قراءات يوم الخميس السادس من الصوم الكبير
قراءات يوم الخميس من الأسبوع السادس من الصوم الكبير
قراءات يوم الخميس السادس من الصوم الكبير
قراءات يوم الخميس من الأسبوع السادس
النبوات
مِنْ سِفْرِ الْمُلُوكِ الثَّانِي بَرَكَتُهُ الْمُقَدَّسَةُ فَلْتَكُنْ مَعَنَا آمِينَ (٤: ٨-٤١)
وَكَانَ فِي بَعْضِ الْأَيَّامِ أَنَّ أَلِيشَعَ جَازَ بِشُونَمَ. وَكَانَتْ هُنَاكَ امْرَأَةٌ عَظِيمَةٌ، فَأَمْسَكَتْهُ لِيَأْكُلَ خُبْزًا. وَكَانَ كُلَّمَا مَرَّ يَمِيلُ إِلَى هُنَاكَ لِيَأْكُل خُبْزًا. فَقَالَتْ لِبَعْلِهَا: " قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ هَذَا الَّذِي يَجْتَازُ بِنَا دَائِمًا هُوَ رَجُلُ اللَّهِ، وَهُوَ قِدِيسٌ فَلْنَبْنِ لَهُ عِليَّةً صَغِيرَةً وَنَجْعَلْ لَهُ فِيهَا سَرِيرًا وَمَائِدَةً وَكُرْسِيَّا وَمَنَارَةً، حَتَّى إِذَا جَاءَنَا يَعْدِلُ إِلَى هُنَاكَ ". فَجَاءَ فِي بَعْضِ الْأَيَّامِ إِلَى هُنَاكَ وَعَدَلَ إِلَى الْعِلَّيَّةِ وَاضْطَجَعَ فِيهَا. وَقَالَ لِغُلَامِهِ جِيحَزِي: " أَدْعُ لِي هَذِهِ الشُّونَمِيَّةَ ".
فَدَعَاهَا، فَوَقَفَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ. فَقَالَ لَهُ: " قُلْ لَهَا إِنَّكِ قَدْ تَكَلَّفْتِ مِنْ أَجْلِنَا هَذِهِ الْكُلْفَةَ كُلُّهَا، فَمَاذَا تَبْتَغِينَ أَنْ يُصْنَعَ لَكِ؟ هَلْ مِنْ حَاجَةٍ أُكَلِّمُ فِيهَا الْمَلِكَ أَوْ رَئِيسَ الْجَيْشِ؟ ". فَقَالَتْ: " إِنَّمَا أَنَا سَاكِنَةٌ فِيمَا بَيْنَ قَوْمِي ". فَقَالَ: " مَاذَا أَصْنَعُ لَهَا؟ ". فَقَالَ جيحَزي: " إِنَّهَا لَيْسَ لَهَا وَلدٌ، وَبَعْلُهَا شَيْخ ". فَقَالَ: " ادْعُهَا ". فَدَعَاهَا، فَوَقَفَتْ بِالْبَابِ، فَقَالَ: " إِنَّكِ، فِي مِثْلِ هَذَا الْوَقْتِ مِنْ قَابِلِ سَتَحْضُنِينَ ابْنَا. فَقَالَتْ: " لَا يَا سَيّدِي، يَا رَجُلَ اللَّهِ. لَا تَكْذِب عَلَى أُمَتِكَ ".
ثُمَّ حَبَلَتِ الْمَرْأَةُ وَوَلَدَتِ ابْنَا فِي مِثْلِ ذَلِكَ الْوَقْتِ مِنْ قَابِلٍ، كَمَا قَالَ أَلِيشَعُ. وَبَعْدَ مَا نَشَأَ الصَّبِيُّ، خَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ عِنْدَ أَبِيهِ إِلَى الْحَصَّادِينَ. فَقَالَ لِأَبِيهِ: " رَأْسِي رَأْسِي ". فَقَالَ لِلْغُلَامِ: " خُذْهُ إِلَى أُمِّهِ ". فَحَمَلَهُ وَصَارَ بِهِ إِلَى أُمِّهِ، فَبَقِيَ عَلَى رُكْبَتَيْهَا إِلَى الظُّهْرِ وَمَاتَ. فَأَصْعَدَتْهُ وَأَضْجَعَتْهُ عَلَى سَرِيرٍ رَجُلِ اللَّهِ، وَأَغْلَقَتْ عَلَيْهِ وَخَرَجَتْ وَنَادَتْ بَعْلَهَا وَقَالَتْ: " ابْعَثْ لِي أَحَدَ الْغِلْمَانِ وَمَعَهُ أَتَانٌ، فَأَسْرِعَ نَحْوَ رَجُلِ اللَّهِ وَأَرْجِعَ ". فَقَالَ لَهَا: " لِمَاذَا تَمْضِينَ إِلَيْهِ الْيَوْمَ؟ وَلَيْسَ الْيَوْمُ رَأْسَ الشَّهْرِ وَلَا هُوَ سَبْتْ ". فَقَالَتْ: " سَلَامٌ ". ثُمَّ أَسْرَجَتِ الْأَتَانَ، وَقَالَتْ لِغُلَامِهَا: " سُق وَامْضِ وَلَا تَعُقْنِي فِي الْمَسِيرِ حَتَّى أَقُولَ لَكَ".
