الميليتيين الأشقياء المفتخرين بما يسمونه الأبوكريفا”. لأنه من البدء، منذ خلق الرب الإله الإنسان، والشيطان يملك ذلك الفخ العظيم، لذلك فهو يجعل من المعرفة المظلمة نورا أمام الذين يتحدثون منها”، ويجعلهم يحسبون معرفة النور الحقيقي ظلمة لهم.
 
١٣ – فبواسطة من ينصب (الشيطان) الفخاخ؟
أو من يجعل منه فخا للكثيرين؟
هو يتصيد بواسطة الذين يقولون لهم: “نحن معلمون”، ويجعل من الذين يثقون بنص ما فخا إلى أن يسقط كثيرون في الشرك. هكذا كان ولا يزال كل الهراطقة مظلمين بسبب رؤسائهم الأوائل. وإذا حل بعض الجهلاء محلهم في أي زمن فهم يسقطون في الشرك، ويقعون في حبائل علمهم الضبابي وإيمانهم الدنس.
 
١٤ – من هم الذين يكسرون فخاخ أولئك ويحطمون قيودهم؟
 إنهم معلمو الكتاب المقدس منذ الأنبياء والرسل والآباء المستقيمين في كل زمن، المحبين لأولادهم، وبواسطة لهيب نور تعليمهم تعرف الشعوب المسيحية الحقة ضلال الذين جنوا و(ضلال) الذين صاروا مجانين بواسطتهم. أنا أتحدث عن رؤوس الحية وأيضا عن جسدها، أي كل الهرطقات ومعلميها.
 
١٥ – لا يمكن لأتباع الشيطان أن يفهموا ما يقوله الله بواسطة أتباعه، ولكن ليس مستحيلا على الذين للمسيح أن يعرفوا ما يقوله الشيطان متكلما فيهم”. كما أظهر الحكيم جدا، رئيس الأساقفة الأنبا أثناسيوس، فساد الذين يقولون بهذه الشرور وبقية كلامهم الرديء، الذي هو: “إن الآب لم يكن دائما آبا، كذلك “الابن لم يوجد دائما، بل هو أيضا أي ابن الله قد صار مما لم يكن (من العدم)، وكما أنهم جميعا قد خلقوا، هو أيضا مخلوق وجبلة”، وقد كان هناك وقت لم يوجد فيه أيضا كلمة الله”، و”إنه لم يكن كائنا قبل أن يولد”، وأيضا “إنه ليس ابن الله بالطبيعة” وكذلك “إنه واحد من المولودين (من البشر) وأحد المخلوقات”؛ وإنه مخلوق وجبلة وشيء”، و”إن الله كان كائنا وحده، ولم يكن أحد كائنا معه. ولما أراد أن يخلقنا، خلق هذا وسماه لوغوسا (كلمة) و”ابنا”، ومثل كل الأشياء التي لم تكن أولا ثم صارت بإرادة الله، كذلك هو أيضا لم يكن كائنا أولا، ولكنه صار بإرادة الله” وهو أيضا صار بالنعمه”.
 
١٦ – قد تكلم ذلك المجدف، الذي لن أذكر بقية جرائره، هذا العدو الأكبر للإنسان هو حقا جاهل بأن الابن كائن مع الآب في كل زمان، وهو خالق الكل. أنا لن أنطق كثيرا. يكفي ما قاله رئيس الأساقفة القديس الأنبا أثناسيوس ناقضا مفاسد ذاك.
١٧ – أما البعض ممن بهم نفس هذا الخبل فيتحدثون عن السيرافين الذي يقول عنهما النبي القديس إنهما واقفان حول رب الصاباؤت، ستة أجنحة للواحد وستة أجنحة للآخر، فبجناحين يغطيان وجهيهما، وباثنين يغطيان أرجلهما، ويطيران باثنين، ويصرخان واحد قبالة الآخر، قائلين: “قدوس، قدوس، قدوس، رب الصاباؤت، مجده ملء كل الأرض، ويفسرونهما رمزيا أن هذين الواقفين هما الابن والروح القدس، وهم مظلمة أفكارهم، ولم يفهموا أن السيرافيم خدام واقفون أمام الله. أما الابن والروح القدس فمن نفس جوهر (ⲟⲩⲥⲓⲁ) الآب، كما تشهد الأسفار (المقدسة).
١٨ – أما آخرون” فيقولون إن النفوس أخطأت وسلمت لأجساد أو أرسلت إليها. يا لهذه المبالغات! ليت الذين يقولون بهذا يخبرونا أين أخطأت (النفوس)؟
أو من أي مكان أتت للأجساد؟
هل أخطأت في السماء قبل آن تصل للأجساد؟
هل زنت وظلمت وعاثت فسادا وصنعت بقية الموبقات في السموات؟
سيغضب علي يسوع وأنا أقول هذا. هل أثمت (النفوس) في عالم آخر ثم
أعطيت لأجساد الذين هم في هذا (العالم)؟
مع أنه لا يوجد (عالم) آخر سوى هذا. هل هناك أجساد بلا نفوس ونفوس بلا أحساد؟
هل تقدر النفوس أن تخطئ بدون أجساد أو الأجساد بدون نفوس؟
أم أن النفوس تخلق في زمن والأجساد في زمن أخر، ثم تأتي للأجساد لاحقا؟
أ لم يخلق (الله) الجسد والنفس (معا) في البطن، كما هو مكتوب: أنت جذبتني من البطن؟
وأيضا: أ ليس الذي صنع الخارج صنع الداخل (أيضا)؟
 
١٩ – سأسألهم أيضا شيئا آخر: هل الأبرار نفوس غير آثمة أم نفوس آثمة؟
إن كانت غير آثمة، فكيف ستخطئ هذه من بين هؤلاء قبل أن تدخل الجسد؟
وكيف تتجنب هذه (النفوس البارة) أن تخطئ قبل أن تحل في الجسد؟
 
٢٠ – وإن كانت كل الأجناس البشرية، منذ أن خلق الله الانسان على الأرض وحتى نهاية الدهر، عبارة عن نفوس قد أخطأت وأسلمت لأجساد البشر، فكيف يصبح البعض أتقياء ويتجنبون فعل كل الرذائل؟
 
٢١ – فإن كانوا حسب كلامكم- قد أخطأوا في أماكن (معينة)، كيف سيصيرون مؤمنين في العالم المملوء من كل شر؟
٢٢ – وإن كانت النفس ستخطئ قبل أن تحل في الجسد، فهل تقدر أن تجعل الجسد فاسدا وهي أو هو لا يزال في الأحشاء؟
لا سيما وأنها ستجعله شريرا منذ الرضاعة، (فالنفس) هي الإنسان. لأنه ليس هناك إنسان بدون نفس ولا نفس بدون إنسان. لآن النفس والجسد يتكونان معا في الأحشاء. فليس الجسد سابقا على النفس، ولا النفس سابقة على الجسد، إنما هي والجسد قد خلقهما الله معا (في ذات الوقت) في الأحشاء.
 
٢٣ – ومن أين (هذه الأفكار) أنه عندما أخطأت النفس أسلمت للجسد؟
لقد قلت ذات مرة: ليت الذين يرددون هذه الكلمات الشيطانية يخبرونا في أي مكان أخطأت (النفوس)؟
وفيما أخطأت؟
أو إلى من أخطأت؟
أو من أخطأ إليها؟
هل توجد أراض أخرى أو أماكن أخرى يزني فيها الرجل مع المرأة أو المرأة مع الرجل؟
هل يوجد إنسان يظلم جاره أو يسيء لأخيه سوى في (هذا) العالم فقط؟
إذا لم يولد الإنسان من البطن، وينمو في هذه المسكونة، هل (يمكن أن) يصير تقيا أو شريرا؟
 وإذا لم يكن الأمر كذلك، فقولوا (لنا) إذا: إذا كانت نفوس الذين يقولون هذه (الآراء) قد
تعتقت في الخطية وهي لم تولد بعد، فكم ستعمر في الخطية عندما تخرج من الرحم؟
وإن كانت (النفس) شريرة وهي لم تسلم للجسد، فكم وكم ستكون شيطانية عندما تخرج من الرحم؟
ولو لم تكن مملوءة من الروح النجس، لما افتكروا في ذلك، ولما خطر هذا على قلبهم؟
٢٤ – وآخرون يجدفون أيضا قائلين إن مريم لم تكن حبلى بالمسيح، وإنها إذا كانت حبلى فبطنها انتفخ ثم هبط. لكن ليسمعوا هذا منا: لو لم تكن حبلى به، فباطلا قال النبي: “ها العذراء تحبل وتلد ابنا ويدعون اسمه عمانوئيل”. وكذلك: “ولادة يسوع المسيح كانت هكذا” “، ثم “ها ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع””. فلو لم تكن قد حبلت به لما ولد، ولو لم يولد لما تأنس، ولو لم يتأنس لما صلب، ولو لم يصلب لما قام في اليوم الثالث، صاعدا إلى مسكنه المقدس حيث كان أولا، قبل أن يرسله أبوه ليولد من امرأة، التي هي العذراء القديسة مريم.
 
٢٥ – كذلك يقول آخرون إن الخبز والكأس ليسا جسد المسيح ودمه، ولكنهما مجرد رمز. لقد انهرت وأنا أقول هذا الكلام. الويل لي فقد ارتعت بسبب هذا الكفر. إن كان الرب نفسه يقول: “من يأكل جسدي ويشرب دمي يحيا إلى الأبد، وكذلك: “هذا هو جسدي، هذا هو دمي “. أما هؤلاء فيقولون: “ليس هذا جسده ولا دمه”، فكم يكون ويلهم، وكم يكون الويل لمن يقبل كلامهم.
من ذا الذي يحتقر الخبز والكأس ولا يحتقره يسوع أكثر؟
لأنه (بذلك) قد احتقر أيضا الروح القدس الذي يرسله الله عليهما ليصيرا جسد المسيح ودمه. من ذا الذي سوف يقول إن هذا ليس هكذا ولا يكون مزدريا بالمكان المقدس، مذبح الذين يخرون ويسجدون لهما؟
كما أنني عرفت هذا؛ لأنهم لا يكترثون (لهذا الأمر)، كما لو أنهم يأكلون خبزا (عاديا)، ويشربون خمرا (عاديا) .
 
٢٦ – حقا، من يقول إن هذا ليس جسده ولا دمه، خاصة الذين منا وليس فقط الوثنيون، هو أسوا من الكلاب والخنازير.
هل نقول إن الذي نأخذه خبزا؟
أ ليس هو سرا حسب الأسفار (المقدسة)؟
من لا يؤمن بما نقوله هو ليس فقط أسوأ من الحيوانات، بل أسوأ من الشياطين النجسة. فإن كنت لا تقبل الرسول متكلما، وترفض الإنجيل في هذا (الشأن)، فمن ذا الذي سيقبلك؟
ومن الذي لن يرفضك؟
خاصة لو كان كاهنا أو أحد رجال الإكليروس حسب رتبته في الكهنوت ولا يؤمن أن الله قادر على كل ما هو أعظم من هذا”، فليغلق فمه وهو يصلي ويتضرع للعلي قائلا: “هذا هو جسدي الذي يعطى عنكم لمغفرة خطاياكم”، وكذلك: “هذا هو دمي الذي يسفك عن كثيرين لمغفرة خطاياهم”. هل خبزا وخمرا يطهران إنسانا من الخطايا، أو يشفيانه من أمراض، أو يصيران له بركة حية؟
ما بالك لم تغلق فاك، كما قلت أولا، وأنت تقول للرب: “خبز البركة، خبز الطهارة وعدم الموت والحياة الأبدية”، وأيضا: “كأس عدم الموت، كأس العهد الجديد”، وأيضا: “هذا هو جسد ودم ابنك الوحيد الجنس يسوع المسيح ربنا “؟
 
٢٧ – أما آخرون فيحتقرون الجسد قائلين: “هذا الجسم خنزيري”، وإنه “سيطرد خارجا”. يقولون هذا لأنهم لا يؤمنون أنه سيقوم. فلو كان (الجسد) خنزيرا فمن الذي جعله هكذا؟
 ومن جعله لك أسوا من الخنزير البري؟
أ ليس هو أنتم؟
من يقولون إنه لما أخطأت النفس أسلمت للجسد هم بالحري الذين يشبهون الجسد بهذا الحيوان. ولكنه جيد وعادل أن هؤلاء غير المؤمنين وحدهم هم الذين يحتقرون جسدهم
الخاص. أما نحن فيجب علينا ألا نفكر أبدا في هذا، وألا نحتقر الجسد، أو نقول إنه لن يقوم. أما رجل الله بالحقيقة فيدين جهالة الذين يحتقرون الجسد، قائلا: “إن ظل بطرس كان يشفي جموعا ”
 
٢٨ – أما آخرون فيقولون أيضا إن أوريجينوس طرد من الكنيسة لأنه أظهر خفايا الكتاب المقدس، أو ما لم يدونه الكتاب المقدس، وما فاق ما قاله القديسون؛ وإنه لم يطرد لأنه هرطوقي، بل بسبب الغيرة (منه). أما أنا فأقول إنه لم يظهر خفايا الكتاب المقدس؛ لأنه لا يوجد شيء أو أي كلمة (في الكتاب المقدس) يقدر الإنسان أن يسمعها أو يفهمها أو يأتي منها بثمر إلا وقد أظهرها كلها الأنبياء والرسل والآباء المؤمنون ومعلمو البيعة الحقيقيون. ولكن ما كشفه وأظهره هى الأشياء التي خفيت على فساد ذلك (الإنسان) وأسرار آبيه الشيطان، حيث كانت مخفية فيه. لأنه توجد نار مستعرة، كثيرة اللهب، تفيد وتنفع الكل. وتوجد نار أشعلت، ولو لم يطفئها المهتمون بسرعة لأحرقت مدنا وقرى ومنازل وأشياء كثيرة هامة.
 
٢٩ – هكذا أيضا جيدة جدا هي معرفة الكتاب المقدس وتعليمه للذين فهموه، وشريرة جدا هي معرفة الذين يقولون إن هناك معرفة أخرى مستترة في الكتاب المقدس، أو إن الكتاب المقدس لم يبينها.
فالرسل القديسون، وكل الأنبياء، وكافة الحكماء منذ البدء وإلى الآن، قد هدموا الظنون وكل علو يرتفع ضد معرفة الله”، وآزروا البسطاء حتى لا يتورطوا في تعاليم الهراطقة، وجذبوا أيضا كثيرين من المعرفة المزيفة.
 
٣٠ – وللذين لا يريدون أن يبتعدوا عن التعليم الشرير في كل زمان، مستسلمين لترديد تلك المعرفة الهادمة للنفوس، تقول الكلمة من الآن وإلى انقضاء الدهر: “اسلكوا بنور ناركم وبالشرار الذي أوقدتموه “. هكذا كثيرون هم أسرى ظلمة معرفة ذلك النور أكثر من أي ظلمة (أخرى).
 
٣١ – أ ليس هذا (نوع) آخر جديد من التقوى لم يظهر (حتى) بين الوثنيين””؟ لأن عمل هؤلاء هو الافتراء على الكتاب المقدس دائما.
ولكن قد ظهر بيننا تعد جديد، وهو أن مريم لم تكن حبلى بالمخلص، وأيضا أن ما نتناوله في (الإفخارستيا) ليس جسده ودمه.
 
٣٢ – أنتم ترون أن الذين بيننا ممن ليس عندهم الإله (الحقيقي) هم مثل الذين بلا إله في الكثرة. ماذا تفعل التجاديف التي يرددها الذين بلا إله ضد المسيح أكثر من تلك التي يرددها الذين يقولون: (إننا نعرفه”؟ لولا أن الظلمة قد طمست عيون الناس.)
 
٣٣ – إن كان إيمانكم هكذا فلمن تصلون؟
ومن الذي سيعيركم انتباها؟
هل لكم إله بالمرة؟
وإن كنتم لا تقبلون الكتاب المقدس بهذا الشأن، فمما تتكلمون؟
وفيما تحسبون من أتباع يسوع، في حين أنكم تزدرون بجسده المقدس ودمه الكريم؟
أم لماذا تتناولون من السر المقدس؟
أ لم تجدوا خبزا لتأكلوا وخمرا لتشربوا؟
كما كتبنا في موضع آخر: “المراؤون، والمخادعون بالحقيقة، والمسيحيون المزيفون، بالاسم فقط كاهن وراهب ورئيس وأب”.
 
٣٤ – ويل للذين يقولون هذه (الهرطقات). لماذا تصيرون أعداء لله؟
ما المنفعة التي ستؤول إليكم من هذا؟
لا أرى شيئا البتة سوى أنكم ستظهرون أمام عمي البصيرة كما لو أنكم معلمين أفاضل. ماذا ستصنع لكم الفلسفة الكاذبة والضلال الباطل عندما تعطون ليسوع حسابا عن النفوس التي جذبتموها لضلالكم بحكمة العالم النفسانية الشيطانية””؟
 
٣٥ – ملعون كل من يتفوه بهذا الشر، و(ملعون) كل من يؤمن بهم، مزدرين بالسر المقدس، رجاء وحياة كل أحد. ومبارك كل من يتناول منه بقلب سليم. ملعون أيضا من يتناول منه بدون إيمان، ولا سيما من يعترف به بفمه وهو يناول آخرين قائلا: “جسد المسيح، دم المسيح “، وينكر أن هذا هو بالحقيقة جسده ودمه ”
 
٣٦ – الذين بيننا يفكرون هكذا هم أسوا من الذين لا يعرفون الله، حتى ولو لن يعثر إنسان تقي بالحقيقة بواسطتهم؛ لأنهم يعرفون أنهم بلا إله بلا مواربة. ولكن كثيرون هم الذين سيعثرون من أناس هكذا؛ لأنهم يضعون فيهم ثقتهم أنهم أهل علم”. إن آباء من هذا النوع أو رؤساء”” لقادرين بالفعل أن يدنسوا قلوب شعوب كثيرة جدا في العديد من كنائس المسيح. هؤلاء يليق أن نكلمهم هكذا: “إن كنتم لن تطهروا نفس آناس بلا إله حتى يعرفوه، فلا تدنسوا أيضا نفوس أناس الله، بأن تملأوا مسامعهم بتلك التعاليم الشريرة.
 
٣٧ – لقد قلت ذات مرة: أيها الحمقى من هذا النوع، لماذا تريدون أن تموتوا؟
بماذا تعود عليكم هذه الكلمات الباطلة، في حين يمكن بناء ربوات من الناس بمزمور واحد، ولن أقول بكل أسفار الحياة؟
لماذا تحفرون لأنفسكم آبارا مشققة، في حين كثيرة هي الآبار التي تنهل من ينبوع الماء الحي، فيجري ينبوع الماء الحي ويفيض عليهم أكثر من شلالات”؟
اخجلوا من الرسول القائل: “أريد أن أتكلم خمس كلمات بذهني أكثر من عشرة آلاف كلمة باللسان”؛ لأن التكلم بالقليل الذي يزيد من استقامة السامعين خير من الكثير، فهو ليس فقط عديم الفائدة، لكنه يهدم السامعين.
  
٣٨ – المتقدون بالروح القدس يتكلمون من الأسفار (المقدسة)، غير محتاجين لكلام آخر من كتب غريبة عنها. فعشر كلمات هي التي أتى بها النبي العظيم موسى، وهو نازل من الجبل، مكتوبة بإصبع الله.
 من أين كل ذلك الكلام في كافة أسفاره؟
 أ ليس لأن الرب الإله ضابط الكل وروحه هما الفاعلان فيه؟
 
٣٩ – لا يمكن أبدا أن إنسانا يتكلم بالروح القدس يقول إن السر المقدس ليس جسد المسيح ودمه. ولا يمكن لإنسان أن يقول إن السر المقدس هو جسد ودم يسوع المسيح ابن الله إلا بالروح القدس.
 
٤٠ – لأنه توجد في كل الكتب عدا الكتاب المقدس سواء كانت تخص الوثنيين أو أي أمة بلا إله أو تخص هراطقة، أرواح مضلة. وكتب الأبوكريفا حتى وإن كانت تذكر داخلها اسم الله، أو تقول كلمات مستقيمة، فكل الشرور المكتوبة فيها تهدم الصحيح.
 