وَمَضَتْ حَتَّى جَاءَتْ إِلَى رَجُلِ اللَّهِ فِي جَبَلِ الْكَرْمَلِ. فَلَّمَا رَآهَا رَجُلُ اللَّهِ مِنْ بَعِيدٍ، قَالَ لِجِيحَزِي غُلَامِهِ: " هَذِهِ هِيَ تِلْكَ الشُّونَمِيَّةُ. فَبَادِرِ الْآنَ لِلقَائِهَا، وَقُلْ لَهَا: أَسَالِمَةٌ أَنْتِ؟ أَسَالِمٌ زَوْجُكِ؟ أَسَالِمُ الصَّبِيُّ؟ ". فَقَالَتْ: " سَالِمُونَ ". ثُمَّ دَنَتْ مِنْ رَجُلِ اللَّهِ عَلَى الْجَبَلِ وَأَخَذَتْ بِرِجُلَيْهِ. فَتَقَدَّمَ جِيحَزِي لِيَرُدُّهَا. فَقَالَ رَجُلُ اللَّهِ: " دَعْهَا، لِأَنَّ نَفْسَهَا مُكْتَئْبَةٌ، وَالرَّبُّ قَدْ كَتَمَ الْأَمْرَ عَنِّي وَلَمْ يُخْبِرْنِي ". فَقَالَتْ: " هَلْ طَلَبْتُ ابْنَا مِنْ سَيّدِي؟ أَلَمْ أَقُلْ لَا تَخْدَعْنِي؟ ". فَقَالَ لِجِيحَزِي: " " أشدد. وَخُذْ عَصَايَ فِي يَدِكَ وَامْضِ، وَإِنْ لَقِيتَ أَحَدًا فَلَا تُسَلّمْ عَلَيْهِ، وَإِنْ سَلَّمَ عَلَيْكَ أَحَدٌ فَلَا تُجِبْهُ، وَاجْعَلْ عَصَايَ عَلَى وَجْهِ الصَّبِيِّ ". فَقَالَتْ أُمُّ الصَّبِيِّ: " حَيَّ هُوَ الرَّبُّ، وَحيَّةٌ هِيَ نَفْسُكَ، إِنِّي لَا أُفَارِقُكَ ". فَقَامَ وَتَبِعَهَا. وَجَازَ جِيحَزِي أَمَامَهُمَا وَجَعَلَ الْعَصَا عَلَى وَجْهِ الصَّبِيِّ، فَلَمْ يَكُنْ صَوْتٌ وَلَا إحْسَاسٌ فَعَادَ لِلِقَائِهِ وَقَالَ لَهُ: " لَمْ يَسْتَيْقِظِ الصَّبِيُّ ". فَدَخَلَ اليشعُ البَيْتَ، فَإِذَا بِالصَّبِيِّ مَيْتٌ مُضْطَجِعْ عَلَى سَرِيرِهِ. فَدَخَلَ وَأَغْلَقَ الْبَابَ عَلَيْهِمَا، وَصَلَّى إِلَى الرَّبِّ. ثُمَّ صَعِدَ وَانْبَسَطَ عَلَى الصَّبِي وَجَعَلَ فَاهُ عَلَى فِيهِ، وَعَيْنَيْهِ عَلَى عَيْنَيْهِ، وَكَفَّيْهِ عَلَى كَفَّيْهِ، وَتَمَدَّدَ عَلَيْهِ فَسَخْنَ جَسَدُ الصَّبِيِّ. ثُمَّ رَجَعَ وَتَمَشَّى فِي الْبَيْتِ تَارَةً إِلَى هُنَا وَتَارَةً إِلَى هُنَاكَ، وَصَعِدَ وَتَمَدَّدَ عَلَيْهِ، فَعَطَسَ الصَّبِيُّ سَبْعَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ فَتَحَ الصَّبِيُّ عَيْنَيْهِ. فَدَعَا جِيحَزِي وَقَالَ: " أَدْعُ هَذِهِ الشُّونَمِيَّةَ ". فَدَعَاهَا. فَأَتَتْ فَقَالُ لَهَا: " خُذِي ابْنَكِ ". فَأَقْبَلَتْ وَخَرَّتْ عَلَى رِجْلَيْهِ وَسَجَدَتْ إِلَى الْأَرْضِ، وَأَخَذَتْ ابْنَهَا وَمَضَتْ.
وَرَجَعَ أَلِيشَعُ إِلَى الْجِلْجَالِ. وَالْجُوعُ فِي الْأَرْضِ وَفِيمَا كَانَ بَنُو الْأَنْبِيَاءِ جَالِسِينَ أَمَامَهُ. قَالَ لِغُلَامِهِ: " هَيِّئ الْقِدْرَ الْكَبِيرَةَ، وَاطْبُخْ طَبِيخًا لِبَنِي الْأَنْبِيَاءِ ". فَخَرَجَ وَاحِدٌ إِلَى الصَّحْرَاءِ لِيَقْتَطِعَ بُقُولًا، فَصَادَفَ شِبْهِ جَفْنَةٍ بَريَّةٍ، فَاقْتَطَعَ مِنْهَا مِلْءَ ثَوْبِهِ حَنْظَلًا، وَجَاءَ بِهِ فَقَطَّعَهُ فِي قِدْرِ الطَّبيخ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَعْلَمُوا مَا هُوَ. ثُمَّ سَكَبُوا لِلْرِّجَالِ لِيَأْكُلُوا فَلَّمَا أَكَلُوا مِنَ الطَّبِيخ، صَاحُوا وَقَالُوا: " فِي الْقِدْرِ مَوْتٌ يَا رَجُلَ اللَّهِ! ". وَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَأْكُلُوا فَقَالَ: " إيتُونِي بِدَقِيقٍ ". فَأَلْقَاهُ فِي الْقِدْرِ وَقَالَ: " اسْكُبْ لِلْقَوْمِ لِيَأْكُلُوا ". فَلَمْ يَجِدُوا بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْقِدْرِ سُوءًا.