٤١ – أ ليست هذه هي كلماتها، مثل تلك التي ذكرناها سابقا، ومكتوبة في الأبوكريفا؟
تقول عن الله الضابط الكل: “الذي يركض في دائرة محيط الشمس؛ واكتمال القمر (البدر) ينمي الأشجار والبهائم. يا للكفر!أ ليس كفرا أن نقول إن إله الكل يركض في الشمس ويكتمل في القمر؟
أ ليس هو الذي يجعل الشمس تركض في خدمته بآمره، وكذلك القمر يكتمل بأمره؟
أم أن القمر هو الذي ينمي الأشجار والبهائم؟
أ لا تنموا كلها بواسطة الله؟
أ ليس هو الذي ينير كل الكواكب، كلا حسب قسمته، كما يقول هؤلاء أن هذه هي أسباب عبادة ما هو مخلوق؟
لكن الكتاب المقدس يدحض جهلهم؛ لأن الشمس والقمر والنجوم والأيام والليالي والرياح والسحب وكل الخليقة لا يتحرك هو فيها، بل هي كلها تتحرك وتصبح فاعلة بآمره. آما هو فلا يتحرك. نحن الذين نتحرك به، كما هو مكتوب: “به نوجد ونتحرك.
 
٤٢ – أما عن قيامة الأموات الذين ماتوا في الأمواج، والذين احترقوا في النار، والذين في القبور، فلا بد لهم أن يقوموا جميعا. والذين افترستهم الوحوش، والذين ماتوا بطرق أخرى متنوعة، يلزم أن يقوموا كلهم حسب الكتاب المقدس. لماذا يبدو لكم هذا (أمرا) لا يصدق، مع أن طببيعة البشر قد ذاقته بالفعل؟
لأن الرب وقديسيه أقاموا آخرين كعلامة للقيامة الكبرى في اليوم الذي سيبوق فيه، ويقوم الموتى في عدم فساد، ونحن نتغير كما هو مكتوب: “هذا الذي سيغير (شكل) جسد تواضعنا (ليكون) على صورة جسد مجده”. كذلك قال الرب أيضا بنفسه: “تأتي ساعة فيها يسمع كل الذين في القبور صوت ابن الله ويخرجون، أو عند صوت البوق الذي سيبوق به رؤساء ملائكة، فيقوم الأموات منذ البدء في عدم فساد، فيقبلون كل الأعمال أو يحتاجون لكلمات كثيره” “. توجد نظم وطرق أخرى سيقوم بها الموتى أكثر من تلك التي قام بها من قاموا بالفعل.
 
٤٣ – لقد قلت ذلك لأدحض عدم إيمانكم. فأنا أعلم تماما أنه لا يوجد مكان ولا ركن في كل المسكونة لن يتزلزل عند سماع صوت رؤساء الملائكة، صارخين بقوة خالق الكل رب الجنود. لأنه في ذلك اليوم ستتشقق الصخور والجبال، وتتكسر كل الأرض، وتنفتح القبور، ويقوم فورا المدفونون في كل مكان. والأماكن التي هم فيها ستنفتح بسرعة، ولن تعد أجساد الموتى مختفية (تحت الأرض)، ولن يكونوا في حاجة لدحرجة الأحجار عن أبواب القبور أو أي أماكن أخرى حتى تنفتح أو تظهر الأجساد الموضوعة فيها، مثلما قال الرب في ذلك الزمان: “ارفعوا الحجر، لما أقام لعازر، صانعا هذا حسب التدبير. أما في ذلك اليوم، فقد سبق وقلت إن الارض ستتزعزع من أساساتها. فمن سيسمع صوت ابن الله ولا يقوم، كما هو مكتوب؟ وأي قبر (سيقدر) آن يمنعهم من الخروج؟
هكذا أيضا سيكون حال البحر والأنهار.
 
٤٤ – لأنه حينتذ ستبتهج أشجار الحقول أمام الرب في ذلك اليوم لأنه آت ليدين الأرض”. وفي ذلك اليوم ستحزن كل أشجار الحقول وتتضع أمام الرب، لأنه آت ليدين الأرض. هل أتحدث (حفا) عن أشجار في الحقل؟ أ ليس الحقل هو العالم، كما قلنا مرارا كثيرة، والناس هم الأشجار؟ أما الأسفار (المقدسة) التي تكره الحسد لكل إنسان فتقول إنهم سيبتهجون جميعا. أما نحن فنسيء إلى أنفسنا وحدنا، ولكن حقا سيبتهج كل إنسان في ذلك اليوم. فمن أين للأشجار، التي وضعت الفأس على أصلها، أن تجد الفرحة، وهي تعد لتقطع وتلقى في النار”؟
وقد ذكرنا ذات مرة ما هو مكتوب بالنبي: لا فرحة للأشرار قال الرب الإله””، هؤلاء الذين لم يعرفوه. أما الأتقياء المؤمنون فهم وحدهم الذين سيسمعون هذا (الصوت) قائلا: ادخلوا إلى فرح سيدكم””. تلك هي الأشجار التي تفرخ أغصانها أي الناس الذين أعمالهم الصالحة ليست خافية على البشر، ولا سيما يسوع. هؤلاء هم الذين تنتظرهم الجبال والآكام، أي الأنبياء والرسل وكافة القديسين، ليصيروا معهم في ملكوت السموات”.
 
٤٥ – لقد قلت هذا بسبب الذين يقولون إنه لا قيامة، هؤلاء الذين يشبهون الوثنيين الذين يتوهمون ويقولون إن الجسد تكون من أربعة عناصر هي: الماء، والتراب، والهواء، والنار؛ وإن الأجساد ستنحل وتعود مرة آخري للعناصر التي تكونت منها
هؤلاء الذين لا يؤمنون أن الرب الإله ضابط الكل أخذ ترابا من الأرض، وخلق الإنسان. فلاحظ (قوله): خلقه “من تراب” وليس “من عناصر أخرى”، ونفخ في وجهه، فصار الانسان نفسا حية”، هذا الذي سيقيمه (الله) أيضا حسب الكتب. لكن هؤلاء ينكرون القيامة، والكلمة (اللوغوس) أظهرهم أنهم جهلاء.
٤٦ – لكن ليتنا ننظر أيضا ما هذا الذي يعلمونه؟
أي الذين يقولون عن الجسد أنه مكون من عناصر، كما قلت أولا. وهم يقولـون هكذا: “بعد أن يفارق الإنسان هذه الحياة الجحيمية، تنحل الأجساد إلى العناصر كما كانت أولا، ثم تعود أيضا وتولد (من جديد)”. بعد ذلك يبرهنون على كلامهم اللعين ويقولون: أ لا ترى الطفل الصغير عند ولادته يبحث بسرعة عن ثدي (أمه)؟
من الذي علمه – والكلام ما زال لهم أن يفتح فمه أو يمد يديه لثدي (أمه) أو يصرخ مطلقا، سوى أن المادة قد ولدت مرارا عديدة (قبل ذلك) وتجسدت؟
من أجل ذلك لديها ذاكرة لما فعلته مرارا كثيرة لما ولدت في الأجساد.
 
٤٧ – إنه يجب عليَّ ألا أعير كلاما (مثل هذا)، لا مذاق له، أي اهتمام؛ لأنه لا يستحق أن يقال أو يسمع. ولكنِّي كتبته علانية، حاملا هم نفوسكم، وحتى يظهر خزيهم للجميع. إنه وإن كان لزاما (عليَّ) أن أدحض ضلالهم بواسطة مواضع (شواهد) عديدة من الكتاب المقدس، إلا أنه من الجيد عدم الخوض فيها مطلقا. لأن مثل هذه الترهات لا تستحق المناقشة، لكن يكفي القول فقط إنها ضلالات ومضادة للحقيقة، فلا تنتبهوا لها. ومع ذلك، فلكي لا نظل صامتين فيجدوا حجة (علينا)، فمن الأفضل أن نفضحها علانية.
 
٤٨ – أ لم يدعوا أن هذا الجسد عقاب للنفس وسجن لها؟
أما أنا فأقول إن جسد البار بالحقيقة هو فرح النفس وتعزيتها. لأنه إذا كانت نفس الشرير مظلمة، فهي تجعل كل الجسد مظلما، وتصير مستوجبة لجهنم مع الجسد. وإن كانت نفس التقي نيرة، تجعل كل الجسد نيرا. حقا، إن النفس التي تحب المسيح تكون مثل الذين في السماء، في حين هي (لا زالت) في الجسد، وتُعَيِّد في الجسد أعياد المسيح بتسابيح وصلوات وكل ما هو صالح، (هذه الأشياء) التي بها يجاهد كل واحد أن يمجد الله مثل الذين يُعَيِّدون في السماء عيد كنيسة الأبكار المكتوبين في السموات””
 
٤٩ – أما إن كان الجسد- حسب كلامكم – هو عقاب للنفس، فإذاً لن توجد دينونة. لأنه (طبقا لذلك) يأخذ كل واحد عقابه هنا (في هذه الدنيا).
ولكن الكتاب المقدس يدحض جهلكم، شاهدا للدينونة التي ستصير.
 
٥٠ – هو ذا قد ظهر ضلال الآخرين. لذلك، إذ قد هربنا منهم، فلنُعَيِّد على الأرض بطهارة وحق وكل بر، وبلا دنس أو نجاسة أو أي شر، الذي هو الخميرة العتيقة”، لكي ما إذا خرجنا من هذه الحياة، نُعَيِّد مع الذين أكملوا سعيهم، وأرضوا الله، بانتصارهم على كل شر.
 
٥١ – فإن كان هناك أحد يقول تلك الأباطيل، مفتكراً في نفسه أنه حكيم، فهو جاهل جدا، وعوض التقوى يُعَلِّم الشر. وما ظهر له وانكشف هو خفايا الشيطان وأسرار ابن المعصية، عوض خفايا وأسرار حكمة الله.
 
٥٢ – لأنه إذا وَجد الروح القدس مكانا في الإنسان، فسوف يكشف له كل ما هو نافع: الإيمان، والتعليم الصحيح، والمعرفة الكاملة، وكل آمر صالح. أما إذا وَجد الشيطان، الروح النجس، مكانا في الإنسان، فسوف يملأه من المعرفة المزيفة، والتعليم المعوج، والإيمان غير المستقيم، وكل أمر رديء.
 
٥٣ – لقد قلت مرارا كثيرة بطرق متنوعة أن النفس التي للناس الذين يزعمون ذلك هي أحط من عاهرة. وقلت أيضا إن الذين يدخلون عند هذه (العاهرة) هم بشر، (أما) الذين يدخلون لنفس هؤلاء فهم الشياطين، وإنهم لو لم يحبلوا منهم لما أنجبوا تلك الشرور والأباطيل.
يوجد أبناء كثيرون يُعْرَفون (يُنْسَبون) لآبائهم لأنهم يشبهونهم. وآخرون يشبهون غرباء لأن لهم نفس الشبه، حتى إنهم ليسوا غرباء عن الكلمة المكتوبة: “نسل الفاسق والزانية”
 
٥٤ – افهموا ما أقول. ميزوا بين الذين يتكلم المسيح فيهم وهم يتكلمون في المسيح، وبين الذين يتكلمون من الشيطان والشيطان يتكلم فيهم.
 