(مَجْدًا لِلثَالُوثِ القُدُّوس إلهنا إِلَى الأَبَدِ وإِلَى أَبَدِ الْآبَاءِ كُلَّهَا. آمِينَ)
مِنْ سِفْرٍ إِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ بَرَكَتْهُ الْمُقَدَّسَةُ فَلْتَكُنْ مَعَنَا آمِين. (١:٤٥ - ١٠)
هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ لِمَسِيحِهِ، لِكُورَش الَّذِي أَخَذْتُ بِيَمِينِهِ لِأُخْضِعَ الْأُمَمَ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَأَحُلَّ أَحْقَاءِ الْمُلُوكِ، لِأَفْتَحَ أَمَامَهُ الْمَصَارِيعَ، وَلَا تُغْلَقَ الْأَبْوَابُ إِنِّي أَسِيرُ قُدَّامَكَ فَأَقَوَمُ الْمُعْوَجَّ. وَأُحَطِّمُ مَصَارِيعَ النُّحَاسِ، وَأُكَسِرُ مَغَالِيقَ الْحَدِيدِ. وَأُعْطِيكَ كُنُوزَ الظُّلْمَةِ وَدَفَائِنَ الْمَخَابِئْ لِتَعْلَمَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ الَّذِي دَعَاكَ بِاسْمِكَ، إِلَهُ إسْرَائِيلَ إِنِّي لِأَجْلِ عَبْدِي يَعْقُوبَ، وَإِسْرَائِيلَ مُخْتَارِي، دَعَوْتُكَ بِاسْمِكَ. وَكَنَّيْتُكَ وَأَنْتَ لَا تَعْرِفُنِي.
أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ. لَيْسَ مِنْ دُونِي إِلَهُ إِنِّي نَطَّقْتُكَ وَأَنْتَ لَا تَعْرِفُنِي لِكَيْ يَعْلَمُوا مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ وَمِنْ مَغْرِبِهَا أَنَّهُ لَيْسَ غَيْرِي أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ. أَنَا مُبْدِعُ النَّورِ وَخَالِقُ الظُّلْمَةِ، وَمُجْرِي السَّلَامِ وَخَالِقَ السَّرِ. أَنَا الرَّبُّ صَانِعُ هَذِهِ كُلَّهَا. أقْطَرِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ مِنْ فَوْقَ، وَلْتُمْطِرِ الْغُيُومُ بِرًا. لِتَنْفَتِحَ الْأَرْضُ وَلْيُثْمِرٍ الْخَلَاصُ، وَلْيَنْبُتِ الْبِرُّ أَنَا الرَّبُّ خَلَقْتُهُ.
وَيْلٌ لِمَنْ يُخَاصِمُ جَابِلَهُ. وَهُوَ خَزَفَةٌ مِنْ خَزَفِ الْأَرْضِ. أَيَقُولُ الطِينُ لِجَابِلِهِ: مَاذَا تَصْنَعُ، أَوْ عَمَلُكَ لَيْسَ لَهُ يَدَانِ؟ " وَيْلٌ لِمَنْ يَقُولُ لِأَبِ: " مَاذَا تَلِدُ؟ " وَلِامْرَأَةٍ: " مَاذَا تَضَعِينَ ؟ ".
(مَجْدًا لِلثَالُوثِ القُدُّوس إلهنا إِلَى الأَبَدِ وإِلَى أَبَدِ الْآبَاءِ كُلَّهَا. آمِينَ)
مِنْ سِفْرٍ أَمْثَالِ سُلَيْمَانَ الْحَكِيمِ بَرَكَتُهُ الْمُقَدَّسَةُ فَلْتَكُنْ مَعَنَا آمِينَ. (۹: ۱ - ۱۱ )
الْحِكْمَةُ بَنَتْ لَهَا بَيْتًا وَنَصَبَتْ فِيهِ سَبْعَةَ أَعْمِدَةٍ. ذَبَحَتْ ذَبَائِحَهَا. وَمَزَجَتْ خَمْرَهَا فِي الْأَوَانِي. وَهَيَّأَتْ مَائِدَتَها أَرْسَلَتْ عَبِيدَهَا لِيُنَادُوا بِصَوْتٍ عَالٍ عَلَى الزَّوايَا قَائِلِينَ: " مَنْ كَانَ مِنْكُمْ جَاهِلًا فَلْيَأْتِ إِلَيَّ ". وَنَاقِصُو الْفَهْمِ أَقُولُ لَهُمْ: " هَلْمُوا كُلُوا مِنْ خُبْزِي، وَاشْرَبُوا مِنَ الْخَمْرِ الَّتِي مَزَجْتُهَا لَكُمْ أَتْرُكُوا عَنْكُمُ الْجَهْلَ لِتَحْيَوْا، أَطْلُبُوا الْحِكْمَةَ لِتُعَمِّرُوا، وَقَوِّمُوا فَهُمَكُمْ بِمَعْرِفَةٍ ".
مَنْ يُؤَدِّبُ الْأَشْرَارَ يُلْحِقُ بِنَفْسِهِ هَوَانًا، وَمَنْ يُبَكِّتُ الْمُنَافِقَ يَكْسَبُ عَيْبًا لِذَاتِهِ. لَا تُوَبِّخَ الْأَشْرَارَ لِئَلَّا يُبْغِضُوكَ. وَبَحْ حَكِيمًا فَيُحِبَّكَ. وَبَخْ جَاهِلًا فَيُبْغِضَكَ. أَعْطِ الْحَكِيمَ سَبَبًا فَيَزْدَادَ حِكْمَةً. وَعَلّمِ البَّارَّ فَيَزْدَادَ بِرًّا. رَأْسُ الْحِكْمَةِ مَخَافَةُ الرَّبِّ، وَمَشُورَةُ القِدِيسِينَ فَهُمْ. وَمَعْرِفَةُ النَّامُوسِ هِيَ الْفِكْرُ الصَّالِحُ بِهَذَا المِثَالِ تَعِيشُ زَمَانًا طَوِيلًا وَتَزْدَادُ لَكَ سِنُو الْحَيَاةِ.
(مَجْدًا لِلثَالُوثِ القُدُّوس إلهنا إِلَى الأَبَدِ وإِلَى أَبَدِ الْآبَاءِ كُلَّهَا. آمِينَ)
مِنْ سِفْرٍ أَيُّوبَ الْصِدِيقِ بَرَكَتُهُ الْمُقَدَّسَةُ فَلْتَكُنْ مَعَنَا. آمين. (٣٥: ١ - ١٦)
وَأَجَابَ أَلِيهُو أَيْضًا وَقَالَ: أَتَحْسِبُ مِنَ الْعَدْلِ أَنْ تَقُولَ: " أَنَا أَبَرُّ مِنَ اللَّهِ؟ " وَقَدْ قُلْتَ: " مَاذَا يُفِيدُنِي، وَأَيُّ شَيْءٍ أَنْفَعُ لِي مِنْ أَنْ أَخْطَاً؟ ". أَنَا أُجِيبُكَ فِي الْكَلَامِ، أَنْتَ وَأَخِلاءَكَ مَعَكَ. تَطَلَّعْ إِلَى السَّمَاءِ وَانْظُرْ، وَتَأَمَّلِ السُّحُبَ: إِنَّهَا أَرْفَعُ مِنْكَ. فَإِنْ أَنْتَ خَطِئَتَ فَمَاذَا تُؤَثِّرُ فِيهِ؟ وَإِنْ أَكْثَرْتَ مِنَ الْمَعَاصِي فَمَاذَا تُلْحِقُ بِهِ؟ وَإِنْ كُنْتَ بَارًا فَبِمَاذَا تَمُنُّ عَلَيْهِ؟ وَمَاذَا يَأْخُذُ مِنْ يَدِكَ؟ إِنَّمَا نِفَاقُكَ يَضُرُ إِنْسَانًا مِثْلَكَ، وَبِرُكَ يَنْفَعُ ابْنَ آدَمَ.
مِنْ كَثْرَةِ الْعَسْفِ يَصْرُخُ الْأَذِلَّاءُ، وَيَسْتَغِيثُونَ عَلَى أَذْرُعِ الْأَعِزَّاءِ. وَلَا يَقُولُونَ: أَيْنَ اللَّهُ الَّذِي صَنَعَنِي، الَّذِي يُنْعِمُ بِالتَّرْنِيمِ لَيْلا؟ الَّذِي رَفَعَنَا عَلَى بَهَائِمِ الْأَرْضِ عِلْمًا، وَعَلَى طُيُورِ السَّمَاءِ حِكْمَةٌ هُنَالِكَ يَصْرُخُونَ مِنْ تَشَامُخَ الْأَشْرَارِ وَهُوَ لَا يُجِيبُ. إِنَّ اللَّهَ لا يَسْمَعُ لِفَاعِلِ السُّوءِ، فَإِنَّ الْقَدِير لَا يَلْتَفِتُ إِلَيْهِ. وَفِي حِينٍ قَوْلِكَ لَهُ: إِنَّكَ لَا تَلْتَفتُ إِلَيْهِ. تَكُونُ الدَّعْوَى بَيْنَ يَدَيْهِ، فَأَنْتَظِرُهُ. أَمَّا الْآنَ فَإِذْ لَمْ يَفْتَقِدْ بِغَضَبِهِ، وَلَمْ يُشَدِدِ الْعِقَابَ عَلَى الْمَعَاصِي، فَتَحَ أَيُّوبُ فَاهُ بِالْبَاطِلِ، وَأَكْثَرَ مِنَ الْكَلَامِ عَنْ غَيْرِ عِلْمٍ.