٥٥ – من هم الذين غير مكشوفين أمام الحكماء؟
لأن كلماتهم تنهش مثل الغرغرينا”، ولا سيما من الذين يقولون إن المسيح لم يُقِم لعازر من الأموات، وإن (لعازر) لم يخرج من القبر، وإن مرثا ومريم، اللتين قيل عنهما إن الرب أحبهما مع لعازر أخيهما، (ترمزان) لفضائل من أربعة العناصر، وإن لعازر (يرمز) للعقل (ⲛⲟⲩⲥ).
 
٥٦ – إذا، لو أن الرب لم يُقِم لعازر وأنه حسب اعتقادهم لم يَقُم، فالآخرون إذاً لم يقوموا ولم يُقِمهم. ولم يجعل الصم يسمعون، والمفلوجين يمشون، ولم يُحول الماء خمرا”، ولم يبارك الخمس خبزات والسبع (خبزات) وأكلت الجموع وشبعت وحملوا سلال الكسر”، ولم يمش فوق البحر”، ولم ينتهر الرياح”، ولم يفعل كل القوات والعجائب والمعجزات الأخرى. بالطبع هو يعلم أنني لا أقول إنه لم يصنع هذا، بل صنعها وصنع أكثر منها، وإلا فالويل لي أنني ولدت ولم أمت في الأحشاء؛ لأنني لم أكتف بخطاياي، بل فكرت أيضا في تلك الشرور الفائقة، مثل الذين وافقوا الهراطقة بيننا.
 
٥٧ – كيف يكونون مسيحيين، هؤلاء الذين يقولون بهذه التعديات العظيمة؟
إن جسدي يرتعد رعبا إن كنت سأقدر أن أتحمل، أو إن وجد شخص سيقدر أن يسمع. أقول: قالوا إنه لا يليق أن يُصَلَّى للمسيح؛ لأنه هو نفسه يصلي””.
 
٥٨ – وقالت أيضا العقليات الوثنية التي بيننا إن الله لم يستطع أن يحكم سوى هذا العالم فقط، وسيطر عليه بواسطة رئيس (هذا العالم)، كما لو أن الشيطان، ذلك الرئيس، شريك لله.
إن شعر رأسي قد انتصب وأنا أقول هذا؛ لأنه لا توجد أرض أخرى ولا مكان آخر في سماء السموات ولا في كل المسكونة، حتى أعماق الأرض والأودية، ليست كلها في قبضة الله، الرب الضابط الكل، من تلك (الموجودات) الضعيفة حتى رئيس الشياطين هذا، الذي ليس له أماكن أخرى ليسود أو يسيطر عليها سوى عقول الناس الذين يفسحون له مكانا للكذب (الافتراء) على الله فيهم، وللكفر بأعماله.
 
٥٩ – وادعى أيضا الذين يقولون بهذا الرأي الآخر العديم الحياء، أنه يوجد اثنا عشر إنجيلا، رغم أنه لا يوجد سوى أربعة: بحسب متى، بحسب مرقس، بحسب لوقا، بحسب يوحنا، فهذه هي التي تنير العالم كله. وإن وجدت (أناجيل) أخرى فهي مرفوضة. فأسفار الماء الحي كافية لكي يرتوي العطاش.
 
٦٠ – قالوا أيضا إنه يوجد أربعون دهرا. لأنه من يستطيع أن يعرف أعمال الله أنه يوجد عشرة آلاف دهرا وليس (فقط) أربعون؟
من أين لهم أن يعرفوا (هذا)؟
ليت أصحاب الأحلام الكاذبة في سبات العقل وليس الجسم يخبروننا. أ يوجد أحد آخر يعلم كم يبلغ عدد الأزمنة أكثر من الذي خلقها أو خُلقت بواسطته، الله والرب يسوع المسيح “”؟
فلم نسمعه يقول أربعين دهرا أو مائة أو خمسة. لأنه وهو يقنع تلاميذه وكل الذين تركوا كل شيء من أجله، لم يقل (لهم): ستأخذونه أضعافا في هذه الدهور والدهور الآتية”، بل قال: في هذا الدهر والآتي””. كذلك لما سأله الصدوقيون عن امرأة هذا الأخ التي تزوجها السبعة، لأي منهم تصير زوجة في القيامة، لم يقل: “أبناء هذه الدهور يتزوجون ويتزوجن، بل قال: “أبناء هذا الدهر يزوجون ويتزوجن””. و(قال) أيضا: “إنما الذين حُسبوا أهلا للحصول على ذلك الدهر لا يتزوجون ولا يتزوجن. فحتى لو كان القديسون قد قالوا: “الدهور”، لكنهم لم يذكروا عددا (محددا) في أي موضع.
 
٦١ – ولم يكتفوا أيضا بهذه التجاديف، لكنهم قالوا، مفترين على القديس يوحنا: “لماذا قال: لست مستحقا أن أحل سير حذاه؟ لأن نفسه هو أيضا قد أخطأت قبل أن تحل في جسده، بينما هم بالحقيقة قد أكملوا كل شر. يا لهذا التعدي المهول!
 مَنْ الذي يتقول شرا على غبريال أو أي ملاك آخر ولا يصير ملعونا؟
وكيف سيهربون من اللعنة وهم يحتقرون من هو مثلهم “؟
لكنه رأى مجد الرب يسوع المسيح وتحدث عنه. وليس فقط بسبب التواضع قال: “لست مستحقا أن أنحني وأحل سير حذائه”، لكن بالحري بسبب الخوف. فهو يعلم أنه يرى الله. لأنه بالكاد تخُر الملائكة وتسجد له باستحقاق. إنسان يشابه ملاك، قد أرسله الرب قدامه””، شاهدا عنه الرب أنه ليس بين المولودين من النساء من هو أعظم منه”، وأنه قد امتلاء من الـروح القدس وهو لا يزال في بطن أمه، وأنه أعظم من نبياً، المصباح المتوهج، المنارة الكثيرة اللهب التي تنير بقوة الطرقات التي صرخ من أجلها: “طهروها للرب”. وقد سبق وهيأ طرق الرب، ونظفها، وكنسها، ورشها بدمه الذي سفك. لأن الناس ذوي النفوس الكثيرة الدنس سوف يتفوهون بأدناس من جهة ولادته.
 
٦٢ – كذلك قال الذين يدحرجون الأحجار على الطرقات، لكي يعثر ليس فقط العميان بل أيضا كثير من المبصرين: “إن الله لم يكن فخاريا حتى يخلق النفوس في أي زمن، بل قد خلقها كلها منذ البدء، ثم جمعها في أماكن أو مخازن من أجل ذلك الأمر أو ذلك الميلاد. وبالنسبة للموتى، تخرج نفسهم منهم، وتمضي لأجساد الذين يولدون”، كما سبق وقلنا الآن.
 
٦٣ – حقا، إن الذين يقولون هذا بهم روح جنون وبلبلة، ولا يعلمون قدرة الله، معتقدين أنه في انشغال كبير، غير مؤمنين أن كل ما حدده ليكون سيكون. وإذ هو الذي جعلهم يكونون، لماذا لا يظل النظام الذي وضعه للرجل والمرأة باقيا؟
لأنه كما أنه جعل الخليقة تصير وتبقى، (أي) السماء والأرض وما فيهما، جعل التكاثر أيضا يصير ويبقى، ذكرا وأنثى، حتى يصيروا مثل رمل الأرض كلها، من رجل وامرأة. وسوف يظل (هذا الأمر) أيضا إلى الأبد، كما تكلم وباركهم قائلا: “أثمروا وأكثروا واملاؤا الأرض وأخضعوها. لكن مثل هؤلاء، نفسهم وحدها هي التي صنعت الشر وأُسلمت لجسدهم، وتمادت في صنع الشر فيه، طبقا لكلامهم وليس كلامنا.
 
٦٤ – أما نحن فنتبع القديسين الغرباء عن هذا الرأي المُهْلك، مثلما قالوا، مرتبطين بالميلاد من البطن بنمط البشر الأوائل: “لأننا نحن خلائقه وطين يديه، وهو عرف جبلتنا: أ، واذكر، يا رب، أننا تراب “، واذكر أنك جبلتني كطين. ملأتني عظاما وأعصابا عدا شواهد (كتابية) عديدة تُفَهِّم كيف جبل الخالق، الله ضابط الكل، الانسان في أحشاء أمه.
 
٦٥ – وبعض الناس يقولون لمن يهتم بأن يهيئ نفسه ليحفظ جسده مقدسا للمسيح: “البتول مثله مثل من تزوج بنساء كثيرات”، و”الزنى ليس خطية”، والله ليس هو الذي خلق الشيء…
 
٦٦ – مثلما قلت مرات عديدة. ولكن آخرون يقولون إن … يقولون إن … ليس الله … هؤلاء يشبهون عميـان … عميـان … كلمات الكتاب المقدس.
 
٦٧ – فإن كانوا يعتقدون هذا؛ لأنهم سمعوا الرسول أو الرسل يقولون: “الإنسان المسيح يسوع ٠، وتعين ابن الله”.، ويسوع الناصري رجل قد تعين لكم من قِبَل الله” ، و”جعله الله ربا ومسيحا” ٠، فلماذا لم يدرك هو أنه يقول هذا حسب التدبير، مُقَسِّين قلوبهم عن هذا، أنه كائن مع الآب قبل أن يخلق أي شيء، وبالأحرى مشابهين كسيح في رجليه يزحف على الأرض؛ لأنهم لو كانوا استطاعوا أن يدركوا كيف صار منها” “، أو من أين دخل فيها ، لكانوا أدركوا أيضا أنه كائن قبل كل الخليقة، وأن الدهور قد خُلِقَت بواسطته، وأنه “بكر كل الخليقة”، و”بغيره لم يكن شيء؟ ، و خرجتُ من عِند الآب”،” وكما أرسلني أبي وأرسل الله ابنه مولودا من امرأة”.” اسمع: “أرسله”. لم يقل: “صار (ولد) هكذا من امرأة”، لكنه قال: أرسله”. من أين أرسله سوى من لدنه ومن عنده؟
لأنه كائن معه. ليس فقط قبل أن يخلق مريم في البطن، أمه حسب التدبير، وأمته حسب لاهوته، لكن قبل أن يخلق ملاكا واحدا أو روحا أو ساروفا أو كاروبا أو قوة، (قبل) السماء والأرض، والشمس والقمر والنجوم، والسموات وكل ما فيها، والبحر وكل ما فيه، وحتى (قبل أن يخلق) الصرصار الذي لا يوجد أحقر منه. كلها صارت به، وبغيره لم يكن شيء.
 
٦٨ لكن ذلك الثعلب نسطور أ”، الذي قيده رئيس عالم الظلمة في أفكاره، والذي لم يصمد مطلقا أمام المجمع الذي انعقد أفسس بواسطة الأساقفة الطوباويين محبي الله، ولم (يقدر أن) يقنع هؤلاء (الأساقفة)، قائلا عن المسيح إنه إنسان قد سكن فيه الله، وبعد أن ولد من مريم حل فيه اللوغوس. لأنه قال هكذا: “إن أنت فتشت العتيقة والحديثة بأكملها، لن تجد فيهما أن الذي صلب قد ذعي إلها”. و(قال) أيضا: “قال يسوع لتلاميذه: اجسوني وانظروا، فان الروح ليس له عظام ولحم كما ترون لي. فلو كان قد قال: جسوني وانظروا لأني روح وإله والكلام ما زال له لكان (يسوع) إلها”
 
٦٩ لماذا لم يفهم هو هذا؟
لأن (يسوع) لم يقل ببساطة: “انظروا يدي ورجلي إنسان”، بل قال: “رجلي ويدي، غير فاصل الناسوت عن اللاهوت. كذلك فإن الذي لمسه اعترف قائلا: “ربي وإلهي” “. كما أنه قيل في موضع آخر: “الذي كان من البدء، الذي سمعناه، الذي رأيناه بعيوننا، الذي شاهدناه ولمسته أيدينا”٠”. أنت ترى (إذا) أن اللوغوس الكائن منذ البدء هو نفسه الذي لمسوه هم في الجسد، ولم يكن مجرد إنسان محض هكذا. كذلك قد قيل أيضا عنه: سينظرون إلى الذي طعنوه. فاللاهوت لم ينفصل أبدا عن الناسوت.
 
٧٠ أما (عن) هذا أيضا: “إلوُّي إلوُّي لما سبقتني””، فقد قال (نسطور): “إنه الناسوت الذي صرخ مقابل اللاهوت قائلا: “لماذا تركتني؟ وقال: “إن اللاهوت صعد للأعالي تاركا الناسوت على الصليب”. لأنه قال في كتاباته: “هذا الذي صرخ: “إلهي إلهي لماذا تركتني، أنا أسجد له أيضا مع اللاهوت؛ لأنه مقترن به”.
 
٧١ لكن كلمات الرسول توبخ حماقته: “صلبوا رب المجد وأيضا: رئيس الحياة قتلتموه “”. لم يقل: “هو إنسان مقترن بإله”. وكذلك: “الذي إذ كان في صورة الله أطاع حتى الموت”””. ليس لأن طبيعة اللاهوت ماتت، بل هو قد مات بالجسد، كما هو مكتوب: “فإذ قد تألم المسيح بالجسد “”؛ لأن اللاهوت لم ينفصل عن الناسوت وهو على الصليب. افهم هذا بمثال منا””: هل لو قتل شخص يقال: “لقد قتل الجسد”؟
أ لا يقال: “لقد قتل الإنسان كله؟
رغم أن النفس لا تموت، بل الجسد فقط هو الذي يموت. هكذا أيضا الحال مع الرب: مات بالجسد، أما بلاهوته فهو غير مائت. لأنه هكذا قال: “اشترك في الدم واللحم ، كما أننا قلنا مرارا كثيرة: “الكلمة صار جسدا .
 
٧٢ فأين تجسد سوى في العذراء؟
أ لم يتأنس في أحشائها كما أراد بقوة لاهوته؟
أ لم يقل إنها وجدت حبلى من الروح القدس”” وأن “الروح القدس يحل عليك؟
من أجل هذا، ولأن الابن ليس مختلف عن الآب (في الجوهر)، والآب روح، فالابن أيضا روح، وهو الإله من الإله. والابن هو من الآب الذي ولده. لما ولد من العذراء حسب الجسد، صار مجربا في كل شيء مثلنا بلا خطية “. جاع وعطش”، وبكى””، وحزن على قساوة قلب غير المؤمنين “، وأخيرا مات عنا.
عجيبة هي محبة ربنا العظيمة لنا، فقد نجى عبيده في وسط النار: حنانيا، وميصائيل، وعزريا؛ وهكذا (خلص) آخرين أيضا أسلم ذاته عنا لأيدي الذين سمروا يديه ورجليه.
 
٧٣ الإنسان الذي يموت يترك جسده عادة على مرقد لأجل من سيكفنوه، ونفسه تصعد إلى الله. أما الرب يسوع فقد ذاق الموت عنا، وترك جسده على خشبة (الصليب)، ونزل إلى الذين في الجحيم” لكي ينعم المسيح على الذين … أعمال يديه في ذلك المكان. كذلك عاد وأقام الجسد في اليوم الثالث، وحمله معه للسموات، وصعد فيه، وسيأتي أيضا فيه ليدين الأحياء والأموات، كما قال: “متى جاء ابن الإنسان في مجده: وما يتبع ذلك”.
 
٧٤ وقال (نسطور) أيضا: “من أجل ذلك لا يليق أن نقول إن العذراء ولدت إلها”. و(قال) أيضا: “لن أقول إن من قضى في الـبطن ثلاثة أشهر” ، ورضع، ونما قليلا قليلا هو إله”. وقال: “مكتوب: خذ الصبي واهرب إلى مصر:٠”، ولم يقل: اخذ الله”.
 
٧٥ فما هذا المكتوب (إذا) أن الرب الإله ظهر لنا؟”” في أي زمن ظهر للبشر سوى عندما ولد من العذراء؟ كما هو مكتوب: “ها العذراء ستحبل، وتلد ابنا، ويسمونه عمانوئيل، الذي تفسيره: الله معنا. إذا، فالذي ولدته العذراء هو إله، ومن أجل ذلك فمن الواجب أن نعترف أن مريم هي والدة الإله، كما قال الآباء.
 
٧٦ كثيرة، إذا، هي تجاديف ذلك (الانسان)، لأني تضايقت وامتعضت أن أقول كلمات هذا الدنس، الذي لم يكتف أن يتقول شرا من.
 
٧7  أعداء الله ومسيحه عن ذلك أيضا، مبرهنا على ضلاله، وقال (نسطور) واعظا سامعيه: “إني أرى أن لكم خشية من الله، لكنكم تضلون في الإيمان. فالاتهام ليس موجها للشعب، بل للمعلمين، لكي… ليس إنني ازدري بالأمر أكثر أو أستهين به… بل إنه يتعلق بالمعلمين الذين… ذلك أنهم لم يجدوا الوقت أو لم يعرفوا كيف يعلمونكم العقائد السليمة”. هذه هي شرور ذلك (الإنسان).
 
٧٨ علاوة على ذلك يضل البعض بصورة أخرى قائلين: قد اتخذ المخلص جسدا فقط، ولم يتخذ نفسا، زاعمين أن اللاهوت صار الجسد بدلا من النفس “””. احكموا. يجب ألا نصدق أناسا مختلين … شياطين… الرب… أضع نفسي عن خرافي”، و”نفسي قد اضطربت “أ”، و”نفسي حزينة” ٠”. كإنسان قال: اضطربت” و”حزينة”. أما لاهوته فلا يضطرب أو يحزن، بل هو الذي يحزن كثيرين جدا، ويحعل الجميع يضطربون. أما اللوغوس فهو الذي تجسد، راغبا أن يظهر ذلك؛ أنه تأنس فعلا””). قد قال لمريم: “لا تلمسيني لأني لم أصعد بعد إلى أبي ، مع أننا سبق وقلنا إنه كائن مع الآب في كل حين، ولما تجسد كان كائنا أيضا في لاهوته. فإذا كان الذين قد انساقوا وراء موجة الإيمان الفاسد لماني قد صاروا غير مؤمنين “٠، فالساكن في النور الذي لا يدنى منه صار في رحم امرأة. وكما أنها ليست إهانة للبناء أن يسكن في البيت الذي بناه، هكذا أيضا ليست إهانة للخالق أن يسكن في الرحم الذي خلقه… اللابس النور كثوب قد حسبه أهلا من أجلنا أن يولد من امرأة.
 
٧٩… إن كانت باطلة عبادة من ليس له سلطان على لسانه في الافتراء أو أي أمر آخر لا يليق ذكره، فكم تكون باطلة عبادة الذين يفصلون الآب عن الابن. هؤلاء هم قبور مبيضه”””، ولا يعلمون أن هذا الجمال الخارجي لن يستطيع أن ينزع نجاستهم الداخلية. فطهارة الكاس والصحفة لن تقدر أن تطهر نجاستهم الداخلية. هكذا علم الرب قائلا: “أيها الفريسي الأعمى، نق أولا داخل الكأس والصحفة لكي يكون خارجهما أيضا نقيا “” . عمن يتحدث؟ الأمر واضح، كما قال: “أنتم أيضا من خارج تظهرون للناس أبرارا، ولكنكم من داخل مشحونون رياء وإثما “. لأنه من سيقدر أن يصف نجاسة باطن الفريسيين والكتبة ورؤساء الكهنة والكهنة الذين لم يؤمنوا بالمسيح في زمانهم؟
و… الطهارة الخارجية. أتحدث عن عبادتهم، بماذا أفادتهم؟
أو بماذا أفادوها بصلب ربهم؟
مثل العبيد البطالين”؛ لأن العبيد البطالين لما صلبوا الرب، قال (الكتاب المقدس) إنهم “لم يدخلوا إلى دار الولاية لكي لا يتنجسوا فيأكلون الفصح “. فلماذا لا تكون عبادتهم الآن
ملعونة، مع أبنائهم وبقيتهم (الباقية) إلى الآن؟
هؤلاء الذين دمهم على رؤوسهم، ولن ينزع من على هامة رأسهم إلى الأبد، هم وكل الهراطقة الذين يجدفون عليه. من يمدح من يفعلون ويقولون هذا يغضب من أمر… قائلا: “تحرزوا لأنفسكم منهم” . من يفعلون ويقولون هذا هم سيل … عبادتهم … ويل للذين… طوبى للذين يساعدون… في أي منهم من كل هؤلاء الذين يدخلون إليها؟
هكذا عبادة الذين يفعلونه، ولا يعلمون أن الشيطان هو الذي ينتجه داخلهم وينتجهم داخله، وهو ليس حقا من الإله الحق.
 