(مَجْدًا لِلثَالُوثِ القُدُّوس إلهنا إِلَى الأَبَدِ وإِلَى أَبَدِ الْآبَاءِ كُلَّهَا. آمِينَ)
باكر
المزمور
مِنْ مَزَامِيرٍ أبِينَا دَاوُدَ النَّبِيِّ (۹: ٩ - ١٠)
ارْحَمْنِي يَا رَبُّ، وَانْظُرْ إِلَى ذُلّي مِنْ أَعْدَائِي يَا رَافِعِي، مِنْ أَبْوَابِ الْمَوْتِ. هَلِّلُويَا.
الإنجيل
مِنْ إِنْجِيلِ مُعَلِّمِنَا لُوقا الْبَشِير (٩:٢٠ - ١٩)
وَبَدَأَ يُكَلِّمُ الشَّعْبَ بِهَذَا الْمَثَلِ: " إِنْسَانٌ غَرَسَ كَرْمًا وَسَلَّمَهُ إِلَى كَرَّامِينَ وَسَافَرَ زَمَانًا طَوِيلًا. وَفِي الْأَوَانِ أَرْسَلَ عَبْدًا إِلَى الْكَرَّامِينَ لِيُعْطُوهُ مِنْ ثَمَرِ الْكَرْمِ، فَضَرَبَهُ الْكَرَّامُونَ، وصَرَفُوهُ فَارِغَا فَعَادَ أَيْضًا وَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ عَبْدًا آخَرَ، فَضَرِبُوا الْآخَرَ وَأَهَـانُوهُ وَصَرَفُوهُ فَارِغًا. ثُمَّ عَادَ أَيْضًا وَأَرْسَلَ ثَالِثًا، فَجَرَّحُوا هَذَا أَيْضًا وَأَخْرَجُوهُ. فَقَالَ رَبُّ الْكَرْمِ: مَاذَا أَفْعَلُ؟ أُرْسِلُ ابْنِيَ الْحَبِيبَ، لَعَلَّهُمْ يَخْجَلُونَ مِنْهُ فَلَمَّا رَآهُ الْكَرَّامُونَ تَآمَرُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ قَائِلِينَ: هَذَا هُوَ الْوَارِثُ تَعَالَوْا نَقْتُلُهُ لِيَكُونَ لَنَا الْمِيرَاثُ فَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْكَرْمِ وَقَتَلُوهُ فَمَاذَا يَفْعَلُ بِهِمْ رَبُّ الْكَرْمِ؟ يَأْتِي وَيُهْلِكُ الْكَرَّامِينَ وَيُعْطِي الْكَرْمَ لِآخَرِينَ ". فَلَمَّا سَمِعُوا قَالُوا: " حَاشَـا! " فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَقَالَ: " فَمَا هُوَ هَذَا الْمَكْتُوبُ: إِنَّ الْحَجَرَ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ، هَذَا قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ؟ فَكُلُّ مَنْ يَسْقُطُ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ، وَمَنْ يَسْقُطُ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ! ".
فَطَلَبَ الْكَتَبَةُ وَرُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ أَنْ يُلْقُوا أَيْدِيَهُمْ عَلَيْهِ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ، فَخَافُوا الشَّعْبَ، لِأَنَّهُمْ عَلِمُوا أَنَّهُ قَالَ هَذَا الْمَثَلَ عَلَيْهِمْ.
(وَالْمَجْدُ لِلَّهِ دَائِمًا)
القداس
الْبُولُس
فَصْلٌ مِنْ رِسَالَةِ مُعَلِّمِنًا بُولُسَ الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى تِلْمِيذِهِ تِیمُوثَاوُس بَرَكَتُهُ عَلَيْنَا آمين. (١:٢ - ١:٣-٤ )
فَأَسْأَلُ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ ، أَنْ تُقَامَ تَضَرُّعَاتٌ وَصَلَوَاتٌ وَتَوَسُلَاتٌ وَتَشَكُرَاتٌ مِنْ أَجْلِ جَمِيعِ النَّاسِ ، مِنْ أَجْلِ الْمُلُوكِ وَكُلّ ذِي مَنْصِبٍ ، لِنَقْضِيَ حَيَاةٌ مُطْمَئِنَّةً ، ذَاتَ دَعَةٍ فِي كُلِّ تَقْوَى وَعَفَافٍ ، فَإِنَّ هَذَا حَسَنْ وَمَقْبُولٌ لَدَى اللَّهِ مُخَلَّصِنَا ، الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ ، وَيَبْلُغُونَ إِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ لِأَنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ ، وَالْوَسِيطُ بَيْنَ اللَّهِ وَالنَّاسِ وَاحِدٌ وَهُوَ: الْإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ ، الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ فِدَاءً عَنِ الْجَمِيعِ ، وَهَذِهِ شَهَادَةٌ فِي آوِنَتِهَا ، جُعِلْتُ أَنَا لَهَا كَارِزًا وَرَسُولًا الْحَقَّ أَقُولُ فِي الْمَسِيحِ لَا أَكْذِبُ ، مُعَلِّمًا لِلْأُمَمِ فِي الْإِيمَانِ وَالْحَقِّ.