٨٠ لأنه في أحيان كثيرة يضيق الصياد الخناق على من ينوي صيدهم ويطاردهم (بكل) قوته ويتمكن منهم. وأحيانا أخرى يضع طعما في الشباك أو الفخاخ حتى يسقط من يريد صيدهم. هكذا الشيطان، فكل الأمم (الوثنية) الآثمة وسفاكة الدماء معروف (عنها) أنها لا تعرف الله، وقد ساد عليها (الشيطان) كطاغية. أما آخرون فلكي يوقع بهم في شرك ذلك العلم الكاذب، ويراهم ميالين للخير، لكنه من السهل تضليلهم، وجعلهم هراطقة، وأضدادا للمسيح، وأنبياء كذب، ورسلا مزيفين، حتى يكبلهم، ويجعلهم خداما لسر الإثم، بواسطة معجزات لمن يؤمنون بهم، لكنهم مكروهون من الذين أعطاهم الرب أن يتيقظوا في مواجهة فاعلي الاثم، الذين شرهم مستتر في تلك العبادة، مثل سيف يفتك بالذين ينخدعون.
 
٨١ من يقولون هذا ويفعلون هذا قد هربوا في الشتاء من أجل عصيانهم للإنجيل “٠”. الشتاء يعني أنهم لا يفهمون الكتاب المقدس، ولا يعرفون الله بالحقيقة ولا المسيح. هروبهم يعني أن تلك العبادة التي يمارسونها ليست من إرادة الرب الضابط الكل. وهذا الاقتناع ليس من دعوة المسيح، لكنه من عند الذي أضلهم. لأن “ذبيحة الأشرار مكرهة للرب” ” كما هو مكتوب؛ لأنهم يرفعونها بغير عدل. وهي أكثر مكرهة لله الضابط الكل…
 
٨٢… وكل الصديقين. فالذين سوف يمنحهم يسوع قوة لكي لا يعثروا أو يعثروا بواسطة العبادة الشريرة التي تؤدي لعبادة الأوثان، أو تتبعها عبادة الأوثان فهما معا نفس ذلك التجديف سوف يقويهم أيضا ليتغلبوا على السيوف وكل تعذيب. طوبى للذين سيحتملون مثل الذين احتملوا منذ البدء، ولكن ويل للذين سيرتدون (عن الإيمان) مثل الذين ارتدوا منذ البدء.
 
٨٣ لأنني تحيرت مما يعلمه الشيطان للناس في كنيسة المسيح. من أين أتت الزوان المختلفة للأراضي التي يقال عنها أنها مقدسة؟
من أين أتى كل ذلك الجرب لقطعان الغنم التي يفترض أنها سليمة؟
إنني أتحدث عن أنواعنا البشرية في بيوت الله ومعابد المسيح. لأنه بدلا من أن نتعلم أشياء نافعة جديدة، تعلمنا أنواعا أخرى من الخطايا الجديدة. من أين أتت تلك السيول الكثيرة والمخيفة جدا إلى قلب جماعة الإخوة الذي يفترض أنهم مؤمنون، مع أنهم غير مؤمنين؟
 
٨٤ ملعون هو اللسان الذي ينطق تلك التجاديف، وملعون هو الذهن الذي يفكر فيها، وملعونة هي الأذن التي تتلقاها. لأن من لا يريد أن يصلي للابن فليغلق فمه لكي لا يذكر الآب””. من أين لهم أن يفكروا في ذلك الإثم أيضا؟
هل سمعوا أنه “قضى الليل (كله) ف الصلاة لله”””؟
لكن حتى في هذا (الأمر) عيونهم مطموسة. لأنه “مجرب في كل شيء مثلنا بلا خطية “7”. وإن كان هذا هو الذي يفكرون فيه، أنهم سمعوا الرسل القديسين يقولون: “لنا شفيع عند
الآب، يسوع المسيح البار”،7″، وأيضا: “هذا القائم عن يمين الله ويشفع فينا”، فهل لو أن الملك المسيح، الله وابن الله لم…/؟
 
٨٥ المجد لك، يا الله، مع ابنك المبارك من سماء السموات ومن كل الذين في السموات. مبارك أنت، يا الله. المجد لك مع ابنك المبارك من المسكونة التي لك وكل ما (من) فيها. مبارك أنت، يا الله. المجد لك من قبل كل أعمالك، أنت وابنك المبارك. فأعمالك له، وما هو له فهو لك”.
مبارك أنت، يا الله، أنت وابنك المبارك، الذي اسمك واسمه هم واحد في فم من يقاوم الذين يقولون ذلك الشر المستحدث. فهذا هو غناه ورجاؤه.
في دخوله يقول: “الله”، وفي خروجه يقول: “يسوع.
في رقاده يقول: “الله”، وفي قيامه يقول: يسوع.
وهو يسبح يقول: “الله”، وهو يصلي يقول: “يسوع.
وحتى لا أطيل في هذا، فإنه واضح أننا حين نقول يسوع فإننا
ننادي الثالوث المساوي ( Ⲧⲣⲓⲁⲥ ̀ϩⲟⲏⲟⲟⲩⲥⲓⲟⲥ).
 
٨٦ لكن الهراطقة قالوا: أعلمونا أين توجد كلمة “مساو” مكتوبة الكتاب المقدس؟
أعلمني أنت (أولا)، من أي سفر (في الكتاب المقدس) علمت أن الابن مختلف عن الآب في جوهره (ⲟⲩⲥⲓⲁ) مثل قولك عنه هيتيروسيوس Ϩⲉⲧⲉⲣⲟⲩⲥⲓⲟⲥ)) التي تعني أنه مختلف (عن الآب) في جوهره. لكن ليس لديك ردا لتقوله. من أجل ذلك، دع عنك كلامك المقزز الكاذب واحتمل الحق. أ ليس الإنجيل هو عمدة الأسفار؟
اسمع الرب وهو يقول: “أنا وأبي واحد”””. لأن بقوله “أنا وأبي” يبين الأقانيم (Ϩⲩⲡⲟⲥⲧⲁⲥⲓⲥ)، أما بقوله “نحن واحد” فيشير إلى وحدة طبيعته (ⲫⲏⲥⲓⲥ) أنها نفس جوهر (الآب)، أي المساواة (مع الآب) في الجوهر (ϨⲘⲞⲞⲨⲤⲒⲞⲚ). وبالتالي فعندما يقول: “آبي أعظم مني””، فإنه يجب ألا يفكروا في أشياء خاطئة، لأنهم يصرحون (يستشهدون) بهذا ويجادلون (قائلين): إنه أعظم (من الابن) كلية في كرامة المجد، ومختلف عنه في طبيعته”. ليتهم يعرفون أن للآب والابن نفس المجد، ونفس الكرامة، ونفس الطبيعة، كما بينا ذلك من الكتاب المقدس.
 
٨٧ لكنهم قالوا: “كيف ولد الآب الابن؟
ليت هؤلاء المتحيرين يسمعون: إن ولادته حسب الجسد، والتي هي ممكنة، لتجعل الحكماء وكل كنيسة المسيح تعرفها، قد بشر بها أولا بواسطة الملائكة””، ثم بشر بها بواسطة الأناجيل والرسل، ثم تبينت أيضا بواسطة البطاركة العظام. أما ولادته من الآب، والتي لا يعرفها أي ملاك حتى يبشر بها، ولا أي نبي أو رسول أو أحد البتة في كل الخليقة، سوى هو وأبيه، فإنه من الإثم أن يفتش الإنسان عنها، ولا سيما الهراطقة. لأنه يكفي أن الحكماء والمؤمنين حقا يعرفون أن الابن كائن مع الآب والروح القدس قبل كل الخليقة، بدءا من رؤساء الملائكة، وكافة الملائكة، والقوات، والرؤساء، والسلاطين، والسيرافيم، والشاروبيم، وكل الأرواح، وكل شيء أخر: السماء والأرض وما فيهما. فكيف يوجد شيء ما قبله وهو بدء كل الخليقة “”، وبه قد خلقوا كلهم، وبغيره لم يكن شيء””. والآن، فالذي يفحص أو يفكر بكبريائه قائلا: “سوف أبحث ميلاد الابن من الآب” ستحل عليه تلك الصاعقة نفسها، وعلى من تجرأ ليقول: أ صير عالما بالعلي “:
 
٨٨ لقد قلت ذات مرة: ما شأنك بما لم يبشر به ملاك ولا نبي ولا رسول؟
وماذا سيعود عليك من البحث عما هو بالنسبة لك إثم آخر فوق رأسك؟
ولو استطعت أن تعرف كيف ولد الآب الابن، فهل لك القدرة لتعرف ما كان كائنا قبل أن تخلق السماء والأرض، أو أين كان الله، وكيف استراح”””، وما هي ماهية الله؟
 
٨٩ لأن رجل الله بالحقيقة، الأنبا أثناسيوس رئيس أساقفة الاسكندرية، قد وبخ المتحيرين بسبب كلام من هذا النوع، قائلا: لماذا تتجرأ على النظر فيما لا تعرفه حتى الملائكة؟
لأن المخلوقات لن تستطيع أن تخبر بميلاد الخالق”. و(قال) أيضا: “يكفيك أن تعرف أن الآب قد ولد الابن قبل الدهور. أما أن نقول: “كيف؟ فلا أحد يعلم”. لأنه مكتوب: “جيله من يخبربه. لا أحد يعرف الآب إلا الابن، ولا أحد يعرف الابن إلا الآب الذي ولده””. وهو يشهد أيضا للذي سبق وصار، فيقول: “لو أسلمت نفسك لذلك الكلام وتلك الحبائل الشيطانية سوف تحيد عن الله، مثل كل الهراطقة الآن، وكل الذين تحرمهم الكنيسة”.
 
٩٠ فكما سبق وقلت إنه عندما نذكر اسم الابن، فنحن ننادي الثالوث القدوس. اسمع الرب وهو يأمر تلاميذه قائلا: “اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس” والرسول أيضا يقول: “أنتم الذين اعتمدتم للمسيح””. و(يقول) أيضا في موضع آخر: “كانوا معتمدين باسم الرب يسوع المسيح. فواضح إذا أنه عندما نذكر يسوع فنحن نذكر الثالوث القدوس، فقط الآب كآب، والابن كابن، والروح القدس كروح قدس.
 
 
٩١ إذا، لا تجعلونا نستفسر (نفتش) عن أكثر من ذلك، لأنه، كما هو مكتوب، من سيقدر أن يتتبع طرقه؟ أما الآن، فلا تنتبهوا لكلام هؤلاء المعلمين الكذبة، لأنه قد كتب عن هؤلاء: يوجد كثيرون متمردين، يتكلمون بالباطل، ويخدعون العقول.
 
٩٢ ابحثوا عن كمال تلك الكلمات، وسوف تجدونها في أفواهكم وأفواه أبنائكم.
حين تعيدون وحين تفرحون قولوا: “يسوع”.
حين تحزنون وحين تغتمون قولوا: يسوع .
حين يضحك الفتيان والفتيات فليقولوا: “يسوع”.
من يعبر المياه فليقل: “يسوع.
من يهرب من وجه البربر فليقل: “يسوع”.
الذين يرون وحوشا أو شيئا مخيفا فليقولوا: “يسوع.
المتألمون والمرضى فليقولوا: “يسوع”.
الذين يؤخذون للسبي فليقولوا: “يسوع”.
الذين يعوج لهم القضاء ويظلمون فليقولوا: “يسوع.
وفي كل حال اسم يسوع هو الذي في أفواههم؛ فهو سلامتهم،
وهو حياتهم، هو وأبوه.
 
٩٣أ قادر أنا أن أقول كل ما يقوله الذين يحبون الله ومسيحه في رجاء كل أعمالهم، ولا سيما صلاتهم؟ وإن كان يوجد لنا إله واحد ورب واحد””، يسوع، فلماذا لا تصلون إليه “”، أيتها العقول اليهودية غير المؤمنة والهراطقة الذين على هذه الشاكلة، الذين يشبهونكم وأنتم تشبهونهم في ذات الروح المضل؟
اسمعوا القديس يوحنا الرسول قائلا: “هذا هو الإله الحق والحياة الأبدية. كذلك قال القديس توما الرسول: “ربي وإلهي”””. فإن كان هو أيضا ربك وإلهك، فلماذا لا تصلي له؟
من ذا الذي سيفحص قلب تلك الأنواع من البشر سوى كلمة الله، الذي قال له اليهود المخالفون: “فإنك وأنت إنسان تجعل نفسك إلها””٠. فإن لم تقولوا أنتم أيضا بلسانكم…
 
٩٤… أنا لا أدري من أين أتى أوريجينوس بكثير من الكلمات الوقحة” ، معتقدا أنه بضلاله سوف ينفع آخرين أكثر من كلمات الكتاب المقدس، ولم يكن ليعتقد أن هناك من سيشتكي عليه يوما ما، إن هو قام بتجميل ما كتبه بواسطة خداع فلسفة باطلة. وكان ميالا لخرافات وخزعبلات، وتجرا على أن يمزج المسيحية بالضلال والهزء، ذلك الأمر الفظيع جدا والمسيئ للغاية، مثلما أنه سعى جاهدا أن يصير معلما لنفسه بواسطة تلك الكلمات الفخمة، صائرا متكبرا أكثر من سائر الناس، ولم يتشبه ببولس، مع أنه كان ممتلئا من الروح القدس. هذا قد أخبر الرسل الطوباويين الذين كانوا قبله بكل ما آمن به، خشية أن يكون فيما هو يسعى قد سعى باطلا””.. أما هذا فلم يعرف أن كل تعليم ليس له الحكمة السماوية هو فكر نفساني شيطاني يتبع كلمات بشرية ملتوية””
 
٩٥ إذا، ليت الذين يتوهمون أن ملكوت المسيح سيزول يكفون عن ذلك الآن، وألا يسعوا أن يصيروا طفيليين على خزي ثرثرة أوريجينوس، وألا يرغبوا في البقاء مع المؤمنين في رياء، عالمين أن الغش ليس سوى مجرد حلوى من الخارج لكلمة تخبئ آراء خبيثة. لأنه إن كان المسيح بعد الصليب الذي احتمله من أجلنا لم ينفك أن يكون رب المجد حسب كلام الطوباوي بولس ، مع أن اليهود، في الوقت الذي صلبوه فيه، صرخوا قائلين: “يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة أيام، خلص نفسك. إن كنت ابن الله، فانزل عن الصليب ” لكنه قبل الآلام بالجسد. وبينما هو معلق على خشبة (الصليب) أظهر قوة فضيلة ملكوته، وجعل أشعة الشمس تأفل في…)
 
٩٦… على مائدتي في ملكوتي “”. لأنه كيف تصير الكلمة في كل وقت” إلا إذا كان ملكوته قائما إلى الانقضاء ولن يزول أبدا””. هذا هو أيضا ما جذب المجوس للتوبة، باحثين باجتهاد أين هو المولود ملك اليهود؟
لأننا رأينا نجمه في المشرق وأتينا لنسجد له. لأنه بينما المجوس يبشرون بملكوت المسيح، لا يستحي أوريجينوس أن يرفضه قائلا: “إن (ملكوته) لن يبقى إلى الأبد. وكان مريضا بنفس عدم التقوى التي لليهود، ولم يفهم. لأنه لما سار المسيح يسوع ربنا إلى الصليب المملوء بالقوة، تاركا لنا مثالا”. كتب بيلاطس كما يقول الإنجيل عنوانا، ووضعه على الصليب، وكان مكتوبا: “هذا هو يسوع الناصري ملك اليهود” وكان مكتوبا بالعبرانية واللاتينية واليونانية. لكن رؤساء كهنة اليهود قالوا لبيلاطس: “لا تكتب ملك اليهود”، بل إن ذاك قال: آنا ملك اليهود”. فأجاب بيلاطس: “ما كتبت قد كتبت””. فحتى بيلاطس لم يتجرأ أن ينزع عنوان ملكوته، رغم أن اليهود ألحوا عليه، وطلبوا منه أن ينزع ملكوته.
 
٩٧ فكيف سيقدر أحد أن يدعي أن أوريجينوس لم يفكر بنفس أفكار اليهود، في حين أنه لا يوجد من (ما) يضطره لأن يقول: “إن ملكوته سيزول” ؟ لأن اليهود أنكروه قائلين: “ليس ملكنا “” لكن أوريجينوس يقول بخبل شديد: “إن ملكوته سيزول”، حتى إن بيلاطس هو الآخر سيدينه، وقد قال لليهود: “ما كتبت قد كتبت
 
٩٨ لكن لتحل كلمة النبي في الوسط وهو معلنها، وليعرف الكنيسة بملكوت المسيح، صارخا: افرحي، يا ابنة صهيون، وبشري، يا ابنة أورشليم. افرحي وابتهجي بكل قلبك، يا ابنة أورشليم. قد نزع الرب الظلم عنك، وخلصك من أيدي أعدائك. سيملك الرب في وسطك، ولن تعودي تنظرين الشر. لأن الرب لن يتخلى عن الذين خلصهم، ولن يطردهم من مساكن السماء، حسب خزعبلات أوريجينوس. وحيث إن الكلمة تقول: “لن تعودي تنظرين الشر”، فالأمر يقين دائم عند الذين سيخلصون والذين قد خلصوا واستحقوا الديار السمائية، ولن يعودوا للشرور منذ هذه اللحظة، ولن يتخلى الله عنهم من بعد أن جعلهم يخلصون ويصيرون في السموات. لأن الرب الذي خلص الذين سيبلغون إلى تلك الأماكن سيحوط عليهم بسور وما حوالي السور، مدعما إياهم بأسوجة فلا تتزعزع قوته””، مثلما يقول المرنم أيضا: “الساكن بأورشليم لا يتزعزع إلى الأبد” “، وكما يصرخ الرب قائلا: “لا أهملك ولا أتركك” ،
 
٩٩ من أجل ذلك، فالنفوس التي سوف تخلص لن تصعد مرات عديدة وتهبط أو تسقط، لئلا يسود علينا الموت مرات عديدة، ولئلا نقول عن ذبح المسيح الذي صار من أجل تحريرنا إنه لم يكن له فائدة. لأنه مات مرة واحدة عن خطايانا”، واضعا لنا أساسا لعيد أبدي. وتلك المرة الواحدة تحفظ لنا القوة والإنجاز الذي صار ثابتا إلى الأبد. ولا يوجد إنسان سيموت مرة ثانية أو عدة مرات”، كما كتب أوريجينوس ساردا خرافات، وتجرأ أن يدخل على عقائد الكنيسة المقدسة فكرا فاسدا للفلاسفة الرواقيين.
 

100 فما الذي هو أيضا فاعله؟

لقد شابه من يوجه اتهاما دون مخاطرة، وألصق بالمسيح خللا (تشويشا) آخر، ويقول مفتريا: “إنه سيصلب نفسه أيضا عن الشياطين وأرواح الشر التي تحت السموات”، ولا يدري ما عمق اللجة الشريرة التي هوى فيها. لأنه إن كان المسيح، لما أراد أن يصلب عن البشر، صار بشرا، كما تصرح الأسفار المقدسة، إذا فذاك الشرير، أي أوريجينوس، الذي يقول أنه سيصلب عن الشياطين، سيقول أيضا بالتأكيد أنه سيصير شيطانا ليصلب عنهم. لأن هذا هو ما يجذبه إليه تفكيره الدنس ليقوله، مجتهدا من كل وجه أن يردد كلام اليهود. لأن هؤلاء أيضا كانوا يقولون عن المخلص: “بك شيطان ” “، و”ببعلزبول رئيس الشياطين يخرج الشياطين” :
 
١٠١ لكن مخلصنا لن يموت عن الشياطين، حتى لا يقول أحد خبل ذلك الجاهل إنه سيصير شيطانا. لأن الذين يفكرون في هذا “يصلبون لأنفسهم ابن الله ثانية ويشهرونه” كما يقول الرسول””. من أجل هذا، فهو لن يمسك الشياطين ويصلب عنهم كما أمسك نسل إبراهيم “، ولن يراه الشياطين مصلوبا عنهم، ويصرخون مثل النبي قائلين: “هو الذي حمل خطايانا وتألم عنا، ولن يقولوا: “بحبره شفينا “، ولن يساق كشاة للذبح مرة أخرى”” من أجل شياطين، مثلما أسلم ذاته عن البشر، ولن ينال أي شيطان الخلاص ويقول: “هذا الذي لم يشفق على ابنه، بل بذله من أجل كل الشياطين””، ولن تصرخ الشياطين وتقول مثلنا: “هذا الذي أسلم من أجل خطايانا وقام من أجل تبريرنا. لأن بولس يقول علانية: “لأنني سلمت إليكم في الأول ما قبلته أنا، أن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب”””. وهو يذكر الكتب، مبطلا حجة الذين يرتابون من خلال شهادة الكتاب المقدس، مبرهنا على ثبات الايمان.
 