فَأُرِيدُ أَنَّ الرِّجَالَ يُصَلُّونَ فِي كُلِّ مَكَانٍ، وَهُمْ رَافِعُونَ أَيْدِيًا نَقِيَّةً، بِغَيْرِ غَضَبٍ وَلَا جِدَالٍ. وَكَذَلِكَ النِّسَاءُ بِزِينَةٍ لَائِقَةٍ مُتَزَيَّنَاتٍ عَلَى مُقْتَضَى الْحِشْمَةِ، وَالتَّعَقُل. لَا بِتَجْعِيدِ الشَّعْرِ أَوْ بِالذَّهَبِ أَوِ اللَّآلئ أَوِ الثِّيَابِ الْكَثِيرَةِ الثَّمَنِ، بَلْ بِمَا يَلِيقُ بِنِسَاءٍ قَدْ تَعَاهَدْنَ الْعِبَادَةَ بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ لِتَتَعَلَّمِ الْمَرْأَةُ وَهِيَ سَاكِتَةٌ بِكُلِّ خُضُوعٍ. وَلَسْتُ أَبِيحُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُعَلَّمَ وَلَا أَنْ تَتَسَلَّطَ عَلَى رَجُلِهَا، بَلْ عَلَيْهَا أَنْ تَكُونَ سَاكِتَةً، فَقَدْ جُبِلَ آدَمُ أَوَّلًا ثُمَّ حَوَّاءُ، وَلَمْ يَكُنْ آدَمُ هُوَ الَّذِي أُغْوِيَ، لَكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَوَقَعَتْ فِي التَّعَدِّي إِلَّا أَنَّهَا سَتَخْلُصُ بِوِلَادَةِ الْأَوْلَادِ، إِنِ اسْتَمَرَّتْ عَلَى الْإِيمَانِ وَالْمَحَبَّةِ وَالْقَدَاسَةِ مَعَ التَّعَقُلِ.
صَادِقٌ هُوَ القَوْلُ: إِنَّهُ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَرْغَبُ فِي الْأَسْقُفِيَّةِ، فَقَدْ اشْتَهَى عَمَلًا صَالِحًا فَيَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ الْأَسْقُفُ بِلا عَيْبٍ، رَجُلَ امْرَأَةٍ واحِدَةٍ، صَاحِيًا، عَاقِلًا، مُهَذَّبًا، مُضيفًا لِلْغُرَبَاءِ، قَادِرًا عَلَى التَّعْلِيمِ، غَيْرَ مُدْمِنٍ للخَمْرِ، وَلَا سَرِيعَ الضَّرْبِ، بَلْ حَلِيمًا، غَيْرَ مُخَاصِمٍ، وَلَا مُحِبّ لِلْمَالِ، يُحْسِنُ تَدْبِيرَ بَيْتِهِ، وَيَضْبِطُ أَبْنَاءَهُ فِي الْخُضُوعِ بِكُلِّ عَفَافٍ.
(نِعْمَةُ اللَّهِ الآبِ فَلْتَحُلَّ عَلَى أَرْوَاحِنَا يَا آبَائِي وَإِخْوَتِي. آمِينُ.)
الْكَاتُولِيكُون
فَصْلٌ مِنْ رِسَالَةِ مُعَلِّمِنَا يَهُوذَا الرَّسُولِ بَرَكَتُهُ عَلَيْنَا. آمين. (١: ١٩ - ٢٥)
هَؤُلَاءِ هُمُ الْمُعْتَزِلُونَ بِأَنْفُسِهِمْ، نَفْسَانِيُّونَ لَا رُوحَ لَهُمْ. وَأَمَّا أَنْتُمْ يَا أَحِبَّائِي فَابْنُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَى إِيمَانِكُمُ الْأَقْدَسِ، مُصَلِّينَ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَلْنَحْفَظَ أَنْفُسَنَا فِي مَحَبَّةِ اللَّهِ، مُنْتَظِرِينَ رَحْمَةَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحَ لِلْحَيَاةِ الْأَبَدِيَّةِ. وَبَكَّتُوا الْبَعْضَ عِنْدَمَا يَكُونُونَ مُدَانِينَ، وَخَلِّصُوا الْبَعْضَ، وَاخْتَطِفُوهُمْ مِنَ النَّارِ، وَارْحَمُوا الْبَعْضَ بِالتَّقْوَى مُبْغِضِينَ حَتَّى الثَّوبَ الْمُدَنَّسَ مِنَ الْجَسَدِ.
وَالْقَادِرُ أَنْ يَحْفَظَكُمْ غَيْرَ عَاثِرِينَ، وَيُقِيمَكُمْ أَمَامَ مَجْدِهِ بِلَا عَيْبٍ فِي الابْتِهَاجِ، اللَّهُ وَحْدَهُ مُخَلَّصْنَا، بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا، لَهُ الْمَجْدُ وَالْعَظَمَةُ وَالْعِزُّ وَالسُّلْطَانُ، قَبْلَ كُلّ الدُّهُورِ وَالآنَ وَإِلَى كُلِّ الدُّهُورِ. آمِينَ.