١٠٢ أما أوريجينوس نفسه فبكلمات لا دليل عليها يظلم الحق، معتقدا أنه سيقدر أن يقتنصه بمصباح لا نور فيه. وصار محبا للشياطين أكثر منه محبا للبشر. وصار مختالا بنفسه بلا حياء، مجدفا بإفراط (بقسوة)، صالبا لنفسه ابن الله ثانية، مشهرا إياه؛”” ولم يخش البتة أية هوة عدم التقوى الممتلئة رعبا، تلك التي تؤدي إليها كلماته. لأنه حتما أيضا سيقول: “ما دام المخلص سيصلب عن الشياطين، فمن الضروري أن يقول لهم أيضا: خذوا كلوا هذا هو جسدي، وخذوا اشربوا هذا هو دمي”. فلو أنه سيصلب عن الشياطين، كما يعتقد قائل تلك الكلمات الباطلة، فما الذي يمنع تشترك الشياطين أيضا في جسده ودمه، إن كان سيصلب عن الشياطين، حسب كلمات ذلك الجاهل؟
ولكن لن يسمع أي شيطان: “خذوا كلوا” أو “خذوا اشربوا”. ولن ينقض المخلص وصيته التي أمر بها تلاميذه قائلا: “لا تعطوا القدس للكلاب، ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير، لئلا تدوسها بأرجلها وتلتفت فتمزقكم لأنه كما كتب الرسول: “فلست أريد أن تكونوا أنتم شركاء الشياطين. لا تقدرون أن تشربوا كأس الرب وكأس الشياطين. لا تقدرون أن تتناولوا مائدة الرب ومائدة الشياطين”، فهكذا أيضا لا يمكن للشياطين أن تشرب كأس الرب أو أن تتناول من مائدة الرب. أما طعام الشيطان فهو كل واحد سيسقط من الله، كما هو مكتوب: “طعامه مسمن . اما الشيطان فهو الطعام الفاسد للذين سيسقطون، كقول النبي: أعطيته طعاما للكوشيين . أما حسب شر هذا (الإنسان) فالمسيح سيصلب نفسه أيضا عن الشياطين. ولكي لا يتناول الشياطين أيضا من جسده ودمه، من أجل هذا يكتب بولس عن المسيح: “لأنه فعل هذا مرة واحدة إذ قدم نفسه ” أما أوريجينوس فقد تجاسر ليسقط بهذه الطريقة.
 
١٠٣ إنه الوقت (المناسب) لنقول ما هو مكتوب: “اسمعي، أيتها الأرض، لقول الرب. اكتبي عن هذا الإنسان أنه إنسان مرذول”. لأن أية هاوية تلك التي ستحتمل شرورا هكذا؟
وأية هوة البتة قد قبلت وهم ذلك الكفر؟
وأي جنون جبابرة قد تمخض بالظلم هكذا، بانيا برجا شاهقا شريرا؟
لكن من ذا الذي زنى مع الشياطين الأدناس هكذا، وقد فرج رجليه لكل عقيدة عابرة،
كقول النبي: فرجت رجليك لكل عابر”؟
من ذا الذي سكر تماما هكذا من جفنة سدوم وقلبه قد هبط من خمر العصيان؟
أو من من ملوك بابل شرب مثل ذاك، تاركا ينبوع إسرائيل الحية. من ذا الذي تغرب عن أورشليم مثل ذاك، متشبها بأعمال يربعام البغيضة، وقد أصعد ذبائح مثل هذه من كلمات دنسة، مشعلا نيرانا غير طاهرة على مذابح نجسة ؟ كيف لم يتعد داثان وأبيرام هكذا؟ اللذان سوف يدينانه أمام المنبر العظيم الذي لله، وهو قد أوقد مجامر من كل نوع من خارج الخيمة بواسطة كلمات محيرة.
 
١٠٤ لأنه ليس الرب هو الذي علمه هذه العقائد المزيفة، ولا الرب هو الذي تكلم فيه، كما هو مكتوب: “بيد الأنبياء مثلت أمثالا وليس الذين رأوا بعيونهم منذ البدء، وليس أحد من الأنبياء ممن يدعون منذ البدء “الرائي “٠ هو الذي سلمه مثل هذا الكلام الكثير. لكن هو وحده الذي اختار لنفسه أن يصير عبدا لكل ضلال شيطاني. وهو الذي أضل نفسه بنفسه بواسطة شهوات أفكاره البالية، ساعيا وراء المجد الباطل. وقد أقام عاصفة من العقائد الشريرة في المسكونة مما لم يكن، مالئا فمه من هؤلاء الملوك الأشوريين والبابليين. وقد أراد أن يغرق سفينة الكنيسة المملوءة بالخيرات بواسطة المتاعب وحكمته المرة. واتكل ذلك التعيس على الكرامة التي من عند الجهلاء، الذي هو المال، معتبرا أفكاره البعيدة عن الأسفار (المقدسة) مجدا له، وجمع لنفسه ثروة من الكلام الباطل بأتعاب غير مجدية، مبددا الأيام والليالي، تاعبا (نفسه) بلا طائل، لكي تصيبه الكلمة بحق قائلة: “لقد ضللت في طرقك الكثيرة. لأنه اتبع مرشدا شريرا، الذي هو المجد الباطل، وجمع لنفسه تعاليم كثيرة مملوءة جنونا مثل أولئك الطغاة، وقرر لنفسه ناموسا في أفكاره الظالمة، وتجاسر أن يمزج آرائه الشريرة بعطر التعليم، لكي يجعل نفسه تسمع: “أيتها النجسة، الشهيرة، المكثرة في تعدياتها
 
١٠٥ ولأن ذاك لم يستمع أبدا لمشورة النبي: “لماذا تحبون الباطل وتبتغون الكذب؟”
 فقد شرع يجدف على المسيح أنه سيصلب نفسه مرة أخرى عن الشياطين، لكي يصير الرب حسب كلام ذلك الكافر ليس وسيطا بين الله والناس فحسب، بل أيضا (بين الله) والشياطين “. لكن هذا لن يصير أبدا، حاشا، ولن يفسد المسيح هيكله، الذى هو جسده، بعدما جعله يصير مثلنا، فيأخذ جسدا آخر من الشياطين لكي يصير شبيها لهم، ويصلب عنهم.
 
١٠٦ لكن اغفروا لي، يا إخوتي، لأنني استخدمت مثل هذه الكلمات. لآنه بسبب هؤلاء عديمي الحياء، الذين يتفقون مع شر ذاك، قد أبنت الشقوق في منطقة (حزام) الأفكار الدنسة لذلك المحتال، متذكرا ما هو مكتوب: سأكشف عورتك أمام محبيك””
١٠٧ لكنه لم يكتف أيضا بتلك التجاديف المهولة، وابتدأ يفسد الكرازة الحسنة بقيامة الأموات، ويقتلع أساس العيد المقدس الذي نترجاه جميعا، قائلا عن الجسد الذي سيقوم إنه أيضا سيهلك ويموت. فكيف غلب المسيح إذا الموت؟
 أخبرنى، أيها النجس. ان كان الجسد أيضا بعد الهلاك سيموت، بعد أن قام، فأين غلب المسيح الموت، أيها الشرير، كقول بولس: أباد الذي له سلطان الموت”؟
فإن كان الموت والهلاك سيسودان ثانية على الأجساد التي ستقوم، فما الذي أضافه لنا مجيء المسيح؟
وما الذي استفدناه من إقامته (بيننا)؟
ولو أن الأجساد بعد القيامة ستعود وتموت، فلماذا إذا كتب بولس: “كما في آدم يموت الجميع، هكذا في المسيح سيحيا الجميع ٠”؟
أ م كيف سيقدر أولئك الكافرون أن يقولوا حقا في قلبهم إن المسيح قوة الله وحكمة الله”، في حين أنهم يقولون إن الموت الذي سيصير ثانية سيكون أقوى من قوة الله؟
فإن كان المسيح لم يغلب الموت
 
١٠٨… أفكار الكلمات المقدسة يستحون أن يتعلموا؛ لأنهم قد قهروا من التعاليم الشريرة. لكنهم وهم راسخون في كبريائهم، هم مقتنعون بالبقاء في جهالتهم. لأن الذين غلبوا من كبريائهم يعتقدون أن التقويم أمر يدعو للخجل. فلنترك عنا مفاسد أوريجينوس، ولنعزل أنفسنا عما يسمى بالأبوكريفا
 
١٠٩ انظروا الآن، يا إخوتي، كم يجب علينا أن نكون حكماء تلك الكلمات، ونميز بين أرواح الحق وأرواح الضلال. ونحن سمع لأن كل الهرطقات لها نفس الفكر، وهي تتفق مع الأنبياء الكذبة الذين ضلوا عن الله، قائلين الكذب عوض الحق، وتنبأوا للبعل بدلا من الرب الإله الضابط الكل. لأن الذين جدفوا على ابن الله وأيضا على أبيه لا يعلمون ما يقولون. وحسب كل ما قلناه في هذه العظة وفي تعاليم رئيس الأساقفة الطوباوي الأنبا ثيؤفيلس، فلا هم يعرفون ماذا يقولون، ولا الذين يأخذون عنهم تعاليمهم يفهمون ما يسمعون. لأنهم مثل البهائم التي وضعت لها أعلاف كثيرة جدا من كل نوع لترعى فيها؛ لأنهم لا يجدون شيئا أفضل، ولا سيما الذين يعلمون هذا الكلام والذين يتعلمون منهم. لأن عمل الشيطان هو أن يملا قلب الذين يعلمون على هذا النحو، أما عمل الذين يعلمونهم فهو أن يملاؤا آذان السامعين؛ لأنهم لم يتشاركوا في الأسفار الحقيقية. أما الذين يقولون هذا ويسمعونه فقد سقطوا منها”” أي من الأسفار المقدسة.

Related posts

طوبى للذين يراعون العدل

beshoy ava shenouda

عظة مبارك هو الله

beshoy ava shenouda

عظة بدون عنوان A26 للأنبا شنوده رئيس المتوحدين

beshoy ava shenouda

Leave a Comment