(لَا تُحِبُّوا الْعَالَمَ وَلَا الأَشْيَاءَ الَّتِي فِي الْعَالَمِ، لِأَنَّ الْعَالَمَ يَمْضِي وَشَهْوَتُهُ مَعَهُ، وَأَمَّا مَنْ يَعْمَلُ مَشِيئَةَ اللَّهِ فَإِنَّهُ يَثْبُتُ إِلَى الْأَبَدِ آمِينَ )
الإبركسيس
فَصْلٌ مِنْ أَعْمَالِ آبَائِنَا الرُّسُلِ الْأَطْهَارِ الْمَشْمُولِينَ بِنِعْمَةِ الرُّوح الْقُدُسِ. بَرَكَتْهُمُ الْمُقَدَّسَةُ فَلْتَكُنْ مَعَنَا آمِينَ.( ١٦:٢٧ - ٢٠ )
فَجَرَيْنَا تَحْتَ جَزِيرَةِ تُسَمَّى " كَلَوْدَةَ " وَبِالْجَهْدِ قَدَرْنَا أَنْ نَضْبُطَ الْقَارِبَ. فَلَمَّا رَفَعُوهُ اتَّخَذُوا مَعُونَةً، وَحَزَمُوا السَّفِينَةَ مِنْ أَسْفَلِهَا، وَلِخَوْفِهِمْ مِنَ الْوُقُوعِ عَلَى كُتبَانِ الرَّمْلِ، خَفَضُوا الْآلَةَ، وَهَكَذَا سَارُوا.
وَفِي الْغَدِ اشْتَدَّتْ عَلَيْنَا الزَّوْبَعَةُ، فَطَفِقُوا يُلْقُونَ الْوَسْقَ. وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ أَلْقَيْنَا بِأَيْدِينَا أَدَوَاتِ السَّفِينَةِ. وَلَمَّا لَمْ تَظْهَرِ الشَّمْسُ وَلَا النُّجُومُ أَيَّامًا كَثِيرَةً، وَدَامَتْ عَلَيْنَا زَوْبَعَةٌ شَدِيدَةٌ، اِنْقَطَعَ كُلُّ رَجَاءٍ فِي النَّجَاةِ.
( لَمْ تَزَلْ كَلِمَةُ الرَّبِّ تَنْمُو وتَكْثُرُ وتَعْتَزُّ وتَثْبُتُ فِي بِيعَةِ اللَّهِ الْمُقَدَّسَةِ آمِينَ . )
السنكسار
السنكسار
اليوم الحادي و العشرون من شهر برمهات المبارك
1 - تذكار والدة الإله القديسة الطاهرة مريم العذراء
تُعيِّد الكنيسة اليوم بالتذكار الشهري لوالدة الإله القديسة مريم العذراء الشفيعة في جنس البشر.
شفاعتها المقدسة فلتكن معنا. آمين.
2 - دخول المخلص بيت عنيا، وتشاور عظماء الكهنة على قتل لعازر الصديق الذي أقامه الرب
وفي مثل هذا اليوم حضر ربنا يسوع المسيح مع تلاميذه وليمة في بيت عنيا القريب من أورشليم حيث كان لعازر الذي أقامه من بين الأموات أحد المتكئين معه. وكانت مرثا أخته تخدم الجمع الحاضر، أما مريم فكانت تدهن قدمَيْ المخلص بالطيب وتمسحهما بشعرها، فمدحها الرب وأشار عن موته بقوله " إنها ليوم تكفيني قد حفظته. فعلم جمع كثير من اليهود أنه هناك، فجاءوا ليس لأجل يسوع فقط بل لينظروا أيضاً لعازر الذي أقامه من بين الأموات. فتشاور رؤساء الكهنة ليقتلوا لعازر أيضاً لأن كثيرين من اليهود كانوا بسببه يذهبون ويؤمنون بيسوع " (يوحنا 12: 1 – 11). بركة ربنا يسوع المسيح فلتحل علينا وعلى بيوتنا،
له كل كرامة ومجد دائماً أبدياً آمين.
3 - استشهاد القديسين تاؤدوروس وتيموثاوس
وفيه أيضاً تُعيِّد الكنيسة بتذكار استشهاد القديسين تاؤدروس وتيموثاوس.
بركة صلواتهما فلتكن معنا.
ولربنا المجد دائماً أبدياً آمين.
المزمور
مِنْ مَزَامِيرٍ أبِينَا دَاوُدَ النَّبِيِّ( ۹: ۱۰)
يَا رَافِعِي مِنْ أَبْوَابِ الْمَوْتِ، لِكَيْ مَا أُخْبِرَ بِجَمِيعِ تَسَابِيحِكَ، فِي أَبْوَابٍ، ابْنَةِ صِهْيَوْنَ. هَلِّلُويَا.
الإنجيل
مِنْ إِنْجِيلِ مُعَلِّمِنَا يُوحَنَّا الْبَشِيرِ (٦: ٤٧ - ٧١)
الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ. آبَاؤُكُمْ أَكَلُوا الْمَنَّ فِي الْبَرِّيَّةِ وَمَاتُوا هَذَا هُوَ الْخُبْزُ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاءِ، لِكَيْ يَأْكُلَ مِنْهُ الْإِنْسَانُ وَلَا يَمُوتَ. أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الْحَيُّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ. مَنْ يَأْكُلْ مِنْ هَذَا الْخُبْزِ يَحْيَ إِلَى الْأَبَدِ. وَالْخُبْزُ الَّذِي أَنَا أُعْطِيهِ هُوَ جَسَدِيَ الَّذِي أَبْذِلُهُ مِنْ أَجْلٍ حَيَاةِ الْعَالَمِ.
فَخَاصَمَ الْيَهُودُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا قَائِلِينَ: " كَيْفَ يَقْدِرُ هَذَا أَنْ يُعْطِيَنَا جَسَدَهُ لِنَأْكُلَهُ؟ ". فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: " الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَأْكُلُوا جَسَدَ ابْنِ الْإِنْسَانِ وَتَشْرَبُوا دَمَهُ فَلَيْسَ لَكُمْ حَيَاةٌ فِيكُمْ. مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دمي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الْأَخِيرِ؛ لِأَنَّ جَسَدِي مَأْكَلٌ حَقِيقِيٌّ وَدَمِي مَشْرَبٌ حَقِيقِيٌّ مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ. كَمَا أَرْسَلَنِي أَبي الْحَيُّ، وَأَنَا أَيْضًا حَيٌّ بِالآبِ، فَمَنْ يَأْكُلُنِي فَهُوَ يَحْيَا بِي هَذَا هُوَ الْخُبْرُ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ. لَيْسَ كَمَا أَكَلَ آبَاؤُكُمُ الْمَنَّ فِي الْبَرِّيَّةِ وَمَاتُوا. مَنْ يَأْكُلُ هَذَا الْخُبْزَ فَإِنَّهُ يَحْيَا إِلَى الْأَبَدِ
قَالَ هَذَا فِي الْمَجْمَعِ وَهُوَ يُعَلِّمُ فِي كَفْرِنَاحُومَ. وَإِنَّ كَثِيرًا مِنْ تَلَامِيذِهِ، لَمَّا سَمِعُوا قَالُوا: " إِنَّ هَذَا الْكَلَامَ صَعْبٌ مَنْ يَسْتَطِيعُ سَمَاعَهُ؟ ". فَعَلِمَ يَسُوعُ فِي نَفْسِهِ أَنَّ تَلَامِيذَهُ يَتَذَمَّرُونَ مِنْ هَذَا، فَقَالَ لَهُمْ: " أَهَذَا يُعْثِرُكُمْ؟ فَكَيْفَ إِذَا رَأَيْتُمُ ابْنَ الْإِنْسَانِ صَاعِدًا إِلَى حَيْثُ كَانَ أَوَّلًا الرُّوحُ هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَأَمَّا الْجَسَدُ فَلَا يُفِيدُ شَيْئًا. وَالْكَلَامُ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ، لَكِنَّ قَوْمًا مِنْكُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ". لِأَنَّ يَسُوعَ كَانَ عَارِفًا مُنْذُ الاِبْتِدَاءِ. مَنْ هُمُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ، وَمَنْ هُوَ الَّذِي سَيُسَلِّمُهُ. فَقَالَ: " مِنْ أَجْلِ هَذَا قُلْتُ لَكُمْ: إِنَّهُ لَا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ إِلَيَّ مَا لَمْ يُعْطَ لَهُ ذَلِكَ مِنَ الْآبِ.
مِنْ ذَلِكَ الْوَقْتِ رَجَعَ كَثِيرُونَ مِنْ تَلَامِيذِهِ إِلَى الْوَرَاءِ، وَلَمْ يَعُودُوا يَمْشُونَ مَعَهُ. فَقَالَ يَسُوعُ لِلاثْنَي عَشَرَ: " أَلَعَلَّكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا تُرِيدُونَ أَنْ تَمْضُوا؟ ". فَأَجَابَهُ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: " يَا رَبُّ، إِلَى مَنْ نَذْهَبُ؟ إِنَّ كَلَامَ الْحَيَاةِ الْأَبَدِيَّةِ هُوَ عِنْدَكَ، وَقَدْ آمَنَّا نَحْنُ وَعَرَفْنَا أَنَّكَ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحِيِّ ". فَأَجَابَهُمْ يَسُوعُ: " أَلَمْ أَكُنْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ، أَنْتُمْ الاِثْنَيْ عَشَرَ، وَوَاحِدٌ مِنْكُمْ هُوَ شَيْطَانٌ! ". قَالَ ذَلِكَ عَنْ يَهُوذَا سِمْعَانَ الْإِسْخَرْيُوطِيّ، لِأَنَّهُ كَانَ مُزْمِعًا أَنْ يُسَلِّمَهُ، وَهُوَ أَحَدُ الاِثْنَيْ عَشَرَ.
(وَالْمَجْدُ لِلَّهِ دَائِمًا)
قطمارس الصوم الكبير طبعة عام 1922
قطمارس الصوم الكبير عربي اصدار دير الشهيد العظيم مار مينا مريوط
قطمارس الصوم الكبير عربي اصدار دير الشهيد العظيم مار مينا مريوطhttps://drive.google.com/file/d/1vBReXxR2QSFDNuiPG8E4fMyAt-IX4poa/view?usp=share_link
برنامج القطمارس موقع دير الانبا بيشوي برنامج القطمارس
برنامج القطمارس موقع دير الانبا بيشوي برنامج القطمارسhttp://katamars.avabishoy.com/Home/Katamars
السنكسار طبعة مكتبة المحبة الجزء الثاني عام 1951
السنكسار طبعة مكتبة المحبة الجزء الثاني https://drive.google.com/file/d/1cep1OObDSPjyt2w4xGwXwQeT-mGWkozX/view?usp=share_link
السنكسار منقح – جزءين – أصدار دير العذراء السريان 2012
السنكسار منقح – جزءين – أصدار دير العذراء السريان https://drive.google.com/file/d/1ceuF_ryOFzaI_E1RtzWX_zwDPmL32z9T/view?usp=share_link
صفحة الفيسبوك الخاصة بالدير
صفحة الفيسبوك الخاصة بالديرhttps://facebook.com/100068957185